مقال : ملبس يا هانم.. مشبك يا بيه……. بقلم ا.د/إبراهيم محمد مرجونة

مقال : ملبس يا هانم.. مشبك يا بيه.
بقلم ا.د/إبراهيم محمد مرجونه أستاذ  التاريخ والحضارة الإسلامية-رئيس قسم التاريخ

كلية الآداب بدمنهور

ملبّس يا هانم..مشبّك يا بيه
وتمنى يابلدى بسبعين جنيه
لبان ..سمسمية..وطوفي بجنيه
ببيع الحلاوة ..يا ست البنات
وملبن نقاوة وسكر نبات
وكل اللي عايزه معايا تلاقيه
ناديني يا باشا وشاور عليه
تحلي انت بقك
وأنا أفضل ف صومي
وتلبس ف ماركة
وابيعلك هدومي
ولا حد سائل
ف تعبي وهمومي
وساكت مقلتش ده لأ ..وده ليه
وف القطر راكب
وصابر وشاكر
وراضي بقليلي
ولا لغيري ناكر
ودافع حياتي
لحق التذاكر
وتمني يا بلدي بسبعين جنيه
ملبس يا هانم..مشبك يا بيه
تأليف نجلاء نعبم
حادث القطار مرعب، أكثر ما يرعب فيه هو ركاب القطار مين هؤلاء وكيف وصل بنا قطار الحياة إلى هذه المحطة السوداوية؟!! ..
دعونا نتأمل سويا لبعض الوقت ونتسأل أين ذهب الشاب الحماسي الذي يقوم غاضبا ويقسم بالله ” والله ما هتنزلهم”؟، وأين ذهب الرجل الغني الأنيق الذي يمد يده في جيبه ويدفع لهم الأجرة وهو يقول “الناس لبعضيها يابني”؟، وأين ذهبت السيدة الأم التي تقوم في القطار وتقترح أن يتم جمع الأجرة من جميع الركاب “علشان العيال الغلابة دول”؟، وأين ذهب الرجل الموظف الكبير الذي سيقول للكمسري “لو فتحت الباب هاوديك في ستين داهية”. ؟،
هذه النماذج التي كانت مكررة في كل الأحداث المشابهة، وبقى منها نموذج واحد.. نموذج سلبي أناني، يدير رأسه بعيدا وينتظر المصيبة كاملة وبمجرد حدوثها سيفتح هاتفه ليسجل فقرة اللايف .. ترن في اذني الآن جملة من فيلم قديم: “وديتوا الشعب فين يا حازم؟؟” وأسأل بالفعل ..
وديتوا الشعب فين؟ ومين دول اللي راكبين القطار
وسايبين الناس تترمي منه… ؟!!
إن بعض الأشياء في حياتنا تكون مقصودة.. وليس بعضها، بل أحيانًا يتبادر إلى ذهني الصغير أن كل الأشياء في حياتنا تكون مقصودة بالفعل.. مقصودة إلى درجة التوبيخ الذاتي الذي نقوم به مع أنفسنا أمام المرآة المتسخة التي تكون في الزاوية التسعين من بيوتنا العتيقة.. نستمع إلى موسيقى الجيتارالحزينة أو فيروز.. ونعيش في عالم من اللامبالاة التي تفرضها الظروف علينا فرضًا كبيرًا..إن أسوأ شيء يمكن أن يعانيه الإنسان في حياته هو اللامبالاة بكل أشكالها وأنواعها.. مهما كانت بسيطة ومهما كانت كبيرة.. نعيش اللامبالاة في كل شيء.
الإيجابية تخلق قيمة لحياتك جميعنا يحتاج إلى رحلة في البحث عن الذات علنا نستطيع أحياء وبعث ما كنا نمتلك من انسانية وايجابية في التعامل مع المواقف بتنوعها وتعددها لماذا صرنا كالمسخ نخرج من راجح والبنا إلى القطار وهناك مئات القصص والروايات الباكية المؤلمة والمستدامة هل فقد المجتمع هويته وتلاشت انسانيته وصارت كثرة الأحداث ينسى بعضها البعض .
أين نحن من الايجابية فهى نعمة من الله عز وجل و من تمسك بها حصل على الخير والنجاح والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة والله عز وجل حث عليها في كتابه المبين وامرنا ان نكون ايجابيين في هذه الحياة. وعندما تنعدم الايجابية من حياة الانسان تصبح عيشته في كدر كيف لا والايجابية تعتبر ضابط الايقاع ومحور الارتكاز وعن طريقها يصبح للحياة معنى وهدف .
ولا شك أن الاستسلام لليأس والإحباط طريق مُعبد وسهل للسلبية في الحياة وفي خضم المحن والتحديات عليك أن تُعين نفسك على النظر بإيجابية لجميع مواقف واحداث الحياة ولو لبعض الوقت؟ إذا ظل الإنسان يعتنق الأفكار نفسها التي اعتاد عليها، فسوف ينعكس هذا بالطبع على البيئة التي تحيط به والتي يعيش بداخلها، فإذا كان الشخص يرغب في نتيجة مفيدة عليه أن يكون حريصا في طريقة تفكيره التي لابد وأن تتسم بالإيجابية المستدامة. لأن قانون الغباء يتأتى عندما نصر على نفس المدخلات وننتظر مخرجات مختلفة
حارب الأفكار السلبية: حاول محاربة الأفكار السلبية والسوداوية،حاول دائما تقييم تجاربك حتى الفاشل منها على أنها خبرات تضاف لحياتك، وأنها دروس تعلمت منها أن تكون أكثر صلابة. حدد أهدافك بدقة حدد أهدافا منطقية لحياتك.
وأخيرا تذكر أن الإنسانيّة هي الكلمة التي تَنطوي على العديد من الصفات التي تَجعلُ ممّن يمتلكُها بشراً، مثل القدرة على المَحبَّة، والتعاطُف مع الآخرين، والإبداع، وغيرها من الأمور التي تُميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، والتي تجعل منه إنساناً حقيقيّاً، وليس تابعاً، ولا تجعل منه إنساناً آليّاً خالياً من المشاعر أو العواطف.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.