وتر حساس: سيمفونية عشق لمفهوم الاحتياج بين الرجل والمرأة
المرأة.. نوتة الحنان في سيمفونية العشق
في عمق العلاقة بين الرجل والمرأة، هناك خيط رفيع أشبه بوتر حساس، يعزف عليه الحب بأوتاره الدقيقة، إنه ذاك السر الذي يجعل العلاقة ناجحة أو يكسرها بصمت بين القوة الظاهرة للرجل واحتياجاته الخفية، وبين فهم المرأة الحقيقي لهذا العمق، تتشكل سيمفونية العشق أو تفتر وتنطفئ.
بقلم: ريهام طارق
في مسلسل “وتر حساس“، عندما واجهت كاميليا زوجها رشيد بخيانته وزواجه من سلمى، سألت سؤالًا واحدًا ألقى بظلاله على عمق العلاقة: “بتحبها؟”؟ لم يكن الجواب مجرد كلمات، بل انعكاسًا لذكريات.. لحظات.. واحتياجات دفينة، عندما أجاب رشيد: “بعرف أن أتكلم معها، بتفهمني، بتحتاجني“، هذه الإجابة كشفت النقاب عن مفتاح العلاقة بين الرجل والمرأة.
الرجل.. حين يغلف الاحتياج بـ الهيبة
الرجل، في عين حواء، هو رمز القوة، الجبل الذي لا ينحني، السور الذي لا يخترق، لكنه في داخله طفل صغير، يبحث عن أمان يشبه دفء صدر أمه، مهما كبر، ومهما علت نبرته، يبقى في احتياج فطري لامرأة تحتويه ليس حبا ماديا، بل احتياجا نفسيا و روحيا، أن تنصت له دون أن تمل.. أن تفهم صمته قبل كلماته.. أن تكون ملاذه حين يهرب من بشاعة العالم.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب.. ظننتك رجلاً، لكن خاب الظن وظهر الإثم
الرجل يبحث دائما عن حضن يفهمه دون الحاجة إلى تفسير:
في أعماق كل رجل هناك حكاية لم ترو.. همس لم يسمع.. صوت داخلي يبحث عن طمأنينة لا تحتاج إلى كلمات، الرجل الذي يظهر قويًا كـ جبل شامخ، هو نفسه من يخفي في داخله طفلا، يتوق إلى قلب يضمه، ينصت، لـ أنفاسه المتعبة، دون أن يطلب شرحا أو تفسيرا.
لغة الصمت عند الرجال..هي حديث الروح:
الرجل لا يتقن التعبير بالكلمات، لأن روحه تتحدث بلغة مختلفة، لغة الصمت ، يبحث عن قلب يقرأ بين السطور، يسمع نبضة، دون أن يعلن عن أوجاعه، يفسر نظراته دون أن يسأله: “ما بك؟ هو لا يحتاج إلى امرأة تسأله عن السبب وراء كل خطوة، بل إلى من تدرك أن قوته الظاهرة ما هي إلا قناع، يخفي خلفه شوقا عميقا للاحتواء.
اقرأ أيضاً: ليلة من النغم والفرح.. محمدي والمالكي يحتفلان بنجاح “خلصتني”
ملاذ الرجل.. حضن بلا قيود:
يحتاج الرجل إلى ملاذ يعيد إليه توازنه، نظرة تمنحه الثقة بأنه ليس عليه أن يبرر أو يتظاهر بشيء غير حقيقته، يريد أن يشعر أنه محبوب بما هو عليه، بقوته و ضعفه، يبحث عن امرأة تفهم أنه يحتاج أحيانا إلى الصمت ليعيد ترتيب فوضاه الداخلية.
الرجل، رغم قسوته الظاهرة، يحمل في داخله هشاشة، لا يظهرها إلا أمام امرأته التي يشعر معها بالأمان، ليسمع دون كلمات: “أنا هنا.. أفهمك.. أحتويك”.
