نوال أبو الفتوح.. ممثلة اثارة الجدل وأحب الجمهور دلعها وإطلالتها .. حكايات لا تُنسى
نوال أبو الفتوح.. ممثلة اثارة الجدل وأحب الجمهور دلعها وإطلالتها .. حكايات لا تُنسى
نوال أبو الفتوح.. ممثلة اثارة الجدل وأحب الجمهور دلعها وإطلالتها .. حكايات لا تُنسى
نوال ابوالفتوح .. في ذكرى رحيلها التي تزامنت مع يوم ميلادها، نستعيد سيرة فنانة من طراز خاص، لم تكتفِ بجمالها ولا بخفة ظلها، بل امتلكت أدوات الممثلة الحقيقية، واستطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا دائمًا في ذاكرة الجمهور المصري والعربي.
كتبت / داليا حسام
إنها نوال أبو الفتوح، الفنانة التي سرقت الكاميرا في صمت، وتألق حضورها في كل مشهد ظهرت فيه، سواء في السينما أو التليفزيون
ولدت نوال أبو الفتوح في 24 أبريل عام 1940، وتخرّجت في معهد الموسيقى، ثم اتجهت إلى التمثيل لتبدأ رحلة طويلة من الأدوار المتنوعة. بدأت مشوارها الفني في ستينات القرن الماضي، واشتهرت في بدايتها بالأدوار الخفيفة والفتاة الشقية، لكنها سرعان ما أثبتت قدرتها على أداء أدوار درامية معقدة، جعلت منها واحدة من أبرز الممثلات في جيلها.
أداء تمثيلي بصمة على الشاشة
كانت نوال أبو الفتوح تمتلك موهبة تلقائية وأداءً طبيعيًا بعيدًا عن التصنع، تتقن التعبير بعينيها وتعابير وجهها، وتعرف كيف تنقل إحساس الشخصية للمُشاهد دون مبالغة. لم تكن تحتاج إلى مشاهد طويلة أو بطولات مطلقة لتثبت نفسها، بل كانت تسرق الأضواء ببراعة في كل دور تؤديه.
الكوميديا الهادئة
برعت نوال في تقديم الأدوار الكوميدية بخفة ظل نادرة، وكانت من النجمات القليلات اللاتي أجدن فن الإضحاك بدون صراخ أو مبالغة. اعتمدت على ذكاءها الفني وتلقائيتها، وظهرت في العديد من الأفلام التي شكّلت ذاكرة السينما المصرية، منها “30 يوم في السجن” و”الزوجة 13″، حيث خطفت القلوب بخفة ظلها وابتسامتها المميزة.
موهبة لا تُحاصر في قالب واحد
ما ميّز نوال أبو الفتوح هو قدرتها على التنقل السلس بين الأنماط التمثيلية. قدمت أدوار المرأة الشعبية، والسيدة الأرستقراطية، والفتاة اللعوب، والأم، وكلها بإتقان يثبت قدرتها على الغوص في أعماق كل شخصية. لم تكن محصورة في إطار الجمال أو الأدوار النمطية، بل خاضت تحديات تمثيلية كشفت عن طاقاتها الفنية الكبيرة.
دورها في الشهد والدموع
حين أحبها الجمهور كممثله بارعة وكره شخصيتها فى المسلسل يبقى واحد من أقوى أدوار نوال أبو الفتوح هو دورها في مسلسل “الشهد والدموع”، الذي عُرض في الثمانينيات وحقق نجاحًا كبيرًا. في هذا المسلسل قدّمت نوال شخصية مختلفة تمامًا عن أدوارها السابقة، حيث جسّدت امرأة متسلطة، معقّدة نفسيًا، قاسية القلب، تتعامل مع زوجها وأولادها بتكبر وتحكم، لدرجة أن الجمهور كره شخصيتها بشدة، وهذا أكبر دليل على نجاحها في أداء الدور.
تفوقت نوال في هذا الدور باستخدام أدوات الممثل الداخلية: النظرات، نبرة الصوت، الصمت المحمّل بالغضب، والانفعال المحسوب. كانت الشخصية نموذجًا للمرأة التي تغلّبها السلطة، والتي تدفع ثمن قسوتها في النهاية، حين تُصاب بالشلل وبرعت فى تقديم النهايه واستعطفت المشاهد كمان برعت فى آداء الدور بلكامل
هذا الدور كشف عن عمق تمثيلي كبير لدى نوال أبو الفتوح، وأثبت أنها قادرة على تقديم أدوار الشر والدراما الثقيلة بنفس الإبداع الذي قدّمت به الكوميديا في بداياتها.
رحلت لكنها باقية في القلوب
رغم أنها لم تحصل على البطولة المطلقة كثيرًا، إلا أن نوال كانت دائمًا بطلة في عيون الجمهور. أداؤها الصادق وموهبتها الحقيقية جعلوا من كل ظهور لها على الشاشة لحظة لا تُنسى. في 17 أبريل 2007، رحلت نوال عن عالمنا، لكن أعمالها تظل شاهدًا على فنانة أحبّت فنها وقدّمته بكل صدق.
وفي ذكراها، نتذكرها بفخر، ونُعيد مشاهدة أعمالها لنكتشف في كل مرة جانبًا جديدًا من موهبتها. نوال أبو الفتوح لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت حالة فنية خاصة، لا تتكرر كثيرًا.
وهكذا، تبقى نوال أبو الفتوح حاضرة في الذاكرة، ليست فقط بملامحها الجميلة أو ضحكتها الهادئة، بل بحضورها القوي وقدرتها الفريدة على تجسيد كل شخصية وكأنها وُلدت لها. تركت لنا أعمالًا لا تُنسى، ودروسًا في الصدق الفني، وجعلتنا نُدرك أن النجومية الحقيقية لا تحتاج إلى صخب، بل إلى موهبة تشبهها. رحم الله نوال أبو الفتوح، فنانة من زمن الفن الجميل، وبصمة خالدة على الشاشة المصرية.