ومازلنا علىٰ قيدِ الحب

ومازلنا علىٰ قيدِ الحب

 

بقلم/ وئام أحمد إمام

تأخذنا الدنيا يمينًا ويسارًا نتوه تاره ونلتقي تارة أخرىٰ،
نقف في منتصفِ الطريق ثم نلتفت للوراء ونلوح بأيدينا لأحبائِنا بالوداع، فلا نعرف إلىٰ أين سنذهب وكيف سنعود بل هل سنلتقي مجددًا أم أننا سنسيرُ دون عوده.

ثم نشاهد حديقه تضم أجمل الزهور نختار منها بعنايةٍ من نزرعهم في قلوبنا، فاختيار البذرة أسهل بكثير من إقتلاع الشجرة.

 

نحزن ونتوجع كثيرًا ونثور ونغضب، ولكننا ننسىٰ أن للحزن أدب فلا نُفْرِط ولا نُفرِّط، فالإفراط فيه يُثقل النفس، والتفريط فيه يميت القلب، ولكن نجعل الحزن سُلمًا للخروجِ لا ثقبًا أسودًا يبتلعُ وجودنا، ولا بئرًا نقع فيه بل نصعد فوق جروحِنا للأعلىٰ كي لا نقع في القاع.

“فأنا لستُ أنت” ليس شرطًا أن تقتنع بما أقتنعُ به وليس من الضرورة أن ترىٰ ما أرىٰ، وإن الاختلاف شيء طبيعي في الحياة بل من المستحيلِ أن ترىٰ بزاوية ٣٦٠ وأن معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم كما نريد، وما تَصلحُ له أنت قد لا أَصلح له أنا، وأن فهمي لك لا يعني القناعة بما تقول بل يجب عليك أن تساعدني علىٰ توضيح رأيي ولا تقف عند ألفاظي وافهم مقصدي.

 

“لا تتصيد عثراتي” واقبلني كما أنا حتىٰ أقبلك كما أنت، فاختلاف الألوان يُعطي جمالًا للوحة، والأهم من هذا وذاك عاملني بما تُحب أن أعاملك به، فالحياة تقوم علىٰ مبدأ الثنائية ولا تعترف بالفردية، فلا تُبخس عمل الآخرين بل قدر جهدهم ومثابرتهم وتميزهم، والأهم أن تحاول جاهدًا أن تبحث عن صوابي فالخطأ مني طبيعي.

 

ابتسم وانظر للناس باحترام وتقدير، وأخبر من تُحب بأنك عاجز من دونه، وأن وجوده معك هو عينك التي تُبصر بها الدنيا “لأنني لا أرىٰ وجهي لكنك أنت تراه” فإن حميتَ ظهري فسأحمي ظهرك، فلا تقلق فالحياة تتسع لي ولك وغيرنا فكما لك حق فلغيرك حقوق، ولتعلم أنك يمكنك أن تغير نفسك ولكن لا يمكنك أن تغيرني.

عندما أصل أنا وأنت وهُم لذلك فلنعلم أننا قد وصلنا لمرحلةٍ عظيمةٍ من النضج الفكري والنفسي والوجداني في حياتنا، لأننا أدركنا أن العمر لحظة وأن الخروج عن المألوف شيء عظيم، فسلامًا علىٰ مَن يشبهونا ولا نعلم أين هُم!

وأخيرًا… أن القوة الحقيقية هي أن تكسب قيراط محبه في دولة القلوب كل يوم عندئذ نستطيع أن نقول “مازلنا علىٰ قيدِ الحب”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.