أسباب تزايد ظاهرة العنف الأسرى وتحول الحب لكراهية وقتل بين الأزواج ؟
أسباب تزايد ظاهرة العنف الأسرى وتحول الحب لكراهية وقتل بين الأزواج ؟
بقلم : زَيْنَب النَّجَّار
شَهِدْنَا فِي الآونة الْأَخِيرَة زِيَادَة مَلْحُوظَة جداً فِي تَتَنَاوَل جَرَائِم العُنْف الأسري وَالْقَتْل ، وَشَاعَت بِدَرَجَة كَبِيرَةٌ عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ إِلْفِيس بوك ، إلَى دَرَجَةِ أَنَّ الْبَعْضَ اعْتِقَادُ أَنَّ ثَمَّةَ ارْتِفَاع كبيراً فِي هَذِهِ الظَّاهِرَة ، وَأَنَّهَا ظَاهِرُه جَدِيدَة ومازالت فِي اسْتِمْرَارِ وَهِيَ غَرِيبَةٌ عَلِيّ مجتمعاتنا وأخلاقنا ومبادئنا . . .
فَهَلْ مَا السَّبَبُ الظُّرُوف الاقْتِصَادِيَّة
أَمَّا الِانْحِدَار الأخْلاقِي ؟
![أسباب تزايد ظاهرة العنف الأسرى](https://www.elmshaher.com/wp-content/uploads/2021/07/8888888888888-3.jpg)
وَلِمَاذَا انْتَشَرَت الْجَرَائِم غَيْر الْمَسْبُوقَة فِى مِصْر ؟
نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ العُنْف الأسري سَبَبٌ فِي تَفَكَّك الْأَسِرَّة ونشوب الْخِلَافَات دائماً بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَقَد يُؤَدّي إلَيّ بَعْضُ الْحَالَاتِ إلَيّ الِانْفِصَال ، لِعَدَم تَحْمِل الزَّوْجَةِ أَوْ الزَّوْجُ مُمَارَسَة الْحَيَاة الطَّبِيعِيَّة بِسَبَب العُنْف الَّذِي يُهَدِّد كِيان الْأَسِرَّة وَالْأَوْلَاد . .
لَكِن الْآن أَصْبَحْنَا نَجِد ظَاهِرُه غَرِيبَةٌ وجديدة بَيْن الْأَزْوَاجِ وَهِيَ الْقَتْلُ . . . .
قَتْلِ النَّفْسِ الَّذِي حَرَّمَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وتعالي . . .
وَقَد غَرَّد الْبَعْض عَلِيّ صَفَحَات السويشال ميديا لِتَفْرِيغ غَضَّبَهُم وَإِعْلَان مساندتهم لِلزَّوْجِ أَوْ الزَّوْجَةُ الَّتِي قَامُوا بِعَمَلِيَّة الْقَتْلِ بِأَنَّ مَا أَدَّى بِهِم لِإِنْهَاء حَيَاتِهِم هِي الظُّرُوف الاقْتِصَادِيَّة والاجْتِماعِيَّة
كَمَا آكَد الْبَعْضِ إنْ الدَّافِعَ الاجْتِمَاعِيّ وَالْعَادَات والتقاليد الَّتِي اعْتَادَهَا الْمُجْتَمَع الَّتِي تَتَطَلَّب الرُّجُولَة مِنْ خِلَالِ العُنْف وَالْقُوَّة وَتَدْخُل الْأُمّ وَالْأَخَوَات وَالْأَهْل بَيْنَهُم هُوَ سَبَبُ دَافِعٌ لِلْقَتْل ونشب الْخِلَافَات بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ . .
وَأَضَاف الْبَعْضِ إنْ الظُّرُوفَ الاقْتِصَادِيَّة الَّتِي تَمُرُّ بِهَا الْبِلَاد وخصوصاً بَعْد أَزْمَةٌ كورونا ، سَبَبٌ رَئِيسِيٌ لتفكك وَزِيَادَةٌ الْمَشَاكِل . . .
فَالْبَعْض لَا يَسْتَطِيعُ سَدّ احْتِيَاجَات ومتطلبات الْأَسِرَّة
وَمِنْ هُنَا تَبْدَأ الْمُشْكِلَة وَتَنْفِيذ خَطِّه الْقَتْل بِكُلّ سُهُولَة . . .
بِاعْتِقَادِهِم أَنَّ هَذَا هُوَ الْخَلَاصِ مِنْ حَيَاتِهِم وَهَذَا مَا يُشْعِرُهُم بِالثِّقَة وَالْأَمَان . . .
