معارك عمرو دياب .. من ثومة وحليم لتامر وشيرين
خالد فــــــــــــؤاد
ــــــــــــــــ
خلال مشواره الفنى الطويل الذى قارب الآربعين عاما منذ إنطلاقته فى مطلع الثمانينات من القرن الماضى حتى اليوم , خاض مطربنا الشهير عمرو دياب الكثير من المعارك والخلافات الفنية والغير فنية , بعضها تسبب فى توريط نفسه فيها دون مناسبة , وبعضها تم إقحامه فيها من قبل البعض لآسباب مختلفة , وبعضها أجبر على خوضها ولم يكن له أى يد فيها.
ـ والملفت حقا أن معظم هذه الخلافات كانت فى سنوات الشهرة والنجاح الآولى , حيث قام وبقلة خبرة فى السقوط فى فخ الهجوم على اثنان من أهم رموز الغناء ليس المصرى فحسب بينما العربى ككل خلال القرن العشرين وهما كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الآسمر عبدالحليم حافظ , بعد سنوات طويلة من رحيلهما .
حليم وأم كلثوم
ففي بداية مشواره الفني تحديدا فى منتصف الثمانينات ، وقبل أن يحقق شهرة كبيرة استضافه الإعلامي مفيد فوزي، فى حوار نادر قال فيه عمرو دياب، إنه تمنى لقاء المطرب الكبير الراحل عبد الحليم حافظ، مشيرا إلى أنه كان يحبه كثيرا، وتربى على أغانيه، وكان المطرب الأقرب إلى قلبه في العالم العربي.
وأضاف دياب فى الحوار أنه لا يمكن مقارنة فناني جيله بالمطرب الكبير عبدالحليم حافظ، أو محمد عبد الوهاب، مشيرا أن هناك اختلافا تاما بين أغاني جيله وجيل عبد الحليم حافظ.
ـ وبعد مرور بضعة سنوات على هذا الحوار وقد سطع نجمه وأصبح واحدا من أهم نجوم الغناء فى العصر الحديث فوجئنا به وبدون مقدمات يسخر من عبد الحليم حافظ واصفا اياه بإنه شخصية تسعى وراء الزعماء والأمراء وليس صاحب رسالة فنية , وهاجم بشدة أحدى أغنياته الوطنية الخالدة “السد العالى” قائلا وبالنص : لست مجنوناً لأغني لحائط مثلما غنى حليم للسد العالي , هو فيه حد فى الدنيا يغنى لسد ؟!!
وقال بالنص أن عبدالحليم لم يكن صاحب رسالة، وأن الحصول على الأموال من الأسباب الرئيسية لغنائه، وقال إنه قدم أغانيه الثورية عقب ثورة يوليو وأن هناك مطربين كثيرين غنوا قبله وبعده عن نفس الحدث، ولم ينتبه أحد لهم , وقام بالهجوم على الثورة نفسها بقوله : إنها لم تكن سوى مجرد شعارات لم ينفذ منها شيء.
وعلى صعيد الآغانى العاطفية تحدث دياب عن نفسه قائلا إنه قدم أغاني ذات كلمات أفضل وأعمق مما قدم حليم وذلك حينما إتهمه المحاوربأنه تسبب في إفساد الذوق العام، وأن أغانيه لا تحمل معنى. ، فخرج عن شهوره وإنفعل مستشهدا بأغنيتيه “رجعت من السفر” و”كان طيب”، وعاد للسخرية مما قدمه العندليب يقوله : هو في حاجة اسمها “نار يا حبيبي نار” وبعدين إيه التدني وقلة القيمة في أغنية “قولي حاجة أي حاجة.. قول بحبك قول كرهتك” ؟!!
ـ وفاجأ الجميع وقتها ايضا فى حوار نشرته جريدة الانوار حين كان لها مكتب بالقاهرة أعلن فيه صراحة عن إنطفاء نجم عبدالحليم تماما ؟!!
ولم يتوقف هجومه على عبدالحليم حافظ فحسب بينما أمتد ايضا وبشكل غريب لكوكب الشرق أم كلثوم حيث تحدث عنها بشكل غير لائق ووصل الآمر كما اكد الكثيرين من خلال التسجيلات التى أنتشرت له عنها بالفاظ سيئة وصعبة ، وقلد مقطعا من “رباعيات الخيام” بتهكم، وقال”يعني ايه حد لما يغني الناس تقوم تصرخ وتعلي صوتها؟!
وبالطبع قامت الدنيا ولم تقعد عليه بعد هذه التصريحات والتسجيلات والتى لا يزال بعضها منتشرا على مواقع مختلفة ليجد نفسه فى ورطة كبيرة تهدد مستقبله الغنائى حيث تبارت الأقلام فى الهجوم عليه بقسوة وعنف وتصاعدت حدة الآزمة .
