أبطال مسلسل لام شمسية يكشفون أسرار نجاحه في ندوة المركز الكاثوليكى
أبطال مسلسل لام شمسية يكشفون أسرار نجاحه في ندوة المركز الكاثوليكى
أبطال مسلسل لام شمسية تحدثوا ولأول مره عن السنوات الخمس التى أثمرت عن خروج المسلسل وكيف “أدهش الرقابة” و”حرك الشارع”!
والكثير من الكواليس الصادمة التى تم كشف النقاب عنها لأول مرة .
كتب / صموئيل نبيل اديب
شهدت قاعة المركز الكاثوليكي للسينما ندوة حاشدة لمناقشة مسلسل “لام شمسية”، بحضور نخبة من نجوم العمل وصنّاعه، في إطار حرص اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الأب بطرس دانيال على تسليط الضوء على الأعمال الدرامية الهادفة ذات الرسالة الإنسانية. الندوة، التي أدارها الناقد محمود عبد الشكور، كشفت العديد من الكواليس والتحديات التي واجهت فريق العمل، مؤكدة على قوة الفن المصري وقدرته على معالجة القضايا الشائكة.
شارك في الندوة عدد من أبرز نجوم المسلسل، منهم محمد شاهين، ثراء جبيل، يسرا اللوزي، يارا جبران، ياسمينا العبد، وعلي البيلي، حيث تبادلوا مع الجمهور تفاصيل شيقة حول أدوارهم وتفاعلهم مع القضايا التي يطرحها العمل.

رحلة “لام شمسية”: من فكرة مؤجلة إلى نجاح جماهيري
كشفت المؤلفة مريم ناعوم عن رحلة كتابة المسلسل، مؤكدة أن جزءًا كبيرًا من النص كُتب قبل خمس سنوات، لكن فريق العمل ارتأى تأجيله لتحسين الفكرة وتطويرها، على الرغم من تجهيز الديكورات واختيار فريق عمل مبدئي. ووجهت ناعوم شكرًا خاصًا لجهة الإنتاج على دعمها وصبرها خلال هذه الفترة الطويلة، والتي استغرقت خمس سنوات لتبلور الفكرة بشكلها النهائي.
وحول اختيار نهاية المسلسل، أجابت ناعوم على تساؤل الناقد محمود عبد الشكور بشأن وجود خيارين للنهاية (معاقبة المجرم أو إفلاته من العقاب)، مؤكدة أن الفريق استقر في النهاية على معاقبة المجرم. وأوضحت: “في البداية كنا محتارين بسبب نقص المعلومات القانونية، لكن مع الوقت استقررنا على أن المجرم لا بد أن يعاقب، لأننا بحاجة لنوصل رسالة للناس بأن هناك عقابًا على هذا الجرم”.
المخرج كريم الشناوي: الفن المصري قادر على المستحيل
من جانبه، تحدث المخرج كريم الشناوي عن حماسه للمشروع الشائك، مؤكدًا أن الموضوع كان صعبًا للغاية، خاصة فيما يتعلق بنهاية المسلسل الصادمة. وأشار الشناوي إلى أن انتصار المسلسل الحقيقي يكمن في قدرته على جعل الناس تتكلم بدون خوف عن القضية التي يطرحها. وعبر عن دهشته من النجاح الكبير الذي حققه العمل، رغم المشاكل التي واجهته، موجهًا رسالة إلى المسؤولين عن الإعلام بأن “الفن المصري قادر على المستحيل”، وشاكرًا الرقابة لعدم تدخلها في العمل.
وعلى صعيد الإنتاج، أوضحت الجهة المنتجة أن السبب وراء التأخير في التصوير حتى اللحظات الأخيرة قبل رمضان يعود دائمًا إلى المفاوضات مع القنوات العارضة للعمل.
آراء مؤثرة من الأبطال والخبراء
أضاف الدكتور نبيل القط، الطبيب النفسي وأحد الممثلين في المسلسل، بعدًا جديدًا للنقاش، موضحًا الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي. وأكد على أهمية المسلسل في تمكين الأسر من الحديث مع أطفالهم حول الموضوع المطروح، مما يساعد الطفل على أن يكون صريحًا مع والديه.
وعبر الفنان محمد شاهين عن الصعوبات التي واجهها بسبب نجاح شخصيته الشريرة في المسلسل، مشيرًا إلى عناوين الأخبار التي كانت تربطه بـ”التحرش بالأطفال”، رغم أنها كانت إشارة لنجاح الدور وليس حقيقته.
أما الطفل علي البيلي، بطل المسلسل، فتحدث عن المشاهد الصعبة التي أداها، مشيدًا بدعم المخرج كريم الشناوي والفنانة أمينة خليل له خلال التصوير. وقال: “في البداية لم أكن مستعدًا، ولكن الأستاذ كريم والأستاذة أمينة خليل كانوا رائعين واحتضنوني. في مشاهد معينة وجدت نفسي أتكلم وأقوم بردود فعل طبيعية، لأني كنت أشعر أنني لا أمثل، بل كنت بين أصدقائي”.
كما شاركت الفنانة ياسمينا العبد تجربتها مع مشهد المستشفى الصعب، الذي استذكرت فيه تجربتها الشخصية مع والدها المريض، مما جعلها تمسك نفسها بصعوبة كي لا تبكي حقيقة.
واختتمت الفنانة فاتن سعيد حديثها بالإشارة إلى استفادتها من دراستها للطب في أداء دورها، وقراءتها لكتاب “الجسد لا ينسى”، مؤكدة أن محتوى الكتاب ينطبق تمامًا على الدور الذي قدمته.
في ختام الندوة، وجه الناقد محمود عبد الشكور رسالة للمسؤولين قائلاً: “أعطوا الحرية لثروة مصر الحقيقية، وهؤلاء المبدعون الرائعون. لا فن بدون كلمة رائعة وفكر قوي”.
وقام الأب بطرس دانيال بتوجيه الشكر للحضور وتقديم شهادات شكر وتقدير لجميع الممثلين والمخرج، احتفاءً بجهودهم في تقديم عمل فني هادف ومؤثر.
معمل أن “لام شمسية”: رسالة فنية تتجاوز الشاشة
مسلسل “لام شمسية” لم يكن مجرد عمل درامي يُعرض على الشاشة، بل تحول إلى معمل أن للتفكير والتأمل في قضايا اجتماعية حساسة. من خلال تجارب شخصياته المعقدة وقصته الجريئة، نجح المسلسل في تحفيز النقاش المجتمعي حول موضوعات كانت تعتبر من المحرمات. لقد أثبت “لام شمسية” أن الفن قادر على كسر الحواجز، وأن الدراما التلفزيونية يمكن أن تكون أكثر من مجرد ترفيه، بل منصة للتوعية والتغيير، تساهم في بناء وعي جمعي يستطيع التعامل مع التحديات بصراحة وشجاعة.