ليلي مراد و حياة مليئة بنوبات التعاسة

ليلى مراد رغم أنها عاشت طفولة فقيرة وأقرب إلى التشرد فى محطات كثيرة منها إلا أنها امتلأت بالجدل والأقاويل والشائعات خصوصًا حول إسلامها.
لم تتعدد زيجاتها كغيرها من نجمات جيلها ولكن ما هو مؤكد أن زواجها الثانى من الطيار وجيه أباظة ..لم يكن فى العلن بل كان سرًا لسنوات طويلة.
وليلى مراد مصرية ومن أسرة يهودية شأنها شأن كثيرين من اليهود الذين عاشوا فى مصر وخاصة فى مدينة الإسكندرية، لم تكن لها علاقات متشعبة بين المصريين وكل أصدقائها هم من معارف والدها الملحن زكى مراد، ولم يكن أحد يعرف من هى ليلى مراد قبل لقائها الأول بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.
لم تكن جميلة ولا ذات قوام يشبه قوام الممثلات ولا حتى المطربات آنذاك ومن ثم لم تكن لتنطلق انطلاقة ليلى فوزى أو كاميليا أو حتى أسمهان.
المؤلف محمد الغيطى يقول إن ليلى مراد التى ولدت من أب وأم يهوديين فى 17 فبراير من عام 1918 عرفها الناس من صوتها عندما أقام لها والدها حفلًا غنائيًا فى مسرح القاهرة عام 1932 ، وحضره عدد كبير من الشخصيات الكبيرة منهم الشاعر الكبير أحمد شوقى والموسيقار محمد عبد الوهاب وبعد أن سمعها عبد الوهاب أشاد بها ومن هنا بدأت علاقتها بالموسيقار عبد الوهاب الذى كان أول من فتح لها باب الشهرة والمجد.
ولكن المؤلف الكبير صالح مرسى ذهب بالعلاقة لما هو أبعد من مجرد الاستاذ مكتشف الموهبة.
فقد أكد مرسى فى مذكراته أن عبد الوهاب هو أول رجل دق قلب ليلى مراد له، ولكن هذه العلاقة كانت من طرف واحد.
يقول الكاتب الكبير صالح مرسى إنه بعد أن تعرف عليها الموسيقار محمد عبد الوهاب اتفق مع والدها على أن تكون هى مشروعه الفنى، فوقع معها محمد عبد الوهاب عقداً لتلعب دور البطولة في فيلم ” يحيا الحب “، ثم عقداً بعشر اسطوانات في مقابل 30 جنيهاً للأسطوانة وباتت ليلى أسعد ليالي عمرها، لكنها لم تكن تعلم ما يخبئه لها المستقبل، وهو أن المخرج محمد كريم لن يعجبه لا شكلها ولا قوامها النحيف.
فقد أعلنها صريحة عندما عرضها عليه عبد الوهاب ” ما تنفعش ” تمثل، وهى لم يكن يهمها التمثيل ولكن كل ما كان يدور فى خلدها هو هل يدق قلب محمد عبد الوهاب بحبها كما يدق قلبها هى بحبه.
جلست ليلى أمام عبد الوهاب مرتبكة، لم تكن آتية لتغني، بل جاءت مع أبيها من أجل شيء آخر، شيء قد لا يعرفه أحد سواها، خرج عبد الوهاب من حجرة مجاورة للحجرة التى تجلس فيها ليلى ووالدها بابتسامة ساخرة فقد رفضها محمد كريم ولكن عبد الوهاب له سياسته الخاصة سياسة تهدئة عرفت ليلى وخرج محمد كريم ليكشفها صريحة.. ليلى مراد لا تصلح للتمثيل لأنها نحيفة.
ومن هنا كما يقول صالح مرسى ..بدأت معركة حامية الوطيس كانت كل أسلحة عبد الوهاب فيها أنه ظل على موقفه هادئاًيقول كلمة أو كلمتين ويترك المجال لمحمد كريم لكي يقول ما يريد ، وغرقت ليلى لأذنيها في المخاوف والأحلام حتى أفاقت على عبد الوهاب وهو يبتسم لها قائلاً : ” مبروك يا مدموازيل ليلى، وإن شاء الله حاننجح نجاحًا عظيمًا”، وخرجت ليلى على موعد مع عبدالوهاب، لكي تحفظ أغاني الفيلم الجديد.
يقول المؤلف محمد الغيطى إن أنور وجدى تعرف على ليلى مراد فى أوج مجدها، وهى ما زالت على اليهودية وحتى عام 1946 لم تكن ليلى مراد قد أعلنت إسلامها وبعد زواجها من أنور وجدى بدأ هو يعد لفيلمه الجديد “ليلى بنت الأغنياء ” إخراج يوسف وهبى، وفى ذلك الوقت عرض عليها عبدالوهاب أن تقوم ببطولة فيلم “ممنوع الحب ” لكن أنور وجدى رفض لغيرته عليها منه، وقال لها لا بد وأن تتفرغى لشركتنا وأن توقفى نشاطك الآخر.
حياة مليئة بنوبات التعاسة مع من أحبت ..النجم الوسيم أنور وجدى ..فلم تستطع الإنجاب منه فلو كان بينهما طفلا لساهم فى تقليل حدة التوتر اليومى.
قالت الروايات ومنها ما قاله المؤرخ السينمائى الكبير محمد السيد شوشة، إن هناك روايتين حول هذا الموضوع الأولى بأن وجدى لم يكن يحب أن تنجب ليلى مراد حتى لا تنشغل عنه بطفل ورواية أخرى بأن أنور وجدى لم يكن قادرًا على الإنجاب …
أما الشائعات الأكثر انتشارا فهى أن أنور وجدى كان دائم التوتر وعدم الاستقرار بسبب تضخم الكلى الذى تسبب فى أن يلقى عليها يمين الطلاق أكثر من مرة.
طلقها بسبب غيرته من أحمد سالم الفتى الوسيم الواثق من نفسه، حيث كان قد وعدها سالم أمام زوجها أنور وجدى بأن يأتى لها بعقد فيلم “الماضى المجهول ” وشكك وجدى فى وعد أحمد سالم لكنه فاجأها به وجاء لها بعقد الفيلم وكان العرض مغريًا ثمانية آلاف جنيه.
جن جنون وجدى وخرج عن وعيه وترك المنزل وكعادته ألقى يمين الطلاق.
انتهت قصة حب لتبدأ كما تقول ليلى مراد بنفسها قصصًا من نسج خيال الصحف حيث انتشرت الشائعات فى الوسط الفنى.
ليس فقط بل بدأت لعبة الموساد التى كادت تعصف بليلى مراد وبعلاقتها بالمصريين والعرب وعشاقها ومستمعيها.
وأول هذه الشائعات تلك التى أطلقها أحد الصحفيين المقربين من أنور وجدى حيث رفضت هى العودة له بالمحلل فجن جنونه وساعده الصحفى فى النيل منها عندما أطلق شائعة أنها ستتبرع بمبلغ كبير من المال لإسرائيل لتتمكن من العودة الى أهلها هناك وأنها تتصرف بسلوكيات عدائية للعرب.
ثلاث زيجات أقل ما يمكن وصفها فى حياة ليلى مراد بأنها ثلاث محطات من الفشل، فرغم أنها لشخصيات شهيرة إلا أنها عانت فيها وواجهت أياما صعبة من فنان غيور هو أنور وجدى إلى طيار لم يرد كشف سر زواجه وهو وجيه أباظة إلى مخرج لم تشعر معه بالانسجام.
انتهى المشوار بفشل زواجها الثالث لتضع بنفسها تتر النهاية لمشوار امتلأ بالشائعات والفشل الأسرى.
اعتزلت الحياة وعاشت وحيدة تربى ابنيها أشرف وزكى وظلت بعيدة عن العيون والشائعات أربعين عامًا حتى رحلت فى نوفمبر من عام 1995.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.