لماذا..؟! إلى الجزائر في عيدها ال56 مع التحية. بقلم/ د. حسام الدين سعدون ـ الجزائر
نقلا عن جريدة " اليوم الدولى" العدد العاشر حاليا بالآسواق
نقلا عن جريدة ” اليوم الدولى” العدد العاشر حاليا بالآسواق
العالم العربي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فال الشاعر:
كلي بكلك ممزوج ومتصل … والنائبات التي تؤذيك تؤديني
فكل عيد استقلال لأي دولة من دوله هو عيد لنا جميعا، نفرح ونسعد ونسر لأننا انتصرنا على القوى الاستعمارية الكبرى التي أرادت شرذمة العالم العربي وتقسيمه وتفتيته إلى دول متناحرة لا يستقر لها قرار ولا تَعمُر لها دار، فكان أن تقاسمت إنجلترا وفرنسا وإيطاليا بالاتفاق بينهم كل هذه الدول، ولكن بفضل الله تعالى استطاعت هذه الدول العربية الحرة أن تنتصر على قوى الشر التي تقاسمت العالم العربي كله بغية السيطرة عليه وعلى مقدراته وثرواته الوفيرة التي وهبها الله تعالى لنا بل وعلى موقعنا الجغرافي في قلب العالم وتحكمنا في معظم طرق الملاحة العالمية، ولكن كان شرفاء هذه الأمة لهذه الإمبريالية العالمية بالمرصاد واستطاعوا بدمائهم وأرواحهم دحر وهزيمة هذه القوى الفاسدة المتآمرة على مقدساتنا ومقدراتنا وأجيالنا وأرضنا.
قال البردوني:
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا … شيئا كما أكلوا الإنسان أو شربوا
وقد كان للجزائر وأبطالها نضال مشرف خالد، فقد قدمت الجزائر الحبيبة الكثير والكثير من خيرة أبنائها الأبطال رجالا ونساء بل قدمت ما يربو على مليون شهيد في سبيل تحرير التراب الوطني الغالي وطرد المستعمر الفرنسي، حيث تعد الثورة الجزائرية واحدة من أبرز الثورات في النصف الثاني من القرن العشرين حيث تحتفل بالعيد الستين منذ انطلاق الثورة من الشرق الجزائري من جبال أوراس في نوفمبر 1954 حتى وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 الذي سمي « عيد النصر»، حيث أعلن رسميا استقلال الجزائر في 5 يوليو من العام نفسه وهو نفس اليوم الذي غزت فيه فرنسا الجزائر عام 1830 فأراده أبطال الجزائر يوما لدحرها وهزيمتها وإخراجها من الجزائر.
ومما يؤسف له أن تاريخ النضال والثورة الجزائرية لم يؤرخ لها ولم تسجل تفاصيلها لتستفيد منها الأجيال كما ذكر ذلك المؤرخ محمد عباس في كتابه « نصر بلا ثمن» الذي حاول فيه التأريخ لها، ولكنه أسف من مسارعة الفرنسيين إلى التأريخ لثورة الجزائر برواياتهم حتى يبرروا جرائمهم التي لا تغتفر فشوهوا الثورة، لذلك فالدعوة مفتوحة وموجهة إلى أبناء الجزائر المخلصين للتأريخ لثورتهم وتنقية أحداثها وتجليتها لتكون نبراسا ومشعلا للأجيال القادمة.
فمزيدا من العمل والجد والاجتهاد والمثابرة يا أبناء الجزائر الحبيبة حتى تسطع شمس الحضارة والعلم والتقدم في كل ربوعها بل وفي كل ربوع العالم العربي فنحن جسد واحد وأفراحكم أفراحنا وآمالكم آمالنا وتقدمكم هو تقدم لنا جميعا وفخر لنا نحن أبناء العروبة، فسيروا على بركة الله لتشقوا عباب الحضارة الحديثة غير عابئين بما يعيق تقدمكم فأنتم أهل لذلك ودمتم في خير ورفعة .. ودامت أعياد الحبيبة الجزائر وعاشت عزيزة أبية شامخة رغم أنف الحاقدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