وبالوالدين إحسانا بقلم الكاتب الصحفي صبحي حجاب
وبالوالدين إحسانا بقلم الكاتب الصحفي صبحي حجاب
الرفق بالأطفال، رفقا بالأطفال أقصد الرفق بالوالدين عند الكبر، فهو مفتاح الجنة والبركة في الرزق، ولا يؤتمن من عاق والديه فليس بمن غدر بطمانينة والدية ورعايتهما بمأمن من الغدر ان اتيحت له الفرصة.
وبالوالدين إحسانا
إن بر الوالدين وعدم عقوقهم من كمال إيمان العبد وهو سبب لدخول الجنة، وكلما زاد العبد في بره لوالديه زاده ذلك منزلة ورفعة في الدنيا والآخرة، فعقوق الوالدين صفة تنكرها الفطرة السوية وبر الوالدين مفطور عليه جميع البشر وبالأخص أبناء المسلمين، وفي وقتنا الحاضر ومع تسارع الأحداث وتطورها وكثرة المشاغل ومتطلبات الحياة وطبيعتها اتسعت دائرة الأسرة وانشغل الأبناء عن والديهم، وتنوعت مظاهر العقوق والعصيان وتجاهل الأبناء من هم أحق ببرهم و وصلهم.
علامات عقوق الأبناء لآبائهم
فتحول كثير من الأبناء إلى آلة جامدة ليس لديها مشاعر ورحمة وشفقة تجاه أقرب الناس إليهم، ومن علامات عقوق الأبناء لآبائهم و أمهاتهم، إدخال الحزن على قلبيهما و التسبب في بكائهما، والتجرّؤ برفع الصوت عليهما، والغِلظة والقسوة في التعامل معهما، وعدم المسارعة إلى القيام بخدمتهما أو تقديم المساعدة لهما عند الحاجة، والعبوس في وجهيهما والتأفف والتضجر منهما.
فلا تتوقعوا من العاق أن يودهم ولو أجزلوا له بالود والعطاء، فكيف له أن يفعل ذلك وقد آذى بأقرب الناس، ولا تجالسوا أو تصادقوا عاقاً فهو غير جديرٍ بالصداقة لِما كان منه من العقوق لمن هم أشد حقاً عليه من الصديق، ومرد ذلك إلى قلت إيمانهم وجحودهم ونكرانهم، ومهما تعددت الأعذار والأسباب فلن تغني تلك المبررات عنهم شيئا أمام الله سبحانه وتعالى.
وعندما يتأمل الابن العاق حاله وما صار إلية يجد نفسه قد تجرد من معاني الإنسانية، وضاق صدره وتعبت نفسيته والسبب واضح هو عقوقه بوالديه، فعلى الابن العاق أن يراجع نفسه ويتوب ويرجع إلى الله مهما كانت أسباب عقوقه وهجره، ومهما زين له الشيطان من أعذار، ومهما حدث من خلاف وظلم تعرض الولد له من أحد والديه، فكل ذلك لا يعطيه الحق بهجرهم أو عقوقهم.
فلا يحق للابن الخلاف مع والديه ولا من نعليهما كما قيل، فيلزم على المسلم أن يدرك أن أباه وأمه هم جنته وناره، هم سبب سعادته أو تعاسته، فبر الوالدين وعدم عقوقهم فيه من الخير والبركة والرضا من الله ما لا حد له، وعقوهم وعصيانهم بأي أمر في غير معصية الله فيه من غضب الله وانتقامه ما لا حد له، والعاقل المدرك من تدارك نفسه وغير من تعامله وعقوقه وطباعه تجاه والديه، ليتبع ما أمر به الله ورسوله نحو الوالدين وحسن صحبتهم وعشرتهم ..
انتشرت مؤخرا ظاهرة عقوق الوالدين في وقتنا الحاضر وأصبح المجتمع يعاني بصورة واضحة من هذه المشكلة، ونتج عن ذلك التفكك الأسري وهدمه وضياع القيم الدينية والإنسانية التي تربط أقرب الناس فيما بينهم، فتنكر الأبناء لوالديهم تاركين وصية الله سبحانه وتعالى، فعدم تقوى الله والبعد عن المنهج الإسلامي الذي شرعه الله لنا أدى إلى صور كثيرة من صور الجحود وعدم الرحمة والشفقة والإحسان ورد الجميل إلى الوالدين.
ومهما كثرت الأعذار وزادت أعباء الحياة ومشاغلها وملذاتها وشهواتها فهي عذر أقبح من ذنب يقدمه أهل العقوق سبيلا ومخرجا تبريرا لجحودهم وعقوقهم فأصبح عقوق الوالدين ظاهرة تتزايد في مجتمعاتنا الإسلامية.
الشواهد علي عقوق الوالدين
والشواهد والصور على العقوق واضحة مما نسمعه ونشاهده اليوم في وسائل الإعلام المختلفة، وقضايا المحاكم الشرعية، وخطب الجمعة كل هذه الشواهد تشير إلى خلل وتقصير وتعدي على الوالدين، ودور المسنين الاجتماعية التي ملئت من كبار السن من أباء وأمهات، وكثرت المواعظ الدينية والمؤلفات الدينية والاجتماعية عن عقوق الوالدين، كل هذه الجهود للقضاء على انتشار عقوق الوالدين بصوره المختلفة، الذي بات هما اجتماعيا وداء متفشيا في مجتمعاتنا الإسلامية المختلفة ..