فلجأ للإعلامى الراحل وجدى الحكيم لينقذه من تلك الورطة وتم عمل مؤتمر صحفى بعد تصاعد الأزمة بشكل كبير وأوضح دياب أنه لم يقصد الإساءة لأحد وأنه يعد نفسه واحدا من أبناء ثورة يوليو، ومن عشاق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، لكن لهذا الحوار كما قال له ملابسات وظروف خاصة استفزته وفقد السيطرة على انفعالاته، فخرجت تلك التصريحات التى اسيئ فهمها، وأضاف أنه لا يريد مجرد تبرئة ساحته والاعتذار عما بدر منه، بقدر ما يود توضيح تلك الملابسات ليعرفها الجميع.
مع شرين عبد الوهاب
وقد تعلم من الدرس جيدا وأدرك بعد ماحدث له ضرورة البعد عن وسائل الإعلام وعدم الظهور إلا حينما تقتضى الضرورة ذلك وفى اوقات وأمور بعينها , كما تم توجيهه من قبل الفريق المتعاون معه , حتى فى الآوقات الذى يتعرض فيها هو للهجوم من قبل البعض سواء من داخل الوسط اوخارجة , فقد التزم الصمت تماما كما حدث فى ازمته مع شيرين عبدالوهاب حينما هاجمته بقولها : “كبر وراحت عليه” و “الهضبة دي حاجة صغيرة أوي.. ولو هو جبل فأنا هرم؟!!
فعلى الرغم من أن الغالبية لم يؤيدونها فيما فعلته , إلا إنهم تعاملوا مع الآمر بمنطق “كما تدين تدان”.. حيث راحوا يذكرونه بأن مافعلته شيرين معه هو نفسه مع ماقام بفعله مع الرموز الكبار من قبل ؟!!
والتزم دياب الصمت الكامل حيال ماقالته شيرين وتولى جمهوره ومحبيه الرد عليها بقسوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقالت خلال مؤتمر صحفي أقامته قبل حفلها الغنائي في مهرجان قرطاج في عمان وقتها أنها تعمدت الرد عليه بدعوى إنه كما قالت كان أساء لها من قبل، على حد وصفها فما قالته كما تحدثت لم يكن زلة لسان بل كانت تقصد كلامها ورد الإساءة له أمام الجميع!!
مع حلمى بكر
والغريب أن الموسيقار الكبير حلمي بكر ساند شيرين ضد دياب فى هذه الآزمة بقوله أنه لا يوجد إنسان يهاجم شخصاً أمام الجميع بدون أن يكون الآخر سبقه بالهجوم، وأضاف أن شيرين أكدت أن عمرو دياب هاجمها أمام شخص وهو من بلّغها بهذا الأمر
وراح بكر يمتدح شيرين ويواصل هجومه على عمرو دياب قائلا أنه ظلّ 30 عاما على القمة ولكن ليس من أجل بقاء الأغنية، بل لضياعها وقال أن اغانية لاتتضمن هدف اومضمون يجعلها تستمر؟
فهو كما قال عنه يعتمد على إسمه فقط والشهرة، ولكن في يوم من الأيام سيجد أن الأرض ليست صلبة تحت قدميه , وبالطبع لم تكن هذه المره الآولى التى يقوم فيها بكر بالهجوم على عمرو دياب مؤكدا عدم إقتناعه بصوته وأغانية فقد قام بفتح النار عليه على فترات متفاوته منذ بدايات دياب فوصفه مره بإنه مطرب “شعبى” ومرة ثانية بإنه ليس مطربا من الآساس ولن يستمر كثيرا , وهكذا وبعد أن كان دياب يبادله الرد فى البدايات توقف تماما عن الرد عليه فى السنوات الآخيرة , والغريب أن مواقف بكر نفسها تباينت فى السنوات الآخيرة فنشاهده مره يشيد به وبذكاءة ومرة ثانية يشيد بالموسيقى التى يقدمها وتتناسب مع قدراته ومايتطلبه العصر , ثم يعود فى مواقف ثانيه ليجدد هجومه عليه .
أيمن بهجت قمر
وبعد تعاون استمر بينهما عدة سنوات قدما خلاله سويا الكثير من الآغنيات الناجحة التى وصل عددها لنحو الـ 20 أغنية فوجئنا قبل بضعة أعوام بإشتعال الخلاف بين عمرو دياب والشاعر أيمن بهجت قمر .
فقد قام قمر بشن حرب قوية ضد دياب، متهما إياه بعدم إعطاء الموسيقيين والشعراء حقوقهم المادية بل وإتهمه بالتعاون موسيقيا مع الإسرائيليين، وطلب من الشعراء والملحنين عدم التعاون مع دياب قائلًا من خلال صفحته الخاصة بـ”فيسبوك” وقتها : “قررت مع عمرو مصطفى ومحمد يحيى عدم التعاون مع عمرو دياب ، وأنصح كل زملائي الشباب بعدم التوقيع على التنازلات لشركة روتانا المنتجه لآلبوماته .
وأضاف قمر، خلال لقاء تليفزيوني سابق: “عمرو دياب رفض أنه يقف معانا في موضوع حقوقنا دي ضد شركات الإنتاج، وكنا طالبين منه صيغة في العقود، تحفظ حقوقنا، وكنا متخيلين أنه هيقف جنبنا باعتباره أكبر فنان في الوطن العربي، طلبنا منه كتير أنه يدخل علشان روتانا بتاخد حقوقنا، وقولنا له انتج أغانيك لنفسك”.
