أفعل الخير وأصنع المعروف وأترك أثر طيب.
أفعل الخير واصