أسرار تقمص الصحفي الراحل “إبراهيم سعدة “شخصية أنور وجدي وكيف آثار بها جدل واسع فى التسعينات ؟!!

هكذا قامت "ليلى مراد" بالرد عليه فى صحف المعارضة , وقائمة الكتاب الذين نشروا مقالاتهم بأسماء مستعارة

images(69)

هناك فكرة اتخذها بعض الصحافيين المصريين في كتابة مقالاتهم التي يخشون من كتابتها بأسمائهم ،بأن يكتبون بأسماء مستعارة ووهمية لأسباب لسنا في صدد الخوض فيها الآن . , ومن أهم هؤلاء الكتَاب الذين قاموا بكتابة مقالاتهم بأسماء مستعارة لفترة ليست قصيرة الكاتب الكبير “إبراهيم سعدة” الذى ودع عالمنا أمس بعد حياة حافلة ببلاط صاحبة الجلالة . وقت أن كان يرأس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة “أخبار اليوم” العريقة .
فقد فاجئنا ذات يوم بكتابة عموداً بطول الصفحة الأخيرة لم يقتصر فيه على توجيه انتقادات سياسية لخصوم النظام فحسب بينما امتد الآمر لتوجيه انتقادات لبعض الرياضيين والفنانين لأغراض بعينها وقتها .

images(2)

أنور وجدي

وراح يوقع هذه المقالات باسم “أنور وجدي” ، واثار ردود افعال واسعة لدرجة أن غالبية قراء الصحيفة وعددهم يقدر بالملايين كانوا يتسائلون عن من يكون انور وجدى ؟!! فقد كان القراء ينظرون العدد الأسبوعي للصحيفة يوم السبت من كل أسبوع بفارغ الصبر ليروا من سينتقد اليوم , وآثار جدلاً واسعاً حينها ونجحت الفكرة نجاحاً ساحقاً .

ليلى مراد

ووصل الأمر للتفكير لصحف المعارضة التي كان ينتقدها للبحث عن طريقة للرد عليه , وقامت إحداها بإطلاق عمودا لديها موقع عليه باسم” ليلى مراد” للرد على ما جاء في عمود “أنور وجدي” ومن المعروف أن ليلى كانت زوجة أنور وجدي فى حقبة الأربعينات وتزوجا بعد قصة حب عنيفة من جانبه هو حيث ظلت أسرتها رافضة له وقت طويل فكافح حتى وصل للقمة لتقتنع بالزواج منه وبعد بضعة سنوات دبت الخلافات بينهما وانتهى الآمر بالطلاق فخاض هو تجربة الزواج من الحسناء ليلى فوزى وتزوجت هى من المخرج فطين عبدالوهاب وشهدت الساحة مشاكل كبيرة بينهما أى وجدى ومراد لم تنتهى إلا بوفاته هو ورحيله عن عالمنا بعد إصابته بالسرطان اللعين ومن هنا كان اختيار الصحيفة المعارضة لاسم ليلى مراد يحمل مدلولا كبيرا .

images

بنت الشاطئ

واختلف الأمر بالنسبة للكتاب والكاتبات الأخريات ممن كانوا يكتبون بأسماء مستعارة , فلم يكن الآمر يتعلق بأمور سياسية بقدر ما كان يتعلق بأمور خاصة كما هو الحال مع المفكرة الإسلامية عائشة عبد الرحمن التي كانت تكتب باسم “بنت الشاطئ” وظل هذا الاسم ملازما لها حتى وفاتها، لكنها كانت تكتب بهذا الاسم في البداية لأن أسرتها كانت ترفض عملها ، وكان أيضاً بعض الكتاب الساخرين في القرن الماضي يستخدمون هذه الحيلة لجذب القارئ، لكي لا يعرفون بأسمائهم الحقيقية مثل الكاتب الساخر عبد الله أحمد عبد الله الذي كان يوقع باسم ميكي ماوس، والصحفي الساخر فؤاد معوض الذي يوقع باسم فرفور.
ومن ثم لم يكن “إبراهيم سعده ” أول من أستخدم هذه الطريقة المستعارة ، فقد أستخدمها قبله الكثيرين ومن بينهم الكاتب” مصطفى أمين” أحد أشهر الصحافيين المصريين في القرن الماضي الذي كان يكتب مقالاً في جريدة الأخبار باسم “ممصوص”، وكان ينتقد فيه النظام، ويكتب ما لا يرغب فى كتابته باسمه، وكان يتلقى رسائل كثيرة من القراء الذين كانوا يجهلون صفته الحقيقية وكان يرد عليهم في عموده. وهناك أيضاً المحاور الصحفي الكبير “مفيد فوزي” الذي يكتب منذ سنوات طويلة عموداً أسبوعياً في مجلة صباح الخير باسم نادية عابد، يتحدث فيه عن العلاقة بين الرجل والمرأة، واستمر في كتابته حتى بعد أن تولى رئاسة تحرير المجلة، وبعد أن تركها أيضاً، وحتى الآن، رغم أنه ينفي بشدة أنه كاتب هذا المقال، ويرفض الإجابة عن أي أسئلة تتعلق به إلا أن هناك مصادر كثيرة تأكد ذلك، ومن أشهر من كتب بهذه الطريقة أيضاً كان الكاتب الكبير “أنيس منصور”، الذي أعترف بهذا الأمر، قائلاً أنه في شبابه كان يضطر لهذا حين يكتب عن الأزياء والأكل والماكياج، وكان يكتب باسم “شهيرة محمود”.

على الرغم من أن هذه الطريقة من أن الكتابة بأسماء مستعارة كانت بسبب مشكلة الحريات، فكان بعض الصحافيين ينتقدون سياسيين ومسؤولين ويريدون أن ينئوا بأنفسهم بعيدا عن المشاكل الأمنية، إلا أن أتخذها رؤساء التحرير أحياناً لجذب القارئ، خاصة وأن القارئ لدينا يحب النميمة، والالغاز، والتخمين، غير أنها استخدمت في بعض المجالات لتصفية الحسابات.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.