وَقَد غَرَّد بَعْض أصْدِقَاء الزَّوْجَةِ أَنْ الْقَتْلَ دِفَاع عَنْ النَّفْسِ مِنْ الْمَشَاكِل الأسرية الْمُسْتَمِرَّة بَيْنَهُم مُنْذُ سَنَواتٍ وَمَدَح الْآخَرُونَ فِي أَخْلَاقِ الْأَزْوَاج وَأَنَّهُمْ كَانُوا عَلِيٍّ قَدْرِ عَالِي بِالثِّقَة وَالْحَبّ وَالْإِيمَانُ بِاَللَّهِ ، وَأَصَرّ الْجَمِيعِ إنْ التداخلات الاجْتِمَاعِيَّة والإقتصادية هِيَ السَّبَبُ الرَّئِيسِيّ . . . .
لَكِنْ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ظَاهِرَهُ العُنْف الأسري تَعْكِس الِانْحِطَاط الأخْلاقِي وَالْفَقْر فِي الِاحْتِرَامِ وَالْبُعْدِ عَنْ المباديء وَالْقَيِّم والسلوكيات الْحَمِيدَةِ الَّتِي حَثٌّ عَلَيْهَا دِينِنَا الْإِسْلَامِيّ الْحَنِيف . .
وَإِن الشَّرِيعَة الْإِسْلَامِيَّة حثت الْمُسْلِم عَلِيّ التَّحَلِّي بِالْأَخْلَاق وَالرَّحْمَة وَالتَّسَامُح . .
” اقْتِدَاء برسولنا الْكَرِيم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي قال” لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَلَمْ يَعْرِفْ حَقَّ كبيرنا” . . . .
كَمَا نُهِيَ رَسُولِنَا الْكَرِيم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ وُجُوه الزَّوْجَات . .
” فَعَن حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ “قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ قَالَ ” أَنْ تُطْعِمَهَا إذَا طَعِمْت وَتَكْسُوَهَا إذَا اكسيت ، ولاتضرب الْوَجْهِ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إلَّا فِي الْبَيْتِ . .
صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . .
فَإِن رَسُولِنَا الْكَرِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذَا ذَوْق رُفَيْع فِي تَعَامُلِهِ مَع زَوْجَاتِه لَمْ يَضْرِبْ زَوْجَة قَطّ وَكَان يراعيهن وَيُحَافِظ عَلِيّ حُبُّهُم ومشاعرهن دائماً . .
فَإِنَّ النَّاسَ هُمْ مِنْ بَعُدُوا عَنْ الأَخْلاقِ وَالْمَبَادِئ وَالْقَيِّم الدِّينِيَّة وَجَعَلُوا بُيُوتِهِم شَقَاء وعذاباً . . .
وَلَم يطبقوا شَرَعَ اللَّهُ فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يقول” وَعَاشِرُوهُنّ بالمعروف”
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وتعالي “والذين يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذرياتنا قُرَّةِ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا للمتقيين إماماَ” صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمِ .
فَإِن العُنْف قَدْ يَحْدُثُ مِنْ الْآبَاءِ أَو الْأُمَّهَاتِ أَوْ الْأَبْنَاء بِسَبَب خَلَلٌ فِي التَّرْبِيَةِ ، أَهَمِّهَا التَّرْبِيَة الدِّينِيَّة فَضَعُف الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْجَهْل بِه وبأحكام دِينِه يُورِث الْإِهْمَالِ مِنْ الْآبَاءِ بِالْقِيَام بواجبهم فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّنْشِئَةِ ، فَيَنْشَأ جِيل عَلِيّ الْجَهْل فيتسلطون عَلِيّ الزَّوْجَات لِفَرْض الرَّأْي والشخصية والرجولة . . . .
فَنَحْنُ مَنْ نَعيش فِي زَمَنِ غَرِيبٌ جَدِيدٌ لَمْ يَأْلَفْهُ آبَاؤُنَا وَمَن سَبَقُونَا
فَقَدْ أَصْبَحَ آبَاءٌ وَأُمَّهَاتٌ هَذَا الجِيل يهتمون بِطَعَام وملابس وَمَدَارِس إِنْتَرناشْيُونال وَيَنْسَوْن غَرَس الْقَيِّم وَالْأَخْلَاق وَالِاحْتِرَام .
وَمِنْهُم موظفون لَا يَخْلُصُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ بِدَعْوَى قِلَّة الرَّوَاتِب وَنَسُوا إنَّ اللَّهَ يُبَارِكُ فِي الرِّزْقِ الْحَلَالُ وَيَمْحَق الْحَرَام .
