آخر دقيقة.. بقلم/ مصطفى حسن سليم.

جلس الرجل العجوز، ينظر إلى عقارب الساعة، وهي تقترب من ميلاد يوم جديد، في دار المسنين التي يقطن فيها، ثم يعود بالنظر إلى هاتفه، لقد وعده أبنه بزيارته ليحتفل معه بقدوم عام جديد، لم يحضر حتى الآن، ولم يعتذر، نزلت على وجنتيه دمعة حزن، شعر أن العمر الذي يعيشه، ربما لايتبقى فيه سوى هذه الدقيقة، نهض من مكانه متثاقلاً بحركات بطيئة نحو طاولة صغيرة، وضعت عليها تورته كبيرة عليها صورة ابنة، شعر بقواه تخور قبل أن يبلغ الطاولة، وقعت منه عصاه الخشبية، عندما حاول استعادتها من على الأرض، شعر بخطوات مسرعة تتجه نحو غرفته، وعندما نظر إلى باب الغرفة، وجد أبنه يدلف منه، وينحني على الأرض، ليناوله عصاه، ويقبل يديه في، لهفة، نظر إليه مبتسما، وهو ينظر إلى ساعة الحائط، لقد حضر في آخر دقيقة كما وعده، قبل أن تتحد عقارب الساعة، لتعلن ميلاد عام جديد ربما يكون عامه الأخير.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.