“لام شمسية” على مسرح النقاش: المركز الكاثوليكى يحتفى بالدراما الهادفة ويكرّم صنّاع التغيير

“لام شمسية” على مسرح النقاش: المركز الكاثوليكى يحتفى بالدراما الهادفة ويكرّم صنّاع التغيير

تقرير_أمجد زاهر 

في خطوة تؤكد الدور الحيوي للفن في تشكيل الوعي المجتمعي والنهوض بالذوق العام، أعلن المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن إقامة ندوة خاصة لمسلسل “لام شمسية”، أحد أبرز الأعمال الرمضانية لعام 2025، وذلك مساء السبت 21 يونيو في تمام الساعة السابعة بقاعة النيل للأباء الفرنسيسكان.

ويأتي هذا الحدث ضمن سلسلة ندوات يقيمها المركز تكريماً للأعمال الدرامية التي تحمل رسالة إنسانية هادفة، وتساهم في كشف قضايا المجتمع، لا سيّما تلك المسكوت عنها.

احتفاء مستحق بمسلسل إنساني

اختيار مسلسل “لام شمسية” لم يأتِ من فراغ، فقد استطاع العمل أن يلامس أوتارًا شديدة الحساسية في المجتمع المصري، بجرأة فنية مدهشة، حيث ناقش قضية التحرش بالأطفال من منظور درامي إنساني عميق، مقدمًا رسالة صادقة حول ما يحدث في صمت خلف أبواب البيوت، وفي زوايا المدارس والشوارع.

المسلسل لم يكتفِ بإلقاء الضوء على الجرح، بل وضع المجتمع بأسره أمام المرآة، مجبرًا إيّاه على مواجهة تقاعسه وتهاونه أمام مأساة يكتفي البعض بإنكارها خوفًا من “الكلام” أو “الفضيحة”.

ندوة حوارية بنكهة إنسانية

الندوة التي ينظمها المركز الكاثوليكي تأتي ضمن سياسته الراسخة منذ سنوات، في تكريم الأعمال الفنية التي ترتقي بالمجتمع وتحفّز النقاش العام حول قضاياه الجوهرية. وقد سبق للمركز أن نظم ندوات ناجحة لأعمال مثل “حلاوة الدنيا”، “الخواجة عبد القادر”، “ولاد ناس”، “ليه لأ” و”جزيرة غمام”.

وسيدير الندوة هذا العام الكاتب والناقد الفني المعروف محمود عبد الشكور، الذي يتمتع بخبرة طويلة في تحليل الدراما وتفكيك رسائلها العميقة.

كما ستُقدَّم الندوة إعلاميًا على المسرح من خلال الإعلامية لميس سلامة، وسط حضور مرتقب لعدد كبير من أبطال وصنّاع العمل الذين سيشاركون في حوار مفتوح مع الجمهور.

تكريم مستحق لصنّاع المسلسل

في ختام الندوة، من المقرر أن يقوم الأب بطرس دانيال، رئيس المهرجان ومدير المركز الكاثوليكي، بتكريم فريق العمل، حيث سيُمنح كل فنان ومشارك في المسلسل شهادة تقدير إلى جانب درع المركز الكاثوليكي، تعبيرًا عن الشكر والامتنان لما قدّموه من رسالة سامية تخدم المجتمع وتسهم في إصلاحه.

بين الفن والمجتمع: تحالف التنوير

ما يميز تجربة المركز الكاثوليكي أنه لا يتعامل مع الفن كوسيلة ترفيهية فقط، بل كـ أداة تنوير مجتمعية قادرة على التغيير. فالفن، كما تؤمن إدارة المركز، “لا يجب أن يُغني فقط، بل عليه أن يُنير”، وهو ما تجسده بوضوح ندوة مسلسل “لام شمسية”، حيث تمتزج الدراما بالفكر، والفن بالوعي، والخيال بالحقيقة.

وبهذا الحدث، يواصل المركز الكاثوليكي المصري للسينما أداء دوره التنويري، الذي لا يقتصر على المهرجانات والجوائز، بل يمتد إلى خلق فضاء حواري جاد، يجمع بين الجمهور وصناع الدراما، في سبيل بناء مجتمع يرى نفسه في مرآة الفن ويعيد اكتشافها من خلالها.