وَأَطْفَالٌ وَشَبَاب وشابات يَقْضُون السَّاعَات عَلِيّ سناب شَات وماسنجر وفيس وتويتر ، وَيَقْضُون يَؤُمُّهُم لَهْوًا وخروجات ويتعبون فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ .
يَسْمَعُون الْأَغَانِي بِصَدْر رَحَّب وَإِذَا سَمِعُوا كَلَامُ اللَّهِ ضَاقَتْ صُدُورِهِم .
كَمَا أَنَّنَا نَشْتَرِي مَا لَذّ وَطَاب وَقَلَّ وَكَثُرَ وندفع بالاف الْجُنَيْهَات وَعِنْدَمَا نَجِد صُنْدُوقًا لِلصَّدَقَة نبحث عَن الْعُمْلَة الْمَعْدِنِيَّة لنلقيها . .
نَقُوم بِأَعْدَاد الْمُنَبَّه خَوْفًا مِنْ التَّأَخُّرِ عَلَى الْعَمَلِ وَالدُّرُوس الْخُصُوصِيَّة وَالنّادِي وَنَنْسَى مُقَابَلَة اللَّهُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ .
نُسِب بَعْضُنَا وَنَتَكَلَّم فِي أَعْرَاضِ خَلَقَ اللَّهُ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ونسينا (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلِ إلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عتيد) .
أَزْوَاج يُعْجِبُهُم أَنْ يَلْبَسَ زوجاتهم وَبَنَاتِهِم مَا يَظْهَرُ مفاتنهن بِدَعْوَى أَنَّهُم متحررون ومتحضرون . . .
كَثْرَة المولات وَاللَّهْو فِيهَا وَهُوَ مَا أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِخْبَارِهِ عَنْ قِيَامٍ السَّاعَةِ : “فشو الْقَلَم وَانْتِشَار الْكِتَابَة والطباعة ، وَكَذَلِك تَقَارَب الأسواق”
وَالْغَرِيب أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يُصِرَّ عَلَى رَبْطِ الظَّوَاهِر الطَّبِيعِيَّة بِالْجَانِب الْعِلْمِيّ الجيولوجي الفَلَكِيّ فَقَطْ وَلَا يربطون ذَلِك بِأَيِّ شَيْءٍ مِنْ قَدْرِهِ اللَّهُ وَقُوَّتِهِ مُكَذَّبَيْن بِآيَاتِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) فَيَقُولُون : لَا تَخْوِيفٌ وَلَا شَيْءَ هَذِهِ ظَاهِرُه طَبِيعِيَّةٌ جيولوجية وَهِيَ قَضِيَّةٌ عِلْمِيَّة .
فَإِنَّ مَا نَرَاهُ الْيَوْمَ مِنْ حَالَاتٍ الْقَتْل والفَوْضَى وتغيرات فِي الأجْوَاءِ لَا شَكَّ أَنَّهُ مُؤَذِّنٌ بالتغيرات القَادِمَة . .
فَعَلَيْنَا الِانْشِغَال بِالتَّرْبِيَة الصَّحِيحَة وَزَرَع الْقَيِّم وَالْمَبَادِئ وَالْأَخْلَاق الْحَمِيدَة وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لتنشئة جِيل جَدِيد
يَتَمَتَّع بِالسَّعَادَة ويستطيع التَّعْبِيرِ عَنْ الْحُبِّ وَالْعَاطِفَة وَالرَّحْمَة ويتحكم فِي التَّوَتُّر والضغوط وَالاحْتِفاظ بِعِلَاقَتِه الطَّيِّبَة مَعَ شَرِيكِهِ حَيَاتِه . .
ويستطيع الزَّوْجِ أَوْ الزَّوْجَةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوا كَيْف يُحسِّنوا أداءهم
فِي ظِلِّ الظُّرُوف الاجْتِمَاعِيَّة والاقتصادية . . .
فَإِن الْأَبْنَاء أَمَانَةً عِنْدَ والِديهم ، وقلبهم عِبَارَةٌ عَنْ جَوْهَرَةٌ ساذَجة قَابِلَة لِكُلّ نقْش ، فَإِن عوِّد الْخَيْر نَشَأ عَلَيْه ، وَإِن عوِّد الشَّرّ نَشَأ عَلَيْه . . .
“كما قَال رَسُولِنَا الْكَرِيم صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه”
((كل مَوْلُود يولَد عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاه يهوِّدانه أَو يُنصِّرانه أَو يُمجِّسانه)) صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . .