“وهونت وكنت أظن أني لن أهون “

"عجوز في مفترق الطريق بوجه تحمل خطوط شيخوخته مأسي الزمن وجحود الأبناء "

“وهونت وكنت أظن أني لن أهون “

“عجوز في مفترق الطريق بوجه تحمل خطوط شيخوخته مأسي الزمن وجحود الأبناء ”

بوجه يحمل ملامح ملائكيه وشعر يكسوه الشيب لكنه مازال يحتفظ بشقاره وعين ملونه وملامح جميلة تفترش تلك العجوز رصيف الطريق كلما مررت وجدتها جالسة أو نائمة بنفس ذات المكان احياناً بمفردها وأحيانًا أخري بشخص يحنو عليه بطعام أو شراب أو سؤال.

بقلم الدكتور خلود محمود

كانت تدور في أذهاني تساؤلات كثيرة أين عائلتها أبنائها أو أي فرد من أقاربها ذلك الهدوء يستحيل أن تكون حياته هي التسول أو مهنته ، ما الظروف التي دفعت بها إلي ذلك الحال هي بالكاد لا تقدر مطلقاً علي الحركة وبالأحري عائلتها هي من تركها هنا كنت دوماً أرفض ذلك التخمين وأحاول أن يجد عقلي مبرر أخر.

إلي أن تصادمت بالحقيقة زوجة عاشت حياة سعيدة وسط زوج وأولاد تزوج الأولاد وتوفي الزوج وكل من الأولاد منشغل بحياته زوجته وأولاده والأم أصبحت حمل ثقيل لا أحد يريد أن يراعه هما فقط يريدون المنزل فكان الجحود سيد الموقف وافترشت الأم الشارع ببردوته وحرارته وجوعه وظلمته وافترشوا هما البيت بدفئه وحنانه متناسين تلك الأم التر أفنت عمرها في رعايتهم وهما صغار .

لم أكد أستوعب مع سمعته أذني لتلقي عيني مجموعة من الصغار نائمون علي الجانب الأخر لتلك السيده بجوار أمهم التي تفترش الطريق تبيع مناديل لتدور القصة أن والدهم تخلي عن مسئوليته وقرر عدم الإنفاق عليهم بلي والتخلي عنهم ليصبحوا مشردين يمتهنون مهنه التسول ليعلمهم الشارع ويربيهم ويليت ذلك يكفي.

فنحن سنربي منهم جيل متمرد يكره الأخرين بلا سبب ناقم علي المجتمع وأفراده ولكن ما ذنب المجتمع هو ذنب أبي أنجب وهو غير قادر علي تحمل مسئولية أطفال وذنب أم اختارت شريك حياة دون معرفه كافيه بها وأنجبت طفل واثنان وثلاثة دون انتظار لفتره تعرف فيها هل ستمضي الحياة بينهم علي ما يرام ليجنبوا أطفال أما ستنقطع الحياة بينهم وتتشرد الأطفال.

أقرأ المزيد:توازن الجمال والعقل: خطوات المرأة للتميز في إطلالتها وفكرها”

أمضيت في طريقي لأكمل مشواري واذ بي علي جوانب الطرقات يمين ويسار عائلات بأكملها أب وأم وأطفال وملابسهم يفترشون الطريق دون مأوي وسكن شباب وشيوخ علي نفس الحال والهيئة نائمون والمارة من جوارهم من يعطف بطعام أو نقود أو بطانية لتدفئتهم من برد الطريق .
أدركت بعد لحظات أننا كلنا نمر ونراهم يومياً وكلنا في ملكوته وأعباء حياته سارح ، من هؤلاء ولما وصل بهم الحال إلي هنا وأين عائلتهم وكيف وصل الجحود بالأسرة الواحدة إلي هنا.

أنا لا أتحدث عن من يمتهن التسول مهنه ويفترش الطرقات بأرادته أنا أتحدث عن من أجبرتهم الظروف علي ذلك كل أب وأم أرغمهم أولادهم علي ترك منازلهم طامعين في تلك المنازل والأب والأم مسنون لا يقدرون علي المقاومه أو رد الفعل ، أتحدث علي كل أب ترك خلفه مسئوليته في رعاية أبناءه ليلقي الأبناء مصيرهم في الشوارع دون مأوي ودون ما يجدون من يحنو عليهم.

اتحدث عن رب أسرة لم يقدر علي تلبيه أبسط عناصر الأمان لأولاده وهو توفير مسكن وانتهي بهم المطاف في الطرقات لانجابه خمسه من الأبناء دون قدره مالية أو عمل ثابت من باب الطفل يأتي برزقه من أكد ذلك الطفل يأتي وأنت قادر علي تلبيه احتياجاته المادية والعاطفية والتربوية واستعدادك النفسي لتحمل تلك المسئولية.

أما عن جحود الأبناء تجاه أباءهم وأمهاتهم المسنون فلا أعرف تفسير لتلك الحالة هل هي رد فعل علي قسوتهم عليهم في الصغار أما أنه أبتلاء من الله لتلك الآباء في صوره أبناء يتملكهم العقوق ، الأجابه لا أعرفها لكن ما أدركها جيدا أنا مشاعرنا وواجباتنا أصبحت أفتراضيه كالعالم الذي أصبحنا نعيشه.

فالتكنولوجيا لما تؤثر فقط علي واقعنا بل علي مشاعرنا ووعينا وادراكنا وأصبح العالم المتسارع يجردنا من أبسط المشاعر والمسئوليات بتصدير الأنانية والفردية وحب الذات والأنا والتبرير المستمر للتملص من المسئوليات بترويج أفكار مختلفة تتمحور جميعها في جملة ( أنا ومن بعدي الطوفان) .

كاتبة المقال
دكتور خلود محمود
مدرس الاعلام الرقمي
المدرس بكلية الدفاع الوطني
المحاضر لليونسكو

المزيد:آيتن عامر: فى عيد ميلادها يعكس شخصيتها القوية و معانى الحب  

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.