أحمد المالكي يترجم مشاعر الكبرياء بـ”أنا هنساك”.. وأصالة تغنيها بتحدي وثبات

كتبت: ريهام طارق

طرحت اليوم المطربة الكبيرة أصالة نصري أحدث أغانيها بعنوان “أنا هنساك”، من كلمات الشاعر المميز أحمد المالكي، وألحان محمد عبد المجيد، وتوزيع هشام البنا، ضمن أغاني ألبومها “ضريبة البعد”، والذي تم طرحه عبر قناة روتانا الرسمية ومنصات الموسيقى الرقمية، و بمجرد طرح اغنيه  “أنا هنساك”، علي اليوتيوب تخطت 55 ألف مشاهدة خلال أربع ساعات فقط من طرحها.

اصاله
اصاله

ابدع الملحن محمد عبد المجيد في لحن “أنا هنساك” وجاء بسيطًا في شكله، عميقا في احساسه لينسج جملة موسيقية متماسكة تترك أثرا هادئا و موجعا في آن واحد، أما التوزيع  فجاء متناغمًا مع اللحن، وخدمه مما جعل صوت أصالة في أجمل حالاته، وهذا ما يحرص عليه دائما الموزع المحترف هشام البنا في كل أعماله.

الموزع الموسيقي هشام البنا
الموزع الموسيقي هشام البنا

اغنيه “أنا هنساك”.. عندما ينتصر كبرياء الانثى.

تنتمي أغنية “أنا هنساك” إلى مدرسة السهل الممتنع، حيث جاءت كلماتها باللهجة العامية البسيطة، لكنها مشبعة بدلالات نفسية وإنسانية تعكس، نضج الشاعر أحمد المالكي، وقدرته الفائقة على تحويل الألم الشخصي إلى خطاب عام، يتفاعل معه كل من ذاق مرارة الخذلان.

اقرأ أيضاً: رامي جمال يكشف سر إنسحابه من جمعية المؤلفين والملحنين «ساسيرو».. تفاصيل جديدة

 

الغفران ليس خيارًا لا في الدنيا ولا في الآخرة:

حملت كلمات الاغنيه، قوة داخلية مشبعة بالتحدي والثأر للكرامة، حيث تجسّد حالة امرأة تعرضت للغدر، وتحاول اليوم طي صفحة مؤلمة من حياتها، تعترف بطلة الأغنية أن كل ما تبقّى لها من الذكريات هو الألم والخيانة، وتُعلن بلا تردد أنها لن تقبل بعودة الحبيب، مهما أتى نادمًا، مؤكدة أن الغفران ليس خيارًا، لا في الدنيا ولا في الآخرة.

كشفت الأغنية ببراعة عن حجم الألم الذي تحمّلته البطلة في سبيل الحفاظ على علاقة آمنت بها، لكنها لم تحصد منها سوى الانكسار، والحسره، والخساره ومع تصاعد الأحداث تنقلب الغصة إلى قوة داخلية واعية، تحررها من الخضوع، و تنتصر لكرامتها، وتبدأ مرحلة جديدة من الوعي تبدأ بمعرفة قيمة ذاتها.

ويأتي ختام الأغنية جملة تختصر الصراع الداخلي بأبسط ما يكون: زعلِي هيخلص دلوقتي.. لكن هيكمل جواك“، جملة تلخص المفارقة النفسية التي عاشتها: فهي ستتجاوز الألم وتمضي، أما هو فسيبقى أسيرًا لـ ندم لا شفاء منه، عندما يعرف قيمة ما فقده ولكن بعد فوات الأوان.

اقرأ أيضاً: أصالة تغني “المال السايب”.. و إسلام رفعت يوقع واحدة من أجرأ ألحانه

الشاعر الغنائي أحمد المالكي
الشاعر الغنائي أحمد المالكي

الشاعر الغنائي.. حجر الأساس في نجاح الأغنية:

الشاعر الغنائي لا يكتب كلمات عابرة فحسب، بل هو من ينقل بأمانة وبراعة تجارب حقيقية ومشاعر إنسانية عميقة، ويمنح الأغنية الحياة، فالكلمة كانت وما زالت حجر الأساس لأي عمل غنائي ناجح، لأنها تمثل الجسر الذي يصل بين الأغنية و عقل المستمع، عندما تنجح في التعبير عن أحوال الناس، وتُحاكي آلامهم وأفراحهم، وتحوّل الاغنيه من مجرد نغمات جميله إلى رسالة تُداوي الجراح أو تُشارك في اللحظات السعيدة.

