مدرسة المشاغبين .. مشاجرات وإنسحابات وأزمات لاتحصى وقعت في الكواليس تنشر لأول مرة

 

مدرسة المشاغبين .. واحدة من أهم وأنجح المسرحيات في تاريخ المسرح المصرى بغض النظر عن الإنتقادات الكثيرة التى وجهت لها وتسببها في إفساد أجيال وأجيال من طلبة المدارس الثانوية علي وجه الخصوص.

 

كتبت/ غادة العليمي

ومالايعرفه الكثيرين أن الأمور لم تكن علي مايرام بين أبطالها خلف الكواليس فقد حدثت مشاكل وأزمات لاتعد ولاتحصى لم يكن أبطالها يتحدثون فيها من قبل لأسباب مختلفة.

وكان من بين هذه الخلافات وقوع مشاجرة حقيقية أثناء عرض المسرحية تسببت فى مغادرة عادل آمام .
الواقعة حدثت عام 1971 حيث فوجئ الجمهور بنزول عادل إمام من على خشبة المسرح ومغادرته المسرحية تماماً، فيما وقفت سهير البابلي التي كانت في خِضم مشهد لها مذهولة، لا تعرف ماذا تفعل؟!
لقد كانت مشاجرة حقيقية بين أبطال المسرحية ترتب عليها الكثير.

بداية النجاح فشل

في عام 1969 وبعد النجاح الكبير الذي حققته مسرحية سيدتي الجميلة، قرر فؤاد المهندس وآخرين ترك فرقة “الفنانين المتحدين” وتكوين فرقتهم الخاصة، حينها وجد سمير خفاجى مالك الفرقة ومنتجها نفسه في ورطة، سلمته إلى ضائقة مالية شديدة، كان لابد معها من عمل ضخم يعوضه عن انهيار وشيك.

ذهب سمير خفاجى إلى المخرج المسرحي الكبير جلال الشرقاوي بأحد النصوص المسرحية وطلب منه مساعدته في إخراجه، لعل هذا العمل ينقذه من ورطته وضائقته المادية، لكن النص لم يرق للشرقاوي، واقترح عليه نصا جديدا واعدا لكاتب شاب يُدعى “علي سالم”، لكن كان ثمة عقبة في الانتظار.

ازمه فى توفر الممثلين

‏بخروج فؤاد المهندس وآخرين من شركته لم يعد هناك ممثلين مشهورين أو بالأحرى نجوم لامعين لديه، لذلك لم يكن من بد إلا اللجوء لبعض الوجوه الشابه الموهوبة، مثل عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي وهادي الجيار، في دور الطلاب، أما الناظر فقد كان في البداية من نصيب عبد المنعم مدبولي.

دور المعلمة
‏أما دور المُعلمة فقد عُرِض على سعاد حسني وشادية ونجلاء فتحي، وجميعهن رفضن الدور، ليقع الاختيار في الأخير على سهير البابلي. بعد الاستقرار على الأسماء بدأ الفريق التحضير للمسرحية، لكن بعد أيام قليلة أوشك عادل الإمام على الانسحاب من العمل بسبب دوره الخالي من الكوميديا، وقال للمخرج.

‏”الدور ما ينفعنيش.. ده عايز واحد زي شكري سرحان”، لكن بعد برهة ومع وعود المخرج بإتاحة مساحات للارتجال؛ وافق إمام على الاستمرار ، أما عبد المنعم مدبولي الذي جسد دور الناظر في بدايات عرض المسرحية، فقد انسحب لاحقا منها مبرراً ذلك ب”الألفاظ البذيئة” والرسائل السيئة التي تبعث بها!.

 

عَزَا مدبولي انسحابه أيضاً من المسرحية، لمساحات الارتجال المبالغ فيها التي أعطيت لعادل إمام وسعيد صالح، لكن جلال الشرقاوي مخرج العرض، أرجع انسحاب مدبولي لأسباب مالية،
حيث ضاعف مدبولي أجره عدة مرات بسبب نجاح المسرحية، وعندما رُفض طلبه بزيادة أخرى، قرر الانسحاب.

ناظر جديد وفصل محذوف

أسند دور الناظر إلى حسن مصطفى، والذي اشتهر به للأبد كون المسرحية جرى تصويرها وإخراجها للتلفزيون بعدما أسند إليه الدور، أما أحمد زكي فكان يفترض به أن يحظى بمساحة أكبر خلال الفصل الثالث، لكن دوره قلص، وهو ما حذا به إلى انتقاد المسرحية ودوره فيها خلال عديد من لقاءاته اللاحقة.


لم يقلص المخرج دور زكي فحسب، بل حذف الفصل الثالث كاملاً، وهو الفصل الذي يعالج انتقال الطلاب من الشغب إلى الهدوء، وقد حذفه بسبب الارتجال الزائد الذي جعل الفصول القائمة للمسرحية تستغرق 4 ساعات، ومع فصل جديد كان يمكن للمسرحية أن تنتهي إلى 5 ساعات وهو زمن طويل وغير مقبول.

بسبب كثافة الكوميديا التي تميزت بها، لم يلاحظ أحد أن المسرحية كانت ناقصة أو مبتورة الأحداث. وعلى مدار 6 سنوات هي مدة عرضها، نشأت خلافات عديدة بين نجومها، أبرزها اعتراض سهير البابلي على ارتجال عادل إمام وسعيد صالح وخروجهم عن النص، مما صعّب عليها مجاراتهم نظراً لطبيعة دورها الجاد.

وهو ما جعل عادل إمام ينسحب من أمامها من على المسرح في إحدى المرات، وعلى إثر ذلك الموقف المحرج، اعتذرت سهير البابلي عن إكمال المسرحية، واستعيض عنها بالفنانة نيلي فترة ثم ميمي جمال فترة أخرى، قبل أن تعود البابلي مرة أخرى إلى دورها، بعدما تم الصلح بينها وبين أبطال العمل.

تلك المفارقات التي امتلأت بها مسرحية مدرسة المشاغبين وذلك النص المبتور الناقص المستوحى في الأصل من المسرحية البريطانية “إلى المعلم مع الحب” وذلك الارتجال الزائد من أبطال العمل، كل هذا لم يمنع المسرحية أن تتربع في قلوب الناس، كأحد فرائد الأعمال المسرحية الكوميدية التي لن تتكرر.

بلغ النجاح الساحق وغير المتوقع للمسرحية حدود غير معقولة، فقد سُجلت على شرائط كاسيت، وأصبح الناس يعشقون سماعها في المحال العامة مثلها مثل الأغاني، وحتى الآن ورغم مرور ما يزيد عن 55 عاماً، لا تزال المسرحية تستقطب الجميع دون استثناء لاسيما في الأعياد.

‏أما فرقة “الفنانين المتحدين” التي قدمت مدرسة المشاغبين وكانت فيما قبلها عرضة للانهيار، فقد ازدهرت وسطع نجمها، واستكملت مشواراً مسرحياً رائداً قدمت خلاله مجموعة من المسرحيات الأخرى الخالدة، مثل “شاهد ما شافش حاجة”، و”شارع محمد علي” و”ريا وسكينة” و”الزعيم”، و”الواد سيد الشغال”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.