أسرار تاريخية عن فن السومينا جاشى وسحر الألوان ودلالة معنى الجمال

أسرار تاريخية عن فن السومينا جاشى وسحر الألوان ودلالة معنى الجمال

ً يعتبر فن الترخيم (Marbling) أو ما يعرف بفن الأبرو عند الاتراك أو ما يعرف بفن سومينا جاشى “SUMINA GASHI” في الشرق الأقصى كما في اليابان والصين بأنه ” فن التعريق الرخامي وفيه يتم تلوين الورق وتعريقه بشكل لونى متميز يشبه في تأثيراته الناتجة اشكال الاسطح الرخامية من خلال مزج الالوان بطريقة تحدث تداخلات لونية متمازجة.

أسرار تاريخية عن فن السومينا

وقد انطلق هذا الفن من آسيا الوسطى “تركستان” وانتشر بعد ذلك في العالم.. ويقال ان سر هذه التقنية كان قد انتقل من اسيا الصغرى (تركستان) الى الحرفيين الاتراك والصينيين والفرس. وهذا ما ذكرته الأستاذة الدكتورة/ سميرة عبد الفتاح الشريف وآخرون في كتاب الصباغة والطباعة.

أقدم شكل للترخيم

 وقد عرف ” أقدم شكل للترخيم في اليابان منذ عام 800 ق.م، وكان يطلق عليه اسم سومينا جاشى (SUMINA GASHI) ويعنى الحبر العائم، وقد كان فن الطباعة ينتقل من جيل الى آخر عن طريق تقليد معين حيث يتم تعلم طفل واحد في العائلة تلك الطريقة وحفظ اساتذة الترخيم اسرارهم، وذلك عن طريق عدم تعليم العملية كلها لفرد واحد، بل كان يتم إختيار الصبيان في أماكن العمل ويعلم صبيا واحداً كيف يعد الالوان، وآخر يتعلم كيف يلمع الورق عن طريق صقله بحجر من الأحجار الكريمة كالعقيق، بينما يتعلم أخر كيف يخلق النماذج أو الاشكال”. وهذا ما ذكرته الدكتورة/دعاء منصور أبو المعاطي، من خلال بحث الماجستير الخاص بها.

معنى  الأبرو

 وليس من المعروف من قام بأول عملية رشّ الألوان على الماء وتمكّن من الحصول على أشكال متنوعة زاهية ثم أخرجها على الورق، أي ليس لدينا المعلومات الكافية عن المسيرة التاريخية لفن سومينا جاشى “SUMINA GASHI” أو ما يعرف بفن الأبرو، ولكن المعروف هو أن هذا الفن المسمى بالأبرو، يتحلى بطابع عثماني أو بطابع تركي. وتعني كلمة “الأبرو” عند الأتراك، حاجب العين، والورق الملون والمجزّع، أو القماش الملون بألوان مختلفة بشكل مموج يشبه حاجب العين، أو ألوان حجر الرخام. كما تأتي في التركية بمعنى الورق أو القماش الملون الذي يستخدم في تغليف الكتب والدفاتر..

رسوم الأبرو

كما ان رسوم الأبرو في القرن السادس عشر قد أخذت ” مكانة مرموقة بين الأمتعة الثمينة في الغرب، بعد قيام السياح الأجانب برحلات إلى الأراضي العثمانية التي بلغت آنذاك أوج ازدهارها في الفن والثقافة والعلم والتكنولوجيا.. وسرعان ما تحول هذا الفن عند الأوروبيين في القرن الثامن عشر إلى مُوضة لا يستغنى عنها، وطبعت رسومات الأبرو على معظم مجلدات الكتب الأوروبية وهذا ما ذكرته “مجلة حراء 2009 ”      ابداعات الحرفيين                 وتتميز ابداعات الحرفيين في استخدام طريقة تمشيط السوائل الملونة على سطح الماء او مسحها بأشكال مختلفة بحيث يتم ظهور تشكيلات فريدة ومختلفة على السطح، ومن ثم وضع الورقة فوق سطح السائل المزخرف بحرص وسحبها مع تشكيلاتها الزخرفية وتعليقها لتجفيفها تحت الشمس. وكان الورق الرخامي الناتج يستعمل كثيرا لتزيين الكتب واغلفتها، وأطراف بعض النصوص او الصور المصغرة الفارسية. وكان يتم التحكم  في حركة السوائل الزخرفية من خلال طرق عديدة، كرميها بطريقة عشوائية لتشكل دوائر عديدة، ومن ثم يتم سحبها بواسطة إبرة معدة لهذا الغرض وباتجاهات مختلفة، بهدف تشكيل تصميمات نباتية، أو رسم الزهور بألوان مختلفة.

الخطاطين

كما ان خطاطي القرون الماضية كانوا قد خطوا كتاباتهم فوق الورق الرخامي مستخدمين الواناً زاهية مختلفة بهدف إضفاء سمة جمالية عليها، وقد حظي فن الأبرو بأهمية قصوى بين الفنون الاسلامية، واروع ما كان ينجز من اعمال هي تلك التي تتضمن تشكيل لتخيلات كاملة تظهر على الورق، حيث وصل الحرفي الى قمة إبداعه في هذا المجال من إظهار للمهارات والتقنيات والإبداعات التي تظهر جمال الالوان النباتية الطبيعية” وهذا ما ذكرته الأستاذة الدكتورة/ سميرة عبد الفتاح الشريف وآخرون في كتاب الصباغة والطباعة.

الترخيم على النسيج

وعلى الرغم من معرفة الكثير عن تاريخ وتقنيات الترخيم على الورق، فهناك العديد من الكتب حول هذا الموضوع الآن، إلا أن الترخيم على النسيج هي فن جديد نسبيا ولا يمارس على نطاق واسع. وأول من أهتم بهذا الموضوع في القرن التاسع عشر هو الفنان المرخم (C. W. Woolnough) والذي كتب لفترة وجيزة عن الطباعة على الاقمشة ولأسباب مختلفة لم تسفر عن شيء. لكن اليابانيون خلال هذا القرن اعتادوا صباغة ملابس الكيمونو بصبغة النيلة الزرقاء. لكن قام كل من (بيت كار جورجي داونز Pete Carr and Georgie Downes) بترخيم اطوال من الاقمشة في أواخر الستينات والتي كانت تستخدم في صناعة قمصان تتماشى مع الموضة، وفى الهند وجد بعض الترخيم البسيط الذي كان ولا يزال شائعاً، أما في تركيا فوجد الحرير المجزع (المرخم) ومنه تم تصنيع ربطات العنق والشيلان (أغطية الرأس) في بلدة تسمى بورصة (Bursa).

 

وبهذا العرض البسيط عن تاريخ فن الترخيم او ما يعرف بفن الابر “Ebru” عند الاتراك وفن السومينا جاشى “SUMINA GASHI” بمنطقة شرق اسيا (اليابان – الصين) يتضح لنا ان الترخيم هو “الفن الذي يختص بإنتاج زخارف وتأثيرات معينة حيث تهيأ الالوان المحضرة لهذا الغرض بحيث تطفو على سطح السائل في الحوض الطباعي، وتتحول الى اشكال وتأثيرات تنتقل بدورها على السطح (المراد طباعته سواء ورق او اقمشة) حيث يتم وضعه برفق بحيث يلامس سطح الالوان”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.