قوة بلا خوف.. ضعف بلا حرج:
الرجل الذي يظهر للعالم بوجه حديدي، يتمنى في لحظات ضعفه أن يجد كتفًا يبكي عليه دون أن يخجل، صوتا يطمئنه أن ضعفه ليس عيبا، وأنه لا يحتاج إلى تبرير خوفه أو حزنه، المرأة التي تدرك ذلك، تصبح بالنسبة له وطنا، ملاذا، و حلما لا ينسى.
الحب الحقيقي.. فهم بلا شرح:
يتمني الرجل في علاقته بشريكه حياته أنه لا يضطر إلي أن يبرر كلماته أو صمته، يتمني أن يجد في حبيبته قلبا ينسجم معه دون مجهود، يترجم أحاسيسه دون عناء، يد تمتد إليه في عزلته، تخبره أن صمته خطاب مسجل وصل إليها بعلم الوصول.
اقرأ أيضاً: محمدي يطلق أحدث ألحانه “خلصتني” اليوم بصوت جنات الملائكي
رسالة آدم الى حواء :
الرجل لا يريد أكثر من أن يكون على طبيعته، بلا أقنعة ولا تصنع، يبحث عن قلب يحتضن روحه، يشعره أنه مقبول كما هو الرجل الذي يجد هذا الحضن، يصبح أقوى أمام العالم، لأنه وجد من يفهمه حين يخفق في شرح ذاته.
إلى كل قلب يحب رجلا، تذكر دائمًا: احتضن صمته، اقرأ بين سطوره، وكن ذلك المكان الذي يهرب إليه حين تضيق الحياة، فلا حاجة للتبرير، عندما يتحدث الحب بلغة العطاء والفهم.
المرأة.. نوتة الحنان في سيمفونية العشق:
في المقابل، المرأة هي الوتر الذي يمنح الرجل موسيقاه، عندما تتقن قراءة احتياجاته، تصبح النغمة التي تعيده إلى ذاته، تذكره بأنه مهما كان قويًا، هو بحاجة إلى قلبها ليعيد توازنه.
المرأة التي، تظهر له الحنان بلا حدود، تمنحه مساحة ليضع رأسه على كتفها دون أن يشعر بالضعف، تشعره أنه مرغوب ومفهوم دون قيد أو شرط، هي التي تستحوذ على روحه، وتمنحه الاستقرار الذي يبحث عنه.
سيمفونية النجاح: حين يُدرك الاثنان الاحتياج المشترك
العلاقة الناجحة بين الرجل والمرأة ليست صراعا على القوة، بل انسجاما بين احتياج الرجل للاحتواء و احتياج المرأة للتقدير، وأن تشعر أنها مركز اهتمام، والرجل يحتاج أن يشعر بأنه مسموع ومفهوم، هذه العلاقة تكبر عندما تدرك المرأة أن الرجل يحتاج إلى الصمت أحيانا ليعيد ترتيب أفكاره، وعلى الرجل أن يدرك الرجل أن كلمات الحب ليست رفاهية لدي حواء، بل هي غذاء لـ روحها.
العلاقة ليست فقط شراكة في السعادة، بل أيضًا مساحة للحزن والتعب والخوف، الرجل يبحث عن امرأة تطمئنه أنه ليس عليه أن يكون كاملا دائمًا، وأنه يمكنه أن يكون ضعيفا أحيانا دون خوف من فقدان مكانته.
حواء هي وطن المدلل:
الرجل هو الطفل الذي يحتاج دائمًا إلى امرأة تجمع بين حنان الأم.. دفء الحبيبة.. أمان الزوجة.. و متعة العشيقة.. حواء هي الوطن الذي يشعره بالأمان مهما عصفت به الحياة.
الحب الحقيقي بينهما هو أن يفهم كل منهما الآخر بعمق دون شروط أو قيود، كوتر حساس يعزف عليه بلا توقف.
في النهاية.. عندما تفهم المرأة احتياجات الرجل، و تدرك أنه طفلها المدلل الذي يعود إليها دائمًا، كما يعود العصفور إلى عشه، ليجد فيه الدفء والأمان.
العشق لا يبنى علي أساس القوة، بل على أساس الفهم و الاحتواء.