مائدة مستديرة حول القوى الناعمة ومواجهة التطرف واقعيا
السينما والتراث الثقافي الضخم والحضارة القديمة .. مقومات أساسية تدعم الثقافة في مصر
مائدة مستديرة حول القوى الناعمة ومواجهة التطرف واقعيا
في إطار شعار المعرض لهذا العام “القوى الناعمة كيف؟” شهدت المائدة المستديرة، أمس، لقاءًا ثقافيًا بعنوان “القوى الناعمة ومواجهة التطرف واقعيًا”، شارك فيه عدد من المثقفين، وهم كل من الكاتب أشرف البولاقي، والباحثة أحلام فكري، والشاعر أحمد عجاج، والكاتب عمرو الشيخ الذي أدار الندوة
وابتدأت أحلام الحديث بشكر هيئة الكتاب وأشادت بدورها في دعم الثقافة في مصر، مشيرةً إلى أن مصطلح “القوى الناعمة” هو مصطلح لدكتور جوزيف ناي في جامعة هارفارد، ويقصد به القوة المعنوية والروحية للدولة، وهي عكس القوة الصلبة وهي القوة العسكرية، وذكرت أن القوى الناعمة تلعب دورا على مستوى الدولة، حيث أصبحت هي الأهم وهي الأكثر تأثيرًا في المجتمعات والشعوب، مؤكدةً على وجود مقومات أساسية تدعم الثقافة في مصر، ومن بينها دور السينما، والتراث الثقافي الضخم، والحضارة المصرية القديمة، وأن أول ما يستهدف لهدم ثقافة أمة هو قواها الناعمة.
وأكدت فكري على تأثير التربية التعليم والكتابة والقراءة لإنشاء آلية جديدة مع الجيل الجديد للنهوض بالثقافة.
ومن جانبه، ذكر الكاتب أشرف البولاقي صورًا مختلفة للقوى الناعمة وأنها ليست مقتصرة على الفنون، فهي مؤثرات يمتلكها وينتجها الشعب، وقال إن القوى الناعمة لا تمتلكها الدولة، وإذا ما تم تحريكها من قبل الدولة تفشل في تحقيق مآربها، وأضاف أن الدول العربية لديها مشكلة في بنية الأفكار الثقافية بسبب خصوصية التطرف والإرهاب الناشئ من الثقافة العربية، وبسبب علاقة الثقافة العربية بالسلطة والحكومات، بعكس الخارج، فالثقافة لديهم مستقلة، لذلك كان الحديث عن القوى الناعمة لمواجهة التطرف هو حديث خرافة، فنحن نريد ان يكون المثقف حرا وقادرا على اتخاذ القرار، مشيرًا إلى أن الدولة جعلت المواطن يصبّ جلّ اهتمامه في البحث عن قوت يومه وعدم انشغاله بالثقافة والفكر.
واعترض الشاعر أحمد عجاج على من حصر مصطلح القوى الناعمة في الثقافة، فقط فأشار إلى أن القوى بمفهومها العلمي هي فكرة ممارسه الضغط والسيطرة على الأفراد والجماعات اجتماعيًا على يد غيرهم من الافراد والجماعات، وذكر ان جوزيف ناي عرّف القوى الناعمة بأنها القدرة على فعل أشياء والتحكم في الآخرين، وجعلهم يفعلون ما يمكن الا يفعلوه، وذكر أن من مكونات القوى الناعمة الثقافة وأيدلوجية الدولة والشركات متعددة الجنسية.
ووصف عجاج التطرف بأنه ظاهرة مجتمعية ظهرت على الساحة مثل عدم الاستقرار السياسي وغيرها من الظواهر، وهي نسبية، لا يوجد تعريف محدد لها بحيث قد لا يتفق مجتمعًا كاملًا على صورها.
واختتم حديثه بأن لديه مشروع ينصب على تأثير الشخصية المصرية وتقسيم المجتمع الى فئات وشرائح على حسب المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي، وذكر أن هذا المشروع كبير ويجب ان تشتغل فيه كل الوزارات ولكن لم يشجعه أحد لأن الحكومات لا تريد شعبا مثقفا.
وتحدث عمرو الشيخ عن انتشار الثقافة الامريكية وجعلها تصلنا حتى من خلال الطعام فهناك بالخارج مد ثقافي أشبه بالاحتلال، وذكر أن هناك مشكلة اجتماعية كبيرة بسبب ان المواطن المثقف يقابل بالسخرية من قبل المحيطين به.