نهاية العالم ..قصة قصيرة …بقلم مصطفى حسن محمد سليم
نهاية العالم
قصة قصيرة …بقلم مصطفى حسن محمد سليم
النداء الأخير ،تعالي صوت المذيعة الأرضية داخل المحطة الفضائية ،وهي تنادي علي ركاب المركبة الفضائية، التي تستعد للإنطلاق في رحلتها الأخيرة عن كوكب الأرض، وهي توضح قائلة ،دقائق قليلة وينطلق من المركز الفضائي (كورو)التابع لمنطقة غوايانا الفرنسية علي الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية المركبة الفضائية، الذي حددت له الساعة الواحدة42دقيقة بتوقيت غرينتش من صباح يوم الأربعاء (24نوفمبر) لإرساله إلي الفضاء، وبدا الركاب يتوافدون إلي سطح المركبة الفضائية في تتابع سريع، كان عددهم عشرة أفراد ،وبدأ علي وجوهم الوجوم الشديد ،ربما لأن هذه أول مرة يصعدون فيها علي متن مركبة فضائية ،أو لأن موعد تحديد السفر جاء بشكل مفاجئ لهم ، حيث فوجئ الجميع بسيارة المحطة الفضائية، وهي تمر عليهم بدون سابق انذار ،قبل موعد الإنطلاق بعدة ساعات قليلة …
ودع جميع المسافرين ذويهم في سرعة، بعد أن سلم قائد السيارة الخاصة بالمحطة إلي كل منهم خطاب مكتوب عليه من الخارج (سري للغاية)لايفتح إلابعد التأكد من شخصية صاحبه ،وعندما تأكد سائق السيارة من شخصية كل منهم سلمه الخطاب، وقرأ كل منهم الخطاب في سرعة شديدة ،ثم تقدم كل واحد منهم في خطوات مسرعة إلي السيارة، ماعدا الدكتور جيرار الذي تسمرت قدمه في الأرض، وهو ينظر إلي زوجته وابنه الصغير والدموع تلمع في عيونه، وهو يمر سريعا ببصره علي محتوى الخطاب، ولاحظت زوجته ذلك فاندفعت نحوه قائلة له ،ماالذي يوجد في ذلك الخطاب يجعلك تصل إلي هذه الحالة ؟؟
ولم يجبها سوي صمته، فحاولت أن تنزع الخطاب من يده ،ولكنها فوجئت برد فعل انفعالي منه لم تراه في سلوكه من قبل ،وهو يبعد يديها في عنف شديد، وقد بدأ يستجمع أفكاره وهو يحاول أن يبرر لها مايحدث أمامها ،ولكن قطع حبل أفكاره صوت سائق الحافلة وهو يقول له في حدة ،امامي من الآن ثلاث ثواني فقط أن لم تلحق بي إلي السيارة فإن لدي أوامر بتركك هنا ،انتبه الدكتور جيرار إلي خطورة مايحدث، فقام بأحتضان زوجته وطبع قبلة سريعة علي جبين ابنه الصغير في حب ومشاعر إنسانية لم تألفها منه من قبل، واندفع إلي الخارج متجها إلي السيارة نحو المجهول…
بدأ الركاب يتوافدون داخل المكوك الفضائي، الذي استعد إلي الأقلاع ،وصوت المذيع الآلي يدأ ينساب داخل المركبة ،وقد بدأ في العد التنازلي استعداد للإنطلاق ،وبعد أن اقلعت المركبة الفضائية من منصة الإنطلاق، صدر صوت آلي آخر من داخل المركبة ،وهو يفسر لهم ماحدث قائلا ، لقد التقطت الأقمار الصناعية صورة لكويكب ضخم يحاول الأرتطام بالأرض، وحرصا من ادارة المحطة علي استمرار الحياة بصورة أخري ،وبقاء امتداد آخر للجنس البشري ،وانتم ارقي العقول البشرية علي وجه الأرض من العلماء في كافة مجالات الحياة ،ولم يبقي علي وصول هذا الكوكب للارتطام بالأرض سوى نصف ساعة ،وقد يخلف في حالة اصطدامه بكوكبنا دمارا يمثل مئة ألف مرة مافعلته القنبلة الذرية الأمريكية التي القت فوق هيروشيما نهاية الحرب العالمية الثانية ،لذلك كان يجب حضوركم بهذا الشكل السريع لإنقاذ ولوجزء بسيط من الحياة علي كوكب الأرض القابل للفناء ،وباختصار انتم ايها السادة تعتبرون من المحظوظين علي سطح هذا الكوكب القابل للفناء، اذا انه تم اختياركم دون كثير من البشر للنجاة من المصير المحتوم لنهاية كوكب الأرض، وانكم ستكونون امتداد للحياة البشرية علي سطح القمر ،فلتعتبروا أن هذه المركبة الفضائية هي سفينة نوح الجديدة لإكمال رسالة الحياة، وانها قد تكو وقطع صوت المذيع الآلي ارتطام ذلك الكوكب بالمكوك ،الذي تلاشي إلي قطع صغيرة في الفضاء، مع آخر نظرة للدكتور جيرار وهو يشاهده وقد اقترب من المكوك في سرعة جنونية ،كان يظن انه سينحرف مبتعدا عن المكوك ويغير مساره ولكن لم يحدث ذلك، وقد ارتطم بالمكوك الفضائي، واكمل مساره من جديد بعد الإرتطام متجها إلي كوكب الأرض، ليكمل مهمته الأخيرة إلي نهاية العالم.