“أبلة فضيلة “في عيد ميلادها الـ 90 تعرف على مشوار طويل من العطاء
تركت العمل بالمحاماة من اجل العمل الإذاعي
كتبت دعاء سنبل
ابلة فضيلة واحدة من اكبر الإعلاميات التي تربت على صوتها أجيال وأجيال من منا كان لا يستمع لبرنامجها في الصباح وينتظر الحكاية الجديدة بشغف في طفولته الحكاية الهادفة التي كانت تعلم الأطفال القيم والمبادئ ،منا منا كان لا يعشق اغنية برنامجها التي كان يستمتع به كل الأطفال والكبار معاً كل يوم الساعة التاسعة صباحاً ، كانت تشعرنا بالبهجة وتدخل على قلوبنا السعادة
“يا ولاد يا ولاد.. توت توت.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع ابلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة وتسلينا وتهنينا تذيع لينا كمان أسامينا”.
أبلة فضيلة ولدت في 4 أبريل عام 1929 م ، اسمها الحقيقي فضيلة توفيق، وهي أخت الفنانة محسنة توفيق، وله أخت وآخرين ، والدتها تركية وكانت تحب ان تجمع أولادها وأطفال الجيران وتحكي لهم الحكايات والقصص المفيدة ، تعلمت ابلة فضيلة في
مدرسة الأميرة فريال، وهي نفس مدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد، كانت الفنانة فاتن حمامة زميلتها، ووالدها سكرتير المدرسة.
تخرجت من كلية الحقوق، وكانت من عشاق “بابا شارو” وتتلمذت على يده ، التحقت أبلة فضيلة بعد ذلك بكلية الحقوق، تحقيقًا لرغبة الأسرة وكان من دفعتها، الدكتور أسامة الباز، والدكتور عاطف صدقي، والدكتور فتحي سرور.
عملت في بداية حياتها في مكتب المحامي ووزير النقل حينها “حمدي باشا زكي ” الذي اختارها للعمل معه في مكتب المحاماة، وفي ذلك الوقت كان يتولى وزارة المواصلات، ولكنها لم يتجاوز ذلك سوى 24 ساعة فقط، ففي إحدى القضايا التى جاءت للمكتب حاولت الصلح بين الخصوم، وهذا الموقف نقله أحد الزملاء للأستاذ حامد فعاتبها بشدة قائلا: “مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة من الأفضل أن تعملى في الإذاعة”.
عملت أبلة فضيلة بالإذاعة في الفترة التي كانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات، وفي عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي بابا شارو، وقالت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال، فأخبرها أنه يتولى هذا العمل وحده ، بعدها تم تعيينها بالإذاعة بعد ذلك وكانت تقرأ النشرة، وتعلمت من حُسنى الحديدي كيف تقف وراء الميكرفون، ومن يوسف الحطاب التمثيل، وفي عام 1959 تحقق حلمها حيث انتقل بابا شارو للعمل في التلفزيون، ومن هنا عملت في برامج الأطفال.
كان برنامجها “غنوة وحدوتة” من أروع وأبرز البرامج الإذاعية التي قُدمت في تاريخ الإذاعة التي استضافت فيه العديد من الشخصيات البارزة، مثل: نجيب محفوظ، وأنيس منصور، والدكتور فاروق الباز، ومحمد عبدالوهاب، وكامل الشناوي، وسيد مكاوي، وعبدالحليم حافظ، والدكتور يحيى الرخاوي، كما زارتها في الاستوديو السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.