لغز وفاة هؤلاء الفنانين الأربعة بنفس ترتيب وقوفهم في صور وأفيش الفيلم 

خالد فؤاد يكشف تفاصيل وأسرار الصور التى إثارة دهشة الجميع  

لغز وفاة هؤلاء الفنانين الأربعة بنفس ترتيب وقوفهم في صور وأفيش الفيلم 

خالد فؤاد 

أنظر معنا عزيزى القارئ لهذه الصور جيدا ستكتشف أن هؤلاء الفنانين الأربعة ماتوا جميعا وودعوا عالمنا بنفس ترتيب وقوفهم في سواء  أثناء قيامهم بإطلاق الرصاص علي فرج الأكتع ” عزام أبوخطوة” أو أثناء وقوفهم في  القفص .

فقد رحل الأول وهو شوقي شامخ الذى جسد في الفيلم شخصية الرائد كمال في يوم 26 مارس عام ٢٠٠٩ .

وأعقبته في الرحيل الفنانة معالي زايد التى جسدت شخصية نعيمة الغريب في يوم 10 نوفمبر عام 2014 .

ولحق بها الثالث الفنان الكبير نور الشريف الذى أبدع في تجسيد شخصية حسن عز الرجال بعد شهور قليلة تحديدا في يوم  11 أغسطس عام 2015 .

وبعد خمسة شهور فقط رحل الفنان ممدوح عبدالعليم الذى جسد شخصية الرائد يوسف كامل مهنى في يوم 5 يناير عام 2016 .

 

غرابة الصورة وعدم منطقيتها

وبالعودة للصورة التى جمعت الأربعة في هذا المشهد وهم يقفون بداخل القفص نكتشف عدم منطقيتها .

فالترتيب المنطقي للصورة هو وكما كتبه مؤلف الفيلم أسامة أنور عكاشة وقوف حسن عز الرجال بكونه أكبر الضحايا بخسارته لسمعته في تهمة باطلة وقضاء سنوات طويلة من عمره بداخل السجن أولا .

ويليه نعيمة الغريب التى ضاع منها أقرب الناس إليها في عملية غادرة وخسيسة .

ثم يأتى الضابط يوسف كمال مهنى الذى تم تكليفه بمسئولية ثقيلة وهى مراقبة حسن عز الرجال بدقة وإعادة الفلوس التى سرقها لخزينة الدولة بوصفها أموال عامة .

وأخيرا الضابط كمال الذى يعد صاحب أقل الأدوار فلامسئولية تذكر عليه سوى مرافقته لزميلة يوسف والتفكير معه في حل لغز حسن عز الرجال كما شاهدنا ومن ثم فهى شخصية ثانوية إذا كان تم الإستغناء عنها لن تكون مؤثرة بشكل قوى في الأحداث .

وقد اتفق مع وجهة نظر المؤلف أبطال الفيلم جميعهم وأندهشوا من إصرار المخرج عاطف الطيب علي أن يكون الترتيب بهذا الشكل الذى يظهر في الصورة وبعد شد وجذب رضخوا جميعا لرؤيته دون أن يقتنعوا برؤيته أويفهموا وجهة نظرة التى ظلت مبهمة.

رصاصة واحدة من كل مسدس

ومما ضاعف من دهشة هؤلاء الفنانين الكبار وقتها أن هذا المشهد لم يكن الأول الذى طلب منهم عاطف الطيب فيه الوقوف بهذا الترتيب فقد أصر علي أن يقفوا بنفس الترتيب فى المشهد السابق أثناء قيامهم بقتل فرج الأكتع أو عزام أبوخطوة حينما أتفقوا علي إطلاق رصاصة واحدة من كل مسدس عليه فقد قام الطيب أيضا بمطالبتهم بنفس الشكل ونفس الترتيب  .

