محمد سامي يهرب قبل سقوطه.. هل كان انسحاب أم خطة هروب قبل الفضيحة؟
المخرج رسم خروجه بنفسه ليحقق أكثر من مكسب
قد يبرع المخرج في توجيه عدسة الكاميرا داخل مواقع التصوير، لكنه في الحياة يحتاج إلى عين أكثر حدة تجيد قراءة المشهد وقراءه مابين السطور قبل أن يفرض عليه و تستبق الأحداث قبل أن يبتلعه الطوفان
كتبت: ريهام طارق
وهذا بالضبط ما فعله المخرج محمد سامي عندما أدرك أن القادم ليس مجرد موجة تغيير عابرة، بل زلزال يعيد تشكيل خريطة المشهد الدرامي بالكامل لم ينتظر قرارات تفرض عليه أو أوامر تجبره على الانسحاب بل تحرك بذكاء وبخطوه بسرعه البرق ليعلن انسحابه بنفسه قبل أن يتحول الأمر إلى إقصاء إجباري كانت خطوة مدروسة منه حملت أكثر من رسالة وحققت أكثر من مكسب فهل كان ذلك هروبا محسوب أم ذكاء استراتيجياً يضمن له العودة في الوقت المناسب؟
اقرأ أيضاً: فريد شوقى وهدى سلطان : علاقة حب بدأت بالصيام وانتهت بالزواج
هذا القرار لم يكن وليد لحظة انفعالية أو مجرد استراحة محارب بل كان مناورة محسوبة بدقة المخرج الشهير لم يكن في أزمة مباشرة لكنه قرأ اتجاه الريح ورأى أن الأسماء يعاد ترتيبها وأن بقاءه في مكانه قد يجعله عرضة لقرار لا يملك رفاهية رفضه لذلك بدلاً من أن يكون ضحية مرحلة اختار أن يكون صاحب قراره خرج من المشهد بشروطه لا بشروط غيره ليحافظ على ماء وجهه ويبقى في الصورة حتى وهو خارجها.
اقرأ أيضاً: مسلسل “الأميرة ظل حيطه” ينطلق بقوة في النصف الثاني من رمضان
المخرج رسم خروجه بنفسه ليحقق أكثر من مكسب:
اري أن هذا الانسحاب الذكي لم يكن مجرد خطوة عابرة بل دهاء شديد و ضربة تكتيكية من محمد سامي من الطراز الرفيع فهو لم يغادر تحت الضغط ولم يتم استبعاده بقرار مفروض بل رسم خروجه بنفسه ليحقق أكثر من مكسب الأول أنه تفادى ضربة موجعة لأنه لو انتظر كان سيتحول إلى مجرد خبر في زاوية منسية عن مخرج فقد مكانه بينما الآن هو الشخصية التي قررت أن تأخذ استراحة اختيارية والثاني أنه صنع لنفسه تعاطفا و تريند لأن الجمهور يميل لمن يغادر بشموخ لا لمن يقصى بالقوة والثالث أن الباب ظل مفتوحا أمام عودته لأنه لم يجبر على الخروج ولم يقص من المشهد بل خرج متى شاء ويعود متى شاء.
اقرأ أيضاً: تامر حسني و محمد سامي : ماذا حدث و تفاصيل الرسالة التى وجهها لة
المخرج ليس مجرد صانع أفلام بل لاعب شطرنج ماهر:
ما فعله محمد سامي يؤكد أنه ليس مجرد صانع أفلام بل لاعب شطرنج ماهر يعرف متى يتقدم ومتى يتراجع ومتى يختفي ليعود أقوى هو الآن خارج المشهد لكنه يراقب من بعيد ينتظر اللحظة المناسبة للعودة لا كـ غائب، يعود بل كلاعب رئيسي يدخل المشهد مجددا بقوة السؤال الذي يفرض نفسه الآن هل سيتعلم الآخرون من هذا الدرس أم أن البعض لا يزال يظن أن المشهد لا يتغير
اقرأ أيضاً: مسلسل”وتقابل حبيب”..كشف لحواء سر فارس الأحلام و اعاد تعريف الرجولة الحقيقة
هل هذا الانسحاب ذكاء استراتيجياً، أم مجرد هروب مؤقت من مواجهة كان لا مفر منها؟
في النهاية، ما صدر من المخرج محمد سامي ليس مجرد انسحاب عابر، بل خطوة محسوبة من مخرج أدرك أن البقاء في المشهد قد يتحول إلى فخ، فاختار المغادرة بشروطه لا بشروط غيره اليوم، قد يبدو بعيدًا عن الأضواء، لكنه في الحقيقة يمسك بخيوط اللعبة من خلف الستار، يراقب بصمت، مستعدا للعودة في اللحظة المناسبة لكن يبقى السؤال: هل هذا الانسحاب ذكاء استراتيجياً، أم مجرد هروب مؤقت من مواجهة كان لا مفر منها؟