أسباب إنتشار ظاهرة جحود الأبناء لابائهم ؟!! بقلم…. إيمان سامى عباس
أسباب إنتشار ظاهرة جحود الأبناء لابائهم ؟!!
بقلم…. إيمان سامى عباس
لن ينجح في الدنيا إنسان أساء إلى والديه وماتا وهما غير راضيين عنه…ولم يغتنم الفرصه ويظفر برضاء الأب والام.
عقوق الوالدين هو الطريق إلي الفشل وللأسف الشديد هناك من يسئ معامله والديه..وتتعدد أشكال الاساءه فدور المسنين تتحدث بألم وحسره عن بعض هذه الممارسات ضد الوالدين بعد أن حصد مراره حجود الأبناء وتنكرهم لهم.
التساؤلات المهمه التي اطرحها:
ما اسباب جحود الأبناء وتنكرهم للوالدين ؟
هل هو تقصير وفشل في التربيه..وافراط في الدلع والأنانية والطمع والجشع وعدم ترسيخ ثقافة الرضا والقناعه ؟
لايجب أن نقف أو نتجمد أمام بعض المتغيرات السلبيه بل نقوم بالتحليل ومعرفة الأسباب ووضع الرؤيه المناسبه للتعامل والعلاج ربما تكون الأسباب أموراً بسيطه يمكن تجاوزها بسهوله.
اعتقد أن أساليب التربيه تحتاج إلي وقفه…فالحب والتربيه الصحيحة لايأتيان بالتدليل المبالغ فيه أو كثره الأموال مع الأبناء وكثره الترف والرفاهية.. مطلوب أن نتعامل بحسابات دقيقه ونرسخ فيهم القدره علي تحمل المسئولية ،وادراك اهميه الاشياء ومدي معاناه الوالدين لتوفيرها واهميه المبادئ والأخلاق الرفيعه والإحسان إليهما وعدم نكران فضلهما وضروره الرفق بهما ومعاملتهما كما يجب أن تكون المعامله …. نموذج.. الأب والام في الماضي كان معاملتهما شديدة وربما قاسيه في بعض الأحيان نظرا للظروف وقتها وهذا لايعني بغضا أو كراهيه مع الأبناء بل محبه وإدراك الأساليب الصحيحه في التربيه ورغم ذالك كان الأب والام قدسيه واحترام وهيبه ويمثلان خطوطاً حمراء لكل الأبناء..ويستمع كلاهما والطاعه لاوامرهما..
لكن الآن ومع الإفراط في التدليل وإهمال التربيه نجد سلوكيات غريبه مع الأبناء من الإساءات اللفظيه وعدم الطاعه والإساءة وشرب السجائر أمامهم وغيرها بمنتهي الوقاحه … في الماضي كان لايمكن بل مستحيل أن يفكر الشاب في إشعال سجاره أمام الأب أو يرفع صوته أو يهين أخاه الأكبر وكان الأب له هيبه والام مصدر الرضا والحنان والفرحه.
ما هذا الذي يحدث الآن!!؟
كان الكبير دائما مصدر الاحترام والاصلاح بين الناس والسعي في الخير …المشاكل والقضايا التي تملأ ساحات المحاكم والنيابات كانت تحل في دقائق.. نحن بحاجه لعوده الماضي و الزمن الجميل وحتي يعرف الناس منزلة الوالدين فى القرآن الكريم،
قال تعالي : «وقَضَى رَبُّكَ ألاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا❊ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيِمًا❊ واَخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مَنَ الرَّحْمَةِ❊ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيِرًا» (صدق اللَّه العظيم).
وقال تعالي فى سورة النساء: «واعْبُدُوا اللَّه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا».. .
الآيات والأحاديث كثيرة عن منزلة الوالدين و عقاب الإساءة إليهما.. وأيضاً فضل الإحسان إليهما من نجاح وبركة وسعادة فى الدنيا والآخرة.. فلا يوجد على ظهر الأرض سعيد أو ناجح أساء إلى والديه.. وأن العظماء هم من تفانوا فى خدمة والديهم فى الدنيا وبعد مماتهم.
فى اعتقادى أن الثقافة والإعلام الجديد وما فيه من فوضى وغياب للقيم والأخلاق وتقصير الجميع فى الأسرة، والبيت والمدرسة والمسجد، هو سبب بعض حالات العقوق والجحود والنكران.. وأيضاً انتشار المخدرات والطمع والجشع والأنانية وغياب القيم والدين والتربية الصحيحه..