أبل وجوجل تطلقان تحديثات أمنية عاجلة بعد كشف حملة اختراق سيبرانية متطورة عالميًا
أبل وجوجل تطلقان تحديثات أمنية عاجلة بعد كشف حملة اختراق سيبرانية متطورة عالميًا
كتبت: وفاء عبدالسلام
أعلنت شركتا أبل وجوجل عن طرح تحديثات أمنية عاجلة لأنظمتهما ومنصاتهما المختلفة، في تحرك سريع لاحتواء حملة اختراق إلكترونية متقدمة يُرجّح أنها استهدفت عددًا غير محدد من المستخدمين حول العالم، وسط مؤشرات متزايدة على تورط جهات مدعومة حكوميًا في تلك الهجمات.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد ملحوظ في وتيرة وتعقيد الهجمات السيبرانية، ما يدفع عمالقة التكنولوجيا إلى تكثيف جهودهم وتسريع إصدار التصحيحات الأمنية، بهدف سد الثغرات قبل اتساع نطاق الاستغلال.
جوجل تعالج ثغرات خطيرة في متصفح كروم
أطلقت جوجل، يوم الأربعاء، تحديثات أمنية جديدة لمتصفح كروم لمعالجة عدة ثغرات، مؤكدة أن إحداها كانت قيد الاستغلال الفعلي من قبل قراصنة قبل اكتشافها رسميًا.
وفي إجراء احترازي معتاد، امتنعت الشركة في البداية عن الإفصاح عن التفاصيل الفنية للثغرة أو الجهات التي تقف وراء استغلالها، وذلك لتقليل فرص إساءة استخدامها على نطاق أوسع قبل قيام المستخدمين بتثبيت التحديثات.
تعاون أمني يكشف خطورة الهجوم
وفي تطور لافت، حدّثت جوجل بيانها الأمني يوم الجمعة، موضحة أن فريق هندسة الأمن في أبل، إلى جانب مجموعة تحليل التهديدات التابعة لجوجل، ساهما بشكل رئيسي في اكتشاف الثغرة.
ويُعرف هذان الفريقان بتتبعهما لأنشطة الاختراق المرتبطة بجهات حكومية وشركات متخصصة في تطوير برمجيات التجسس، ما يعزز فرضية أن الهجوم منظم وذو طابع احترافي، وليس مجرد اختراقات عشوائية.
بالتزامن مع تحركات جوجل، أصدرت أبل حزمة تحديثات أمنية واسعة شملت أجهزة آيفون وآيباد وماك، إضافة إلى فيجن برو وأبل تي في وأبل ووتش ومتصفح سفاري.
ووفقًا لتنبيه الأمان الخاص بأنظمة آيفون وآيباد، أصلحت أبل ثغرتين أكدت علمها بإمكانية استغلالهما ضمن “هجوم متطور للغاية” استهدف مستخدمين بعينهم يعملون على إصدارات أقدم من نظام iOS 26.
ماذا تقصد أبل بعبارة “هجوم متطور للغاية”؟
تستخدم أبل هذا الوصف عادةً للإشارة إلى هجمات دقيقة وموجهة تستهدف فئات محددة من المستخدمين، وغالبًا ما تعتمد على استغلال ثغرات يوم الصفر، وهي نقاط ضعف غير معروفة مسبقًا لمطوري البرمجيات.
وترتبط مثل هذه الهجمات عادةً بعمليات تجسس رقمية معقدة، تستهدف صحفيين ومعارضين سياسيين ونشطاء حقوق إنسان، باستخدام أدوات اختراق عالية التطور.
برمجيات تجسس وجهات مشتبه بها
في سوابق مشابهة، ارتبطت هجمات من هذا النوع بشركات متخصصة في تطوير برمجيات تجسس مثل NSO Group وParagon Solutions، والتي يُشتبه في تزويدها جهات حكومية بأدوات مراقبة رقمية متقدمة.
ورغم عدم توجيه اتهامات مباشرة في هذه الواقعة، فإن طبيعة الثغرات المكتشفة ومستوى التنسيق الأمني بين أبل وجوجل يشيران إلى درجة عالية من التخطيط والتعقيد.
شدّدت الشركتان على أهمية تثبيت التحديثات الأمنية فور توفرها، موضحتين أن هذه الإصدارات لا تهدف إلى إضافة مزايا جديدة بقدر ما تعمل على إغلاق ثغرات خطيرة قد تتيح للمهاجمين الوصول إلى البيانات الشخصية أو التحكم بالأجهزة عن بُعد.
ويظل الالتزام بالتحديثات الدورية أحد أهم الإجراءات الوقائية لحماية المستخدمين من الهجمات السيبرانية المتقدمة والمتغيرة باستمرار.

