نجاة الصغيرة والشاعر ذو القلب الكبير قصة حب من طرف واحد
عذاب ولوعة ومحبه وعطاء وجفاء هذه فصول الرواية
واحدة من اسوأ قصص الحب
….
تكتبها / غادة العليمى
لا يعرف الحب غنى وفقير ولا مغمور ومشهور
هو داء عضال يصيب القلوب دون ان يستأذن اصحابها
والويل لكل الويل اذا لك يكن هذا الحب متبادل
وهذا ما حدث مع شاعرنا الكبير فى الفصول التاليه الحزينه من القصة الشهيرة
كيف يكون وجع الحب من طرف واحد …
كامل الشناوي ونجاة الصغيرة
واحدة من أسوأ قصص الحُب من طرف واحد هي قصة كامل الشناوي ونجاة الصغيرة، أو كما يسميها الناس القصة التي قتلته.. وقع كامل الشناوي في حُب نجاة ولعن كل نساء الأرض من أجلها، وأصبح لا يرى سواها، يريدها هي.. هي فقط، هو من قدمها للجمهور، وهو من كتب أجمل أغانيها التي عشقناها، ولكن هي مارست معه أسلوب التجاهل، واللامبالاة، أو ربما كانت لا تراه من الأساس، كانت تارة تعامله وتقبل عليه، وتارة أخرى تتجاهله، وتهرب منه.. هذا ما جعله في مرة كتب يحاول وصفها: إنها امرأة غامضة، لا أعرف هل تحبني أم تكرهني، هل تريد أن تقتلني أم تحييني؟
عندما سألوه عنها قال: “إنها تحتل قلبي، تتصرف فيه كما لو كان بيتها تكنسه، وتمسحه، وتعيد ترتيب الأثاث وتقابل فيه كل الناس.. شخص واحد تتهرب منه، صاحب البيت”.
عانى كامل الشناوي كثيراً في هذا الحُب، وكأنه أصابته لعنة اسمها “حب نجاة” يحدث ما يحدث وحبه ثابت لا يهتز، كان وفياً لها حتى وفاته رغم أنه كان حباً من طرف واحد، كانت سبب حزنه وعذابه، ألمه وحيرته، لم يكن حب نجاة له فيه أي سعادة أبداً.. كانت معاناة قاسية جداً، لا يستحقها، لكنها لعنة الحُب ربك رب قلوب، لا نملك من أمرها شيئاً.
أغنية لا تكذبي كانت واحدة من الآلام التي عانى منها كامل الشناوي في حبه لنجاة، كتبها عندما شاهدها في سيارةٍ مع يوسف إدريس، في أحد شوارع القاهرة، ذهب كامل بكُل حزنه إلي صديقه مصطفى أمين، وظل يكتب ويكتب حتّى أخرج لنا تلك القصيدة لا تكذبي.. وعن حالة كامل وهو يكتبها
قال مصطفى أمين في كتابه شخصيات لا تنسى:
“جاءني كامل الشناوي، وكتب قصيدة لا تكذبي في بيتي، وكان يبكي بشدة”.
لا تكذبي إني رأيتكما معاً
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة
فأنكر وادعى!
وعندما انتهى منها، قرر أن يتحدث مع نجاة، ويلقي عليها القصيدة.. وظل يتحدث حتى انتهى وتلقى أقسى رد: الله جميلة أوي لازم أغنيها! وهي لا تعلم أبداً أن كُل كلمة، كُل حرف عنها هي.. لها وحدها محبوبته التي كسرت قلبه ولا تراه!
- وكانت الصفعة الثانية له في عيد ميلادها سنة 1962، عندما ذهب واشترى لها الهدايا، ومستلزمات الحفل بنفسه، وكان كل شيء بالاتفاق مع الخادمة الخاصة بها، وكان يتحرك على أطراف أصابعه حتى لا تشعر به وتستيقظ وتفسد المفاجأة، وبعد الانتهاء من التجهيزات قرر الذهاب إلى منزله ليبدل ثيابه ويعود، وفي أثناء الحفل اختارت في النهاية يوسف إدريس ليكن معها ويمسك بيدها عندما تقطع التورتة، وتطفئ الشمع،
لم تر أبداً الشخص الذي كان وراء كل ذلك.. عندها انسحب كامل الشناوي وانزوى بعيداً باكياً وهو يشعر بخذلان وحزنٍ دفين.. وراقب الحفل بعينه فقط وعندما طفح به الكيل منها بعدما قبلها يوسف إدريس في الحفل على خدها وذهب بها إلى غرفةٍ أخرى شعر كامل بالخيانة وقال: “هل ألعنها أم ألعن الزمن، كانت تتخاطفها الأعين، فصارت تتخاطفها الأيدي”.
ورحل كامل الشناوى محتفظا بكامل محبته للنجمه التى لم تبادله هذا الحب ولم تراه غير شاعر موهوب تتغنى بأغانيه وتتسبب فى عذاباته