 

 

صدام في الكواليس

وعقب وفاة عاطف الطيب في منتصف عام 1995 عن عمر يناهز 48 عاما قام  مدير التصوير سعيد الشيمي بإستعادة ماتم أثناء تصوير هذا الفيلم حيث تحدث بأحد البرامج قائلا أن هناك صدام قوى وقع بينه وبين المخرج عاطف الطيب اثناء التصويره .. حيث كان يرى أن الطيب يهمل في صحته ويُهلك نفسه في العمل وقال إنه فاتحه في هذا الأمر وأعتقد إنه سيستجيب لكلامه إلا إنه فوجى به يفعل العكس تماما حيث قام بتكثيف ساعات التصوير لتصل لنحو 18 ساعة في اليوم.

فما كان من الشيمى كما قال سوى الإنفعال عليه أمام الجميع قائلا : أنت قلبك تعبان أصلا ولايتحمل كل هذا الضغط وبدل ما تريح نفسك بتزود ساعات التصوير؟”

ولم يكترث الطيب بكلامة وأستمر في تكثيف ساعات العمل لدرجة أن بعض الفنيين والعمال بدأوا في الهروب من الاستوديو.

 فالتصوير كان ينتهي في الساعة الثالثة فجرا ويطالبهم الطيب بالعودة للاستوديو في الثامنة صباحا.

لدرجة أن الشيمي نفسه وكما قال بدأ يعاني من التعب والإجهاد الشديد وأصبح غير قادر على العمل فذهب له في محاولة أخيرة وقال له : “لو أنت عايز تموت فأنا مش عايز.. اللي بتعمله ده انتحار”.

وهنا رد عليه قائلا : بكرة الواحد يشبع راحة .

ووقتها فهم الشيمي أنه يقصد الموت اوبالأحرى كأنه كان يتوقع موته في غضون فترة زمنية قصيرة وبالفعل لم يكمل عاطف الطيب خمس سنوات من بعد هذا الفيلم ورحل عن عالمنا في يوم 23 يونيو عام 1995 .

فرج الأكتع لايزال يعيش بيننا

وحينما سألوا الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بعد عرض الفيلم عن الشخصية المحورية في الفيلم فاجأ الجميع بقوله شخصية فرج الأكتع التى جسدها ببراعة الفنان عبدالله مشرف فهو وكما قال بالنص رمز لأخطبوط الفساد .

فكل الشرفاء يموتون ولا أحد يشعر بهم ويظل القتله والفاسدين .

 وأكد  أسامة انور عكاشة إنه أستوحى شخصية فرج الأكتع من “سفاح الشهداء” إبراهيم فرج الذي بدأ حياته مجرد “سايس عربيات” فقير يقيم مع إخوته العشرة في غرفتين وبصعوبة يجد قوت يومه.

 وأستطاع خلال فترة الحرب أن يجمع الملايين علي حساب جثث الشهداء.

وهكذا لازال فرج الأكتع يعيش بيننا حتى اليوم بكل جرائمة التى أدت لإنهيار أخلاق ملايين الشباب وتعرض الملايين للظلم وغير هذا من الأشياء التى نعانى منها في المجتمع .

أفيش الفيلم الرسمى

ولم يقتصر لغز الصورة عن حد كونها في المشهد قبل الأخير للفيلم بينما وهذه كانت مفاجأة أكبر أصر عاطف الطيب علي أن تكون هى البوستر الرئيسي ” الأفيش الرسمى ” الذى تم تعليقه علي دور العرض السينمائى التى تم عرض الفيلم بها بالقاهرة والمحافظات المختلفة .

وقد أثار هذا حفيظة أبطال الفيلم وقتها وأعربوا له عن دهشتهم لكون الافيش يوحى بأن شوقي شامخ أو الرائد كمال هو البطل الرئيسي وهو مالفت إنتباه الكثير من الجماهير التى توجهت لدور العرض وأعتقد الكثيرين منهم أن الفيلم هو البطولة الأولي لشوقي شامخ الذى لم تتجاوز أدواره قبل الفيلم بل وبعده حاجز الأدوار الرابعة والخامسة سواء علي صعيد السينما أو المسرح أو الدراما التليفزيونية .

ترى هل توقع عاطف الطيب نهايات الأبطال كما قيل وتردد خلال الفترة الماضية تحديدا منذ رحيل أخر أبطال الفيلم ممدوح عبدالعليم .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.