قصة أغنية هذه ليلتي …
كتبت / غادة العليمى
من اعظم ما تغنت به كوكب الشرق كانت قصيدة هذه ليلتى
من كلمات الشاعر جورج جرداق ، الحان محمد عبد الوهاب
وغناء كوكب الشرق أم كلثوم …
وكانت بالمناسبة أول أغنية عاطفية تغنيها السيدة ام كلثوم بعد حرب 1967.
- فماهى قصة هذه الغنوة ومن شاعرها
ولد الشاعر والأديب اللبناني جورج جرداق في محافظة النبطية في الجنوب الشرقي اللبناني سنة 1931 وانتقل ليعيش في بيروت سنة 1949. اشتُهر هذا الرجل بعد أن ألف الكثير من الكتب، وزادت شهرته أكثر عندما عمل في الإذاعة اللبنانية ومجلة الشبكة وصحيفة الأنوار الشهيرتين في ستينات القرن الماضي. لكن إجابته على سؤال كانت قد وجهته له أم كلثوم هي التي جعلته من المشاهير في الوطن العربي كله وليس في لبنان وحده. أما هذا السؤال الذي رفع من قدر هذا الرجل وجعله من المشاهير العرب فكان من السيدة أم كلثوم عندما التقت به في أحد أيام سنة 1968 في فندق قاصوف بمدينة ضهور الشوير في جبل لبنان حيث كان هذا الفندق ملتقى المشاهير والمطربين العرب في ستينات القرن الماضي
سألته: متى سأغني من كلماتك يا جورج ؟فأجابها على الفور قائلاً لها : هذه ليلتي وحلم حياتي يا سيدتي أن تغني من كلماتي ،
فقالت له أم كلثوم :
بس يا جورج هذه الكلمات التي قلتها ستكون مطلعاً للقصيدة التي سأنتظرها منك قريباً جداً. وبدأ جورج في كتابة هذه القصيدة على الفور، وبعد أن انتهى من كتابتها وقدمها للسيدة أم كلثوم أعجبت بها وعرضتها على الملحن الكبير محمد عبد الوهاب لتلحينها. ما أن قرأها عبدالوهاب حتى أعجب بها ويقال أنه بكى عندما قام بتلحينها من شدة تأثره بها ..
فهذه القصيدة هي الوحيدة التي تمكنت من كسر قاعدة ذهبية للسيدة أم كلثوم فالسيدة أم كلثوم كانت ترفض أن تغني للخمريات حتى أنها كانت قد استبعدت الكثير من أبيات الشعر التي وردت في رباعيات الخيام. لكن ولع محمد عبد الوهاب وحماسته لهذه القصيدة جعلها تُليّن من موقفها و عن هذه القاعدة التي كانت قد وضعتها لنفسها.
كانت تحفة“ هذه ليلتي” ما نتج عن التوليفة الإبداعية بين تأليف جورج جرداق وألحان محمد عبدالوهاب وغناء السيدة العظيمة أم كلثوم.
******
هذه ليلتي وحلم حياتي
…. بين ماض من الزمان وآت
الهوى أنت كله والأماني
….فاملأ الكأس بالغرام وهاتِ
بعد حين يبدل الحب دارا
…. والعصافير تهجر الأوكارا
وديار كانت قديما ديارا
….سترانا كما نراها قفارا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
…. فتعالَ أحبك الآن أكثر
والمساء الذي تهادى إلينا
….ثم أصغى والحب في مقلتينا
لسؤال عن الهوى وجواب
….وحديث يذوب في شفتينا
قد أطال الوقوف حين دعاني
….ليلم الأشواق عن أجفاني
فادن مني وخذ إليك حناني
….ثم اغمض عينيك حتى تراني
وليكن ليلنا طويلا طويلا
….فكثير اللقاء كان قليلا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
…. فتعالى احبك الان اكثر
يا حبيبي طاب الهوى ما علينا
….لو حملنا الأيام في راحتينا
صدفة أهدت الوجود إلينا
….وأتاحت لقاءنا فالتقينا
في بحار تئن فيها الرياح
.…ضاع فيها المجداف والملاح
كم أذل الفراق منا لقاء
….كل ليل إذا التقينا صباح
يا حبيباً قد طال فيه سهادي
….وغريبا مسافرا بفؤادي
سهر الشوق في العيون الجميلة
….حلم آثر الهوى أن يطيله
وحديث في الحب إن لم نقله
….أوشك الصمت حولنا أن يقوله
يا حبيبي و انت خمري و كأسي
….و منى خاطري و بهجة أنسي
فيك صمتي وفيك نطقي وهمسي
.…وغدي في هواك يسبق أمسي
هلّ في ليلتي خيال الندامى
…. والنواسي عانق الخياما
وتساقوا من خاطري الأحلاما
…. وأحبوا واسكروا الأياما
ربى من أين للزمان صباه
…. إن غدونا وصبحه ومساه
لن يرى الحب بعدنا من حداه
…. نحن ليل الهوى ونحن ضحاه
ملء قلبي شوق وملء كياني
.… هذه ليلتي فقف يا زمان
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر
…. فتعالى احبك الان الان الان اكثر