كيف حولت مصر عوامل الفشل إلى أدوات للنجاح
عندما تمتلك مقومات النجاح فمن الطبيعى أن تنجح وبأقل مجهود ممكن ، لكن أن تحول عوامل ومعطيات الفشل إلى مقومات للنجاح فهذا أمر يشبه المعجزات لأنه يتطلب إرادة قوية ومقومات كثيرة وهذا مافعلته مصر السيسى من 2013 وحتى الآن ، مصر التى راهن العالم على سقوطها لأنهم ببساطة شديدة حاصروها سياسيآ واقتصاديا وضيقوا عليها الخناق كى تركع وتقبل بمخطط التقسيم إلا أن مصر فاجأتهم بعكس ذلك تماما وانطلقت إنطلاقة مدوية أزهلت العالم اجمع بفضل قيادتها السياسية الحكيمة وشعبها الواعى .
إن شعب مصر العظبم هو البطل الحقيقى والسلاح الأقوى فى معركة نهضة مصر الذى اعتمدت عليه القيادة السياسية لأنه تحمل المسئولية كاملة مع الدولة ، تحمل أعباء المعيشة وغلاء الاسعار والفقر والمرض الخ الخ ، ولأنه ببساطة شديدة أدرك الحقيقة التى لاينكرها إلا كل مغيب وجاحد وناكر للجميل أن مصر مستهدفة من الداخل والخارج فلم يكن لديه خيار آخر إلا الحفاظ على تراب هذا الوطن تحت أى ظرف من الظروف حتى ولو كان الثمن حياته .
ولأن البناء يتطلب اقتصاد قوى فى الوقت الذى تم محاصرة مصر اقتصاديآ بضرب السياحة عن طريق إسقاط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ ومشكلة رجينى مع ايطاليا علاوة على العمليات الارهابية فى سيناء ، فكان لزامآ على الدولة اتخاذ إجراءات اقتصادية شديدة القسوة والجرأة وهى تعويم الجنية المصرى والذى ترتب عليه رفع سعر الصرف إلى أكثر من الضعف مما تسبب فى زيادة فى الأسعار وحمل المواطن أعباء جديدة ، ولأن المعدن الحقيقى للشعب المصرى يظهر وقت الشدائد فتحمل ومازال وسيظل يتحمل المسئولية لأنه أيقن صدق القيادة السياسية فى بناء الوطن وأن ذلك سوف يصب فى مصلحته ومصلحة اولاده فى المستقبل القريب .
ولأن الصحة هى العمود الفقرى للشعوب فكان فيرس سى ذالك الوباء المتفشى والذى حصد ارواح الملايين من شعب مصر على رأس أوليات الرئيس والحكومة وبفضل الله والقيادة السياسية الحكيمة تم القضاء على هذا الوباء بعلاج مصرى خالص مدعم من الدولة ، لعلاج عامة الشعب وأصبحت مصر رائدة فى هذا المجال بعدما كانت تحتل المرتبة الأولى فى العالم من حيث الإصابة بهذا المرض اللعين .
ثم تأتى مشلكة الطاقة الكهربائية التى كانت التحدى الاكبر ولأنها عامل اساسى من عوامل الإستثمار بل من أهم دعائمه نجحت مصر بفضل الاجرأءات الاقتصادية التى اتخذتها الدولة أن تحل هذه المشكلة حل جذرى بالتعاون مع شركة سيمنز الالمانية التى اقامت اكبر محطات لتوليد الكهرباء فى منطقة الشرق الاوسط ، واصبح لدينا فائض وسوف نقوم بتصدير الطاقة الكهربائبة قريبآ خصوصآ بعد تشغيل مفاعل الضبعة النووى والذى دخلت مصر من خلاله النادى النووى وتحولت الطاقة من عامل سلبى إلى ايجابى ومصدر للدخل القومى .
وفى نفس السياق وفى محاولة جادة من الدولة لجذب الإستثمار والمستثمرين كان لابد من إعادة النظر فى البنية التحتية كالطرق التى قطعت فيها مصر مشوار رائع فى زمن قياسى واصبح لدينا شبكة طرق عالمية ، وكذلك والاتصالات وتسهيل إجراءات تراخيص الشركات وقوانين الإستثمار والتى تعتبر نقلة حضارية كبيرة وإنجاز يتحدث عن نفسه .
ولأن المتربصين بهذا الوطن لايكلوا ولا يملوا من محاولاتهم المستميتة لإسقاط الدولة المصرية مستخدمين ورقة الفتنة الطائفية لشق الصف بين المسلمين والمسيحيين وذلك بإستخدامهم للخونة أعداء الحياة كأدوات لتفجير الكنائس والمساجد فى محاولات خسيسة لشق الصف إلا أن القيادة الحكيمة للدولة متمثلة فى شيخ الأزهر الشريف الدكتور / احمد الطيب وبابا الكنيسة المصرية البابا تواضروس كانوا لهم بالمرصاد وقطعوا عليهم كل الطرق التى تؤدى إلى شق صفوف المصريين .
بالإضافة إلى المشاكل المزمنة فى العاصمة الاقدم والاكبر القاهرة فى منطقة الشرق الاوسط والمتمثلة فى الكثافة السكانية والبنية التحتية المتهالكة وإلزحام الشديد فى المرور والأحياء العشوائية ، فكان لزامآ على القيادة السياسية البحث عن حلول جذرية وغير تقليدية فكان مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التى أصبحت قاب قوسين أو أدنى كى تصبح عاصمة مثالية تليق بدولة بحجم مصر .
وبحثآ عن مصادر جديدة للإقتصاد المصرى عوضآ عن العجز الذى نتج عن الدخل السياحى الذى تأثر بالمؤامرات على مصر ، جاءت اتفاقيات ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية وقبرص واليونان كى يتثنى لمصر التنقيب عن البترول والغاز ، فحاول أعداء النجاح بشتى الطرق عرقلة الإتفاقيات وذلك ببث الشائعات فى الشارع المصرى ان السيسى يبيع مصر لعل وعسى أن ينجحوا فى ان يخرح الشعب على هذا الرجل الذى يعتبر بمثابة صداع فى رؤسهم ، ولأنهم يعلمون جيدآ ارتباط المصريين بتراب هذا الوطن ولكن وعى الشعب المصرى الذى أدرك أبعاد الأمور لم ينساق وراء مروجى الشائعات وذلك لثقته فى القيادة السياسية .
الأمثلة كثيرة والتحديات أكثر التى تغلبت عليها القيادة السياسية ولكنى سأكتفى بهذا القدر ويكفينا فخرا ونحن اليوم نجنى ثمار القرارات الحكيمة التى اتخذتها الدولة من اجل النهوص بهذا البلد ، فقد تم اكتشاف حقل ظهر والذى يعتبر كنز من كنوز الله فى الأرض وهو أكبر حقل لإنتاج الغاز والذى تم تشغيله بالفعل ليضخ الخير للشعب المصرى الذى يستحق الكثير .
واخيرآ شهادة حق للتاريخ دون ادنى شك أو نفاق للقيادة السياسية التى عبرت بسفينة الوطن بكل ثقة الى بر الامان رغم كل التحديات فى الداخل والخارج من محاربة الإرهاب والفساد وانتصرت على الدول التى تأمرت على إسقاط مصر ، كما استطاعت أن تضع الشعب المصرى على الطريق الصحيح نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة فاستحقت منا كل الحب والتقدير والإحترام ، كل التحية والتقدير لشعب مصر العظيم الذى سيكتب التاريخ مواقفه بحروف من ذهب . بقلم بسيوني ابو زيد