قلم أحمد المالكي.. يكشف عن نضج وتطور واضح في موهبته الفنية 

أحمد المالكي من الشعراء الذين تطوّروا بسرعة لافتة في الساحة الغنائية، يكتب كلماته بقلم ناضج، مستلهم من الواقع لا من الخيال السطحي، و يجعلها تخترق القلوب بسهولة وتترك أثرا لا يُمحى وهذا ما يُميز تجربة أحمد المالكي.

أثبت أحمد المالكي علي مدار السنوات القليلة الماضية قدرته على ترجمة المشاعر الإنسانية بوعي فني ونضج فكري لافت، حتى أصبحت كلماته مرآة صادقة لما يعيشه الناس من تجارب يومية، ونجح بجدارة في كسر النمطية والذهاب بالكلمة إلى مساحة أكثر عمقًا وحرية، و في أغنيته “أنا هنساك”، جسد مشاعر الغضب والانكسار و الخذلان ببراعه بلسان أنثى مازال جرحها ينزف، و استطاع بتحويل قصتها إلى رسالة يستوعبها كل من مرّ بتجربة حب فاشلة.

أكثر ما يميّز أعمال أحمد المالكي هو قدرته على صياغة الكلمات برشاقة ونعومة، مع احتفاظها بقوة المعنى وصلابة الموقف، ما يجعله يتفوّق في التعبير عن الأوجاع التي يعجز كثيرون عن المصارحة بها، وهذا ظهر بوضوح شديد في مجمل أعماله الأخيرة، حيث يتنقل المالكي بين كل ألوان الشعر ولم يحصر نفسه في قالب محدد، وقدم اللون الرومانس والدراما واللون اللايت بحرفية عاليه ما يؤهله وبجدارة لأن يكون من أهم الأسماء في مشهد الشعر الغنائي العربي المعاصر.

https://youtu.be/MA1qUaupvYA?si=HJ-xiuHlF_FQccfu

 كلمات اغنيه “انا هنساك”:

أنا هنساك.. وأما افتكرك مش هافتكرك غير بأذاك

أنا هنساك.. وأما هاترجع تاني هقولك مش عايزاك

خليك عارف من دلوقتي.. دنيا وآخرة ولا مسامحاك

 

مش هافتكرك غير بإهانتي.. لما أذتني وخونت أمانتي

ياللي اديتك احلى ما فيّا.. وعلى إيديك أنا شوفت خيانتي

 

بكرة هاترجع وهاتتندم.. وهاتتأخر وأنا هاتقدّم

بس فيومها كلامك ليا.. ولا هايأخر ولا هايقدّم

 

شوفت كتير.. واستحملت عشانك عادي وقلت فداك

كنت كبير.. بس صغرت في عيني وفعلاً مش شايفاك

وانا زعلي هايخلص دلوقتي.. لكن هايكمل جواك.

 

الصحافية ريهام طارق
الصحافية ريهام طارق

 ريهام طارق صحافية متخصصة في الشؤون الفنية والثقافية، تمتلك خبرة واسعة في إجراء الحوارات الصحفية مع كبار نجوم الفن في الوطن العربي، تعمل رئيس قسم الفن في جريده اسرار المشاهير، بدأت حياتها المهنية في عدد من الصحف والمجلات الرائدة، من بينها جريدة “إبداع” بالمملكة العربية السعودية، وجريدة “الثائر” في لبنان، وجريدة “النهار” في المغرب، ومجلة “النهار” في العراق، كما شاركت بكتابات تحليلية في مجال السياسة الدولية، ما يعكس تنوع اهتمامها المهني وقدرتها على الجمع بين الرؤية الثقافية والتحليل السياسي في آن واحد، كما عملت عضو اللجنه الاعلاميه في المهرجان القومي للمسرح المصري.

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.