أدمون تويما أشهر من قدم أدوار الخواجة الأوربى فى السينما المصرية
كتبت/ غادة العليمى
إمتلأت ساحات الفن المصرى وجوه من كل حدب وصوب وكما يليق بهوليود الشرق كانت السينما المصرية هدف ووجهه لكل من يتطلع إلى الشهرة والأضواء من كل قطر عربى وغير عربى ومن هذه الوجوه كان الفنان أدمون تويما أشهر من قدم دور الخواجة على شاشة السينما المصرية بأدائه الراقي وملامحه الأجنبيه ولكنته المميزة خصوصا وهو ينطق جملته الشهيرة “وي مون بيه” وقد استغل المخرجون ملامحه الأوروبية ولكنته الغربية وحصروه في أدوار الخواجة الأجنبى في معظم الأفلام السينمائية التي شارك فيها وخصوصا أدوار الجواهرجي والحلاق ومدرس اللغة الفرنسية أو صاحب اللوكاندة والجارسون أو البارمان ورغم صغر مساحة أدواره وطبيعتها التي فرضت عليه أداء متكرر ومتشابه إلا أنه استطاع أن يدخل قلوب المشاهدين وأن يترك بصمة واضحة في جميع الأعمال التي شارك فيها فمن هو هذا الفنان وماهى قصته.
من هو أدمون تويما
هو فنان مصرى من أصل لبناني واسمه بالكامل يوسف أدمون سليم تويما وُلد في 10 ديسمبر 1897 وتعلم بالمدارس الفرنسية وأجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة وكأنه ولد ونشأ بفرنسا وعمل مدرسة للغة الفرنسية بإحدى المدارس قبل عمله بالفن كما كان يقوم بتعليم بعض الفنانين والفنانات اللغة الفرنسية بعد أن عمل بالفن وعمل بالمسرح مع جورج أبيض وزكي طليمات ويوسف وهبي الذين استعانوا به في ترجمة وتمصير المسرحيات الفرنسية ثم عمل بالسينما في عدد كبير من الأعمال منها “ياقوت” و”سلامة في خير” و”حكاية حب” و”الوردة البيضاء” و”الأيدي الناعمة” و”دعاء الكروان” و”نادية” و”العتبة الخضراء” و”رحلة إلى القمر” و”بلبل أفندي” و”عدو المرأة” و”إسماعيل ياسين بوليس سري” ذاع صيته وعرفه كل الجمهور العربى واحبه وإستعان به معظم المخرجين فى دور الرجل الأوربى ليصير أشهر خواجة فى الأفلام المصرية.
فلاح لمرة واحدة
رغم شهرة تويما في تجسيد شخصية الخواجة الأوروبي كثيرا إلا أنه قام بأداء دور فلاح مصري لمرة واحدة في حياته وذلك في فيلم “أرض النيل” إنتاج سنة 1946 وإخراج عبد الفتاح حسن وبطولة أنور وجدي وجورج أبيض وزكي طليمات وعقيلة راتب وهو فيلم نادر لا تتوفر منه نسخ للعرض على القنوات الفضائية وكأن القدر أراد ألا يُشاهد الفنان تويما إلا فى دور الخواجة فقط.
والفنان أدمون تويما لم يكن ممثلا فقط بل كان فنان متعدد المواهب فهو مؤلف قصة فيلم “نشيد الأمل” الذي أخرجه أحمد بدرخان وكتب له السيناريو والحوار أحمد رامي وقام ببطولته أم كلثوم وزكي طليمات والأعجب أن وثائق السينما المصرية تثبت أنه قد قام بإخراج فيلم اسمه “كله إلا كده” إنتاج 1936 وقام ببطولته كل من ببا إبراهيم وشرفنطح وقام بعمل مونتاج هذا الفيلم أنيس عبيد صاحب أكبر شركة لكتابة ترجمة الأفلام فيما بعد.
توفى أدمون تويما فى يوم 5 أغسطس سنة 1975 عن عمر يناهز 78 عاما تاركا خلفه تاريخ فنى بالغ الطرافة وأفلام هى علامات بارزة فى السينما وإعتقاد لا شك فيه أنه خواجة إبن خواجة وليس رجل مصرى من أصل لبنانى رحمة الله عليه.