محمد عز: التجاهل قوة ولن أسمح للنقد السلبي بإحباطي
محمد عز: الحب: قدر مكتوب لا نملك اختياره
حوار : ريهام طارق
محمد عز ابن البلد الذي أبدع في تجسيد الواقع بحرفية ومصداقية:
في عالم التمثيل، لا تبنى الاحترافية من العدم، إذ يلعب المنشأ الاجتماعي دورا حيويا في تكوين موهبة الممثل وصقل فكره الإبداعي، فهو المصدر الأساسي لـ مخزونه الفني، والفنان محمد عز نموذجا بارزا لاستثمار هذا المخزون الإبداعي في تعزيز أدائه، حيث أضفى عمقا و صدقا على تجسيده لشخصية “ابن البلد” بما تحمله من قيم الشهامة والأخلاق، و إتقانه للأداء الطبيعي والواقعي.
نجح محمد عز أن يصنع بصمة فنية لا تنسى لدى جمهوره، إذ امتزجت خفة دمه المصرية الأصيلة بـ احترافية الأداء، ليصبح واحدا من أقرب الفنانين إلى قلوب المشاهدين، مؤكدًا أن الموهبة الحقيقية قادرة دائمًا على أن تثبت وجودها مهما كانت العقبات.
محمد عز.. نشأ في قلب الحي الشعبي واكتسب منه أصول الأداء الدرامي:
ومن أسرار نجاح محمد عز أنه يتعمق في تاريخ الشخصية ويحلل أبعادها النفسية والاجتماعية و يفهمها جيدا، مما يضفي على أدائه إبداعا ومصداقية على الشاشة، هذا النهج المميز جعله يحول كل دور له إلى تجربة فنية مبدعة ، ويعود تألق محمد عز في تجسيد الشخصيات الشعبية إلى نشأته في حي شعبي عريق بالقاهرة، تحديدا في “شارع أشرف” بالجيزة، حيث عاش بين شخصيات واقعية تركت أثرا عميقا في ذاكرته، هذه التجارب الحياتية الغنية شكلت جزءًا من مكوناته الإنسانية وكانت بمثابة مخزون فني دائم يستعين به في كل مرة يجسد فيها شخصية جديدة، مما أضاف إلى أدائه عمقا وواقعية جعلت الجمهور يتفاعل معه ويشعر بصدق أدواره..
في البداية نرحب بالفنان محمد عز في جريده أسرار المشاهير ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:
بعد انتهاء أيام طويلة من العمل المرهق أين تجد ملاذك الخاص؟
بحكم عملي أغيب عن أسرتي لفترات طويلة، بسبب أيام التصوير، وعندما انتهي منه ، أهرب إلى منزلي، لكي انتهز الفرصة اعطي وقتا كافيا لزوجتي وأولادي، لتعويضهم عن الوقت الذي غبت فيه عنهم.
من هم الذين إذا رأيتهم في بدايه يومك تتفائل بهم ؟
ليس الأمر متعلق بوجوه محددة، بل يرتبط بما يمثله الخير الذي أراه في صورة أي فرصة تتاح لي لعمل الخير أو أكون سببا في مساعدة إنسان، حتى لو لم أكن أعرفه، هذا ما يمنحني إحساسا بأن الله قد اختارني لأداء هذا الدور، وهذا ما يجعل يومي يبدأ بطاقة إيجابية و تفائل.
ما هي الشخصية التي عند تجسيدها تمنحك المتعة الأكبر وتتيح لك مساحة واسعة للإبداع؟
أكثر الشخصيات التي أستمتع بتقديمها هي تلك التي تمر بـ تحولات كبيرة في طبيعتها وتواجه تغييرات جذرية خلال تطور أحداث العمل، هذه الأدوار تمنحني فرصة للإبحار في مشاعر وتناقضات الشخصية، مما يفتح لي بابا واسعا لإظهار أفضل ما عندي والإبداع الفني.
متى تتراجع عن قرار اتخذته؟
أنا لا أتراجع عن قراري، لأنني أخذ مساحتي الكافية من التفكير قبل اتخاذ أي قرار، وبمجرد اتخاذه ألتزم به بكل إصرار، مؤمناً بأنني يجب أن أتحمل نتيجة هذا القرار، ولذلك مبدأ “التراجع” لا يوجد في قاموسي.
من هو بير أسرارك ؟
أخي هو الشخص الوحيد الذي أثق به وأعلم أن أسراري معه في بير .
إذا أتيت لك الفرصة للدخول إلى عالم “ميتا فيرس” وتجسيد شخصية لأحد زملائك من عمل فني، أي شخصية ستختار ولماذا؟
أختار دور الفنان محمد ممدوح “تايسون”، في مسلسل “طريقي” بطولة شيرين عبد الوهاب، والسبب لأن هذا الدور جذبني بشدة، لكنني أعترف أنه من الصعب أن أقدمه بنفس الأداء المبهر و الاحترافية التي قدمها ممدوح، لأن أداؤه كان فائق المهارة و أضفى على الشخصية عمقا استثنائيا كما عودنا دائما في جميع أعماله.
اقرأ أيضاً: تطورات الحالة الصحية للفنانة نشوى مصطفى .. تحتاج دعواتكم
ما الذي يجعلك تشعر بالسعادة في حياتك؟
كانت سعادتي الحقيقية تكمن في القرب من أمي، رحمها الله، عندما كنت أسمعها تدعو لي، كنت أشعر و كأنني في عالم آخر، عالم أجمل وأرقى، حتى لو كنت في أقصى درجات الحزن، و افتقد ذلك الشعور بشدة بعد وفاتها.
ما هو الشيء الذي تراه مقدر علينا ولا نملك اختياره؟
الحب، بلا شك، الحب هو شيء مكتوب علينا، لا نختاره بأنفسنا، فهو بيد الله سبحانه وتعالى، هو وحده من يقلب القلوب و يهديها لمن يشاء.
هل تعتبر نفسك متردد أم مندفع في إتخاذ قرار مصيري يتعلق بحياتك؟
في البداية أعيش حالة من التردد قبل أن اتخذ قراري، حيث أدرس الأمور جيدًا و أفكر كثيرًا، لكن بمجرد أن أتخذ القرار، أتحول إلى شخص مندفع نحو التنفيذ بكل حماس وثقة.
ما هي الأشياء التي تتجاهلها ؟
تجاهل الأشخاص الذين يوجهون نقدا سلبيا دون أي وعي أو دراسة للعمل، هؤلاء الذين ينتقدون لمجرد الإحباط، بصراحة، لا أراهم ولا أسمح لهم بالتأثير على عزيمتي.
أنا في الواقع شخص بسيط للغاية في حياتي الشخصية:
ما هو الشيء الذي لا يعرفه الكثير عنك و يبدو عكس شخصيتك الظاهرة؟
غالباً ما تكون الانطباعات التي يأخذها الناس عني عكس حقيقتي تمامًا، أنا في الواقع شخص بسيط للغاية في حياتي الشخصية، وأحب أن أعيش بهدوء بعيدًا عن الأضواء، ليس لدي الكثير من الصداقات أو العلاقات الاجتماعية وأفضل أن أكون في حالي.
أين تدخر”كنوز” حياتك ؟
بالنسبة لي، كنوز حياتى هي زوجتي وأولادي، هم مصدر السعادة والاستقرار في حياتي، وأعظم ما أملك، في وجودهم أشعر بـ الاكتمال، وكل لحظة أكون قريبا منهم هي بالنسبة لي هدية لا تقدر بثمن.
محمد عز: “الأمان هو المفتاح السري لسعادة المرأة”
من وجهة نظرك أين تكمن سر سعادة المرأة؟
السر بكل بساطة هو الأمان، عندما تشعر المرأة بالأمان مع شريك حياتها، سواء على المستوى العاطفي أو النفسي أو حتى المادي، تزدهر علاقتها وتستقر، الأمان يمنحها الثقة والراحة، وهذا هو المفتاح الأساسي لـ رضاها وسعادتها.
متى تستطيع المرأة أن تجعلك تصل إلى مرحلة الغضب ؟
عندما تبدأ في “الزن” أو الانتقاد المستمر.
اقرأ أيضاً: محمدي يطرح أحدث ألحانه اليوم بعنوان “بالي رايق” بصوت زينة
ما هو الإنجاز الذي تفتخر انك وصلت له بعد تعب ومثابرة؟
الإنجاز الذي أفتخر به هو قدرتي على التمثيل بأداء صادق، بعد سنوات من العمل الجاد والتفاني، تمكنت من الوصول إلى مرحلة أستطيع فيها تجسيد الشخصيات بواقعية، هذا النجاح يمثل تتويجا لـ مجهودي و يعطيني دافعا أكبر للاستمرار في مسيرتي الفنية.
هل ترى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مصدرًا للخطر و التعاسة في حياتنا؟
في اعتقادي أن وسائل التواصل الاجتماعي تشبه سكينا حادا خطيرا، الأمر كله يعتمد على كيفية توظيف الإنسان لها، يمكن أن تستخدم هذه المنصات لخدمة الخير وتعزيز الإيجابية، أو يمكن أن تفعل الشر وتروج للأذى، في النهاية، الخيار يعود إليك؛ أنت من يحدد كيفية استخدام هذه الأدوات في حياتك.
هل تري أن السوشيال ميديا أصبحت مقياس لنجاح أو فشل الأعمال الفنية؟
للأسف، في كثير من الأحيان، تساهم السوشيال ميديا في تسليط الضوء على أعمال فنية لا تستحق هذا الاهتمام، مما يؤدي إلى تضخيم حجم نجاحها، بينما في المقابل، هناك أعمال ذات مستوى فني أعلى وتستحق التقدير، لكنها لا تحصل على نفس الزخم أو الاهتمام على تلك المنصات، فـ تُهمَل.
هل تثق في وعي الجمهور وقدرته على الحكم على الأعمال الفنية؟
ثقتي في وعي الجمهور تصل إلى مائة بالمائة، نحن نملك جمهوراً على درجة كبيرة من الإدراك والقدرة على التمييز بين الأعمال الجيدة و الهابطة، الجمهور هو المقياس الحقيقي لأي عمل فني.
هل ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد مقياسًا حقيقيًا لنجاح أو فشل العمل الفني؟
بصراحة، لا أعتمد كثيرًا على السوشيال ميديا لقياس النجاح، عندما أرغب في معرفة مدى حب الناس لعمل معين أو مدى نجاحه، أفضل الخروج إلى الشارع، وبصوره خاصه أذهب إلى الأماكن الشعبية مثل فيصل، الهرم، والشرابية، حيث أستمع إلى آراء الناس بشكل مباشر، هؤلاء الناس البسطاء هم الذين يعكسون نبض الشارع، ورأيهم هو الأصدق والأقرب إلى الحقيقة بالنسبة لي.
اقرأ أيضاً: مصمصطفى حجاج: أحلم ببطولة فيلم سينمائي استعراضي ضخم أصل به للعالمية
ما هو أكثر شيء يؤذيك وتتمنى أن تتخلص منه؟
أكثر شيء يزعجني ويدمر الثقة بين الناس هو الكذب، و لو أتيت لي الفرصة أتخلص من الكذب و الكذابين فورا .
كم “قناع” ترتديه في حياتك اليومية؟
لا أرتدي أي أقنعة على الإطلاق، أنا دائمًا على طبيعتي، وأرفض التصنع أو التظاهر، ما تراه مني هو حقيقتي.
في حال حدوث أزمة في العمل، هل تلجأ إلى المجاملة لتجاوزها؟ وهل تعتبر ذلك نفاق أم دبلوماسية؟
هناك فرق كبير بين الدبلوماسية والنفاق، أنا أؤمن بأنه يمكنني التعامل بدبلوماسية وذكاء اجتماعي في مواقف معينة، دون أن يكون هناك مصلحة شخصية، هدفي هو الحفاظ على الروح الإيجابية وتجنب أن أكون عامل إحباط أو هدم للطرف الآخر، الدبلوماسية هنا تأتي من باب الحفاظ على التوازن والمودة في العمل، وليس المجاملة لغرض النفاق.
لو عُرض عليك عمل فني تعتبره دور حياتك، و اكتشفت بعدها أن بطل العمل علي خلاف هل ستستمر في العمل أم تنسحب؟
انسحب من العمل فورا و أعتذر إذا وجدت شيئًا يتعارض مع كرامتي أو مبادئي، و حدث هذا بالفعل قبل ذلك حيث اعتذرت عن مسلسل تلفزيوني لأنني كنت على خلاف مع بطل العمل، أنا مؤمن أن الأجواء الإيجابية والتعاون في العمل هما أساس نجاح أي مشروع.
هل تتمنى أن تكتشف أسرار الغيب؟
بصراحة، لا أحب المفاجآت، ولكنني في الوقت ذاته لا أرغب في معرفة الغيب، أعتقد أن معرفة ما يخبئه المستقبل لي قد تفقدني جمال اللحظة التي أعيشها، الحياة بلا معرفة مسبقة لما يحدث تجعل التجارب أكثر قيمة وإثارة، وتلك اللحظات الغير متوقعة هي التي تضيف سحرا إلى حياتي.
ما هو المكان الذي تشعر فيه بأقصى درجات الأمان؟
كنت أشعر بأقصى درجات الأمان في منزل أمي رحمها الله هذا المكان يحمل لي ذكريات وراحة لا يمكن تعويضها، فهو بمثابة ملاذ آمن يحتويني.
لمن تقول أنا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة؟
أقولها لنفسي، فهي بمثابة تأكيد على أنني أتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراتي، وأعلم تمامًا أن القرار النهائي يعود لي وحدي، وهذا يمنحني قوة وثقة في توجيه حياتي كما أريد.
ما هو الهدف الأهم الذي تسعى لتحقيقه في حياتك؟
أطمح إلى توفير كل سبل الحياة الآمنة و المستقرة لعائلتي، سواء لأبنائي أو لزوجتي، هذا الهدف هو الدافع الرئيسي لي للاستمرار والسعي نحو الأفضل في كل ما أفعله، أعتبر أن تأمين مستقبلهم هو أكبر إنجاز يمكنني الوصول إليه، وهو ما يجعلني أعمل بجد لتحقيق ذلك.
اقرأ أيضاً: شكري سرحان ومفاجأة أول قصة حب في حياته .. كانت راقصة
محمد عز: استقرار أسرتي هو حلمي الأكبر و نعمة لا تقدر بثمن:
ما هي أهم أحلامك التي حققتها حتى الآن؟
أحد أهم الإنجازات التي أفتخر بها هو نجاحي في الحفاظ على استقرار أسرتي على مدى سنوات طويلة، هذا الاستقرار يمثل لي أكثر من مجرد حلم تحقق، فهو نعمة كبيرة من الله ومصدر سعادة وفخر، أرى في هذا الإنجاز انعكاسًا لكل الجهد والتفاني الذي بذلته من أجل عائلتي، وهو بالنسبة لي إنجاز شخصي لا يقل أهمية عن أي نجاح آخر.
محمد عز: شارع 10 في الجيزة هو رمز الشهامة و جدعنة ولاد البلد:
لمن تقول له دايما عامر ؟
دايما عامر” أقولها لشارع “10” في الجيزة، المكان الذي ولدت و نشأت فيه، والذي عشت فيه كل ذكريات الطفولة، وهو مليء بروح الرجولة والشهامة التي تجسد جدعنة ولاد البلد.
محمد عز: شهامة ولاد البلد لا تزال حاضرة رغم ما يشاع عن العنف في الشارع المصري.
في ظل زيادة نسبة الجرائم والعنف، هل تعتقد أن “شهامة وجدعنة ولاد البلد” لا تزال حاضرة في الشارع المصري؟
بالتأكيد، القيم الأصيلة مثل الشهامة و الجدعنة ما زالت متجذرة في الشارع المصري، و الحوادث التي نراها من عنف أو جرائم هي حالات فردية و شاذة لا تعكس روح المجتمع المصري بالكامل، ما يحدث أحيانا هو أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تسلط الضوء بشكل مبالغ فيه على هذه الحوادث، مما يجعلها تبدو أكثر انتشارا مما هي عليه في الواقع، لكن في الأساس، “ولاد البلد” موجودون بكل قيمهم وأخلاقهم التي لم تتغير.
في النهاية نشكر الفنان الموهوب محمد عز علي هذا الحوار الأكثر من رائع على وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق