أصبح الموت يجتاح العالم

أصبح الموت يجتاح العالم

بقلم: مريم ميخائيل

أصبح الموت يجتاح العالم
مريم ميخائيل

أصبح الموت يجتاح العالم، فيا لها من كارثة وهلة، فللموت

أنواع كثيرة وعديدة، أما في شريعة الطرقات هي مقصلة

دامية وقانون نفد القرار فيه، فقد صار الموت يتسلل إلى كل

بيتٍ كوحشٍ جائعٍ ومخيفٍ وكشبحٍ غير مرئيّ يذهب ويجلب

وراءه الكثير من الأرواح البريئة المُحِّبَّة والمخلِصة.

صار الموت لا يفرِّق بين غنيٍّ أو فقير، صار لا يفرِّق بين

إنسانٍ صالحٍ أو إنسان شرير ، صار كالهواء يتسرب من

أنبوبة غاز سام يؤثر بالسلب على كل من يستنشقه…

أصبح الظلام يغطى الأماكن بأثرها ويبعد الناس عن بعضهم،

أصبح المرض يفكك الأسر جميعها مهما كانت دوجة الحبِّ

بينهم، أصبح يلتهمهم ويخطفهم ومن ثم يسجنهم كل واحدٍ على

حدا في سجنهِ الخاص؛ يصارع الموت منفردًا؛ مدركًا ما

يحدث حوله ولكنه غير قادر على النهوض، ومازال يصارع

حتى ينجو منفرًا ومنفردًا من أزمات الموت راغبًا في حياة

جديدة يصلِّح فيها ما أفسده من إهماله وتركه لحياته بلا معنى

أو هدف، ويعود إلى خالقه مدركًا ما قد ارتكب في الماضي من

ذنوب.

أصبح الموت والمرض يضعان  الإنسان  على محك الهلاك،

لكى يستشعر ما قد خرب الأرض وما فيها، لتنقلب عليه راسًا

على عقب، لكى يدرك جيدًا ويعرف حجمه وسط هذه المجرة الواسعة، لكى يشعر بصغر وجوده أمام الله خالق الكون ولا

يعرف جيدًا أنّ المرض المجتاح العالم المتسبب في موت

الكثير من الناس في كل أرجاء الأرض أن الانسان وحده هو

من تسبب في ذلك، بسبب أعماله التى تخرب الأرض، وطمع

الإنسان في السلطة، والثروة والمال والحكم والتحكم في

العالم، أتى الله صارخًا في وجه كل من يتمرد عليه بصوت

الألم ليعرف جيدًا أن لا قوة تعلو على قوة الله وسلطانه، وأنه

الحامي الوحيد في هذا الظلام الدامس، وأنه المنجِّى من

المرض والموت؛ ولكن إذا فشل الإنسان في معرفة حجمه

ومقداره وما زال يتمرد فإنه يؤذي نفسه ويؤذي غيره دون

رحمة أو شفقة ناظرًا فقط إلى المال الذي تسبب في هذا

الدمار، ولكن العودة عن هذا الطريق صعبة ولكنها ليست

مستحيلة، ليعود الإنسان إلى مكانته وليعود الله إلى قدرته لكي

تتحقق العدالة ويتزن العالم، ويتوقف تسرب الموت والألم إلى

أقصى الأرض ويتوقف الهلاك، وتنير العقول لكي تنير

الظلمات ليعيش الإنسان في سلام غير مرتاب البتة وغير قلق

دائمًا مما سيأتي في الحاضر القريب والمستقبل البعيد لكي

يعيش الحياة بمعانيها كما خلقها الله له.

https://www.elmshaher.com/

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.