وأصدر عمرو دياب بيانين، فى هذه الآزمة قال في الأول إن الخلاف بينهما سببه عدم تعاونه مع أيمن بهجت في ألبومه الجديد، وهو ما جعل الأخير يتخذ هذا الموقف، ثم طلب في بيانه الثاني من جمهوره عدم الانجراف في مهاترات وسب وقذف الآخرين على إثر الخلاف القائم.
وفشلت كل سبل الوساطة من أجل إنهاء هذا الخلاف، الذي استمر بضعة سنوات حتى إنتهى منذ نحو خمسة أعوام إلا أن أيمن بهجت قمر بتصالحهما وإعتذار أيمن بهجت قمر .
مع عمرو مصطفي
وبنفس الشكل أشتعلت الخلافات بين دياب والملحن عمرو مصطفي، بعد التعاون بينهما في عدد من الأغاني، وفوجئنا بإشتعال الأزمة بينهما، وتبادلا الاتهامات والتعليقات عبر وسائل الإعلام المختلفة.
مع شركة روتانا
وبعد تعاون بين عمرو دياب وشركة “روتانا للصوتيات والمرئيات”، استمر لأكثر من 10 سنوات، إنقلب الآمر إلى صراعات وقضايا، وتبادل الطرفان الاتهامات قبل الإعلان عن إنهاء التعاقد بينهما.
فقد بدأت المعارك بينهما ، بعد رفع “روتانا”، دعوى قضائية ، طالبت فيها عمرو دياب بدفع تعويض قدره 400 ألف دولار أمريكي لقيامه ببث أغاني “ليلي نهاري، بقدم قلبي، أنا عايش، ورضيت”، على قناة اليوتيوب الخاصة به، دون الحصول على إذن مُسبق من القناة، بخلاف عرض أكثر من 100 مصنف فيديو ملك للشركة على قناة “يوتيوب.
فأصدرت المحكمة حكمها لصالح روتانا ليتوالى سيل جارف من القضايا المتبادلة بينهما أستمر سنوات طويلة وسط إتهامات متبادلة بين كافة الآطراف وظل الآمر حديث الصحف والمواقع ووسائل الإعلام المختلفة وهكذا إلى أن هدأت الآمور بإنهاء التعاقدات بينهم .
مع عالم الفن
ولم يكن هذا هو الخلاف الآول الذى يقع بين دياب وإحدى الشركات المتعاقد معها فقد سبق هذا الخلاف خلافه الشهير مع المنتج محسن جابر “عالم الفن” بعد إنفصالهما فنيا ووصل الآمر إلى ساحات المحاكم حتى هدأ الآمر وعاد بعد سنوات ليتجدد بعدما استغل عمرو دياب في برنامج «الحلم» الذي يروي قصة حياته مجموعة من الاغنيات التي انتجها له محسن جابر دون الرجوع إليه واستئذانه، وهو ما اعتبره جابر تعديا على حقوقه فأعلن الحرب على دياب.
وادلى بتصريحات صحفية قال فيها وقتها : لجأت الى القضاء وهناك دعاوى مقامة على الحلقة الرابعة من برنامجه «الحلم» التي استعان فيها بأغنية “حبيبي يانور العين” فلتأخذ القضية ما تحتاج من وقت ولن أتنازل، ليعرف الجميع، وليس عمرو فحسب،أن محسن جابر لا يترك حقه أبداً. ومن الممكن أن أتركه بمزاجي لكن لا أتركه اذا وضع أحد يده في جيبي.
واصل قائلا : إن هناك أوراقا كثيرة لمحاربته ستظهرها في الوقت المناسب. وستكون مفاجأة لعمرو دياب ؟!!
وواصل قائلا أن عصر ازدهار دياب عندما كان فقط في عالم الفن , وفاجأ الجميع وقتها فى هذا الحوار بقوله أن عمرو دياب متبقيا له عامان فقط وينتهى بإنتهاء نضارة الشباب فلن يستطع التحرك والقفز على خشبة المسرح كما اعتاده الجمهور ؟!!
ورد عليه عمرو دياب ساخرا من كل كلمه قالها وقال ضمن ماقال : جابر ربح مني الكثير ولم يعطني شيئا والعقود تثبت ذلك؟
مع تامر حسني
ومن الخلافات التى لم يكن هو طرفا فيها والتزم الصمت حيالها بناء على نصائح كتيبته الإعلامية ماحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد بزوغ نجم تامر حسنى وقيام جمهوره بمقارنته بدياب وتأكيدهم على إنه سحب البساط من أسفل اقدامه , ورغم عدم منطقية المقارنة للفارق الكبير فى تاريخ كل منهما , إلا ان هناك من اراد للأزمة الآستمرار وقت طويل ووضع النجمين في مقارنة دائمة، وبأشكال وطرق مختلفة .