وبالوالدين إِحسانا بقلم انتصار احمد رجب

وبالوالدين إِحسانا

بقلم انتصار احمد رجب

وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا

كيف يتم تكريم الوالدين قبل ان يغادروا

كثيرا ما اذهب لتعزية صديقة لي بوفاة والدها او والدتها في دار المتوفى نفسه فاستغرب لرؤية حال البيت فالدهان قديم جدا والفرش عتيق وقد تجد بعض زجاج النوافذ مكسور وبلاط الارضيات بحالة سيئة رغم ان البيت يكون في احد احياء المدينة الراقية
والعائلة غنية ولكن كبر الوالدين بالسن وبُعد الاولاد عنهم وعدم اهتمامهم بهم يفعل بهم العجائب
قرات مداخلة رائعة في هذا الموضوع وانقلها لكم ليقرأها الاصدقاء وجزا الله من كتبها كل خير

انتصار احمد رجب وماذا نقدم للوالدين

قال الكاتب، لما ربنا يكرمك ويوسع عليك جيب لولدتك فرشة جديدة جميلة تريح جنبها الكريم عليه، وصلَّح لها في الحمام والمطبخ اللى خربان أو حدثه، وممكن تدهنلها الشقة كمان، وتعهَّد ملابسها البيتية والخارجية وحذاءها، ومرة بطانية ومرَّة سجادة، ومرة تصلح دولاب ومرة سرير ومرة جهاز، ولو بسط لك ربنا في رزقك أكتر، اجبر بخاطرها في شيء من ذهب.

واتحف والدك الجليل بنظارة جديدة وغير القديمة، وكل فترة اشتري له اشياء بيحبها ، وركز على الاشياء التي يحبها، والأشياء التي لا يمكن أن يطلبها، راجع حتى غياراته وجراباته، وكل ما تخلص قنينة ريحته احضر له غيرها، أما دواؤه فأولى من الماء الذى تشربه.

طلعهم رحله فسحهم يوم في الحديقه، اياك ان تتصور إنهم شبعوا من الدنيا وخلاص أكلوا كل شيء، وشربوا كل شيء، وإنك أولى بالحياة منهم.

هم أولى بكل جميل وجديد في الحياة، أصلا هم الحياة، واذا اردت ان تتاكد فاسأل الذين فقدوهم.

ولو مزعلك واحد من اخواتك صالحه عشان خاطرهم، طمنهم على محبتكم لبعض وخوفكم على بعض قبل الرحيل.

كنت في واجب عذاء الجمعة الماضية والد صديقة لي رحمه الله وطيب ثراه ورأيت أبناءه يقبلون قدميه ويمسحون بها وجوههم، فقلت في نفسي، ما أحسن هذا، لكنه كان أحسن منه ما يكون في حياة الوالدين.

انتصار احمد رجب والداك أولي الناس برعايتك

صدقني، والداك أولى من أحببتَ وبررتَ وصلتَ من العالمين، لا تعطهما نُخالة نفسك وقلبك وجهدك ووقتك، بل أنفق عليهما من رأس مالك كله، لله ولرسوله ثم لهما ولنفسك.

لم يزل يبكي أحدهم بكاء مريرا، يقول لي، خرج ابي من الدنيا ولم يشبع من أكلة كان بيحبها جدا وماكان بيطلبها، وانا ماكنت بخيل عليه ابدا، بس كنت مشغول عنه في حياتي.
وحدث أحدهم أنه دخل على أمه في ليلةٍ باردةٍ، فقالت له، وهي نائمةٌ الحمد لله إنك جيت يا ابني، بردانة من اول مانمت ومالي قادرة اشد الغطا على جسمي، بكى بكاءً شديدا حينها، وقال لها، يعني أنا ممكن أكون جنب مراتي وعيالي وانت لوحدك ! وأيديكي مش قادرة تشدي بيها الغطا عليك!
ألن جانبك لهما واخضع، قال عروة بن الزبير، لن لهما حتى لا تمتنع عن شيء أحباه، من الرحمة، من الشفقة

انتصار احمد رجب وأغلي نصيحه

أغلى نصيحه، “أحسنُ إحسانك إلى والديك حين لا يحسنون”، أعظم إحسان لوالديك في كبرهم تجاوزك عن أخطاءهم، ولا كإنها حصلت، وداري عليها كمان، وماتخليهم يحسوا إنها حصلت أصلا على قد ما تقدر .

احفظ والديك وبين لهما حبك ولطفك وعطفك من قبل أن تصبح بيومٍ كئيبٍ اليم مفارقا لهم..
ولا تنسي انك في يوم ما ستصبح في هذا العمر وتحتاج من اولادك الاهتمام والحب والعطف وكما رئاك اولادك تعامل اهلك ستكون معاملتهم لك

فأعمل لهذا اليوم..

ولا تنسي بر الوالدين ومعاملتهم بالحسنى هى وصية الله تعالي التي أوصى بها في كتابة الكريم، حيث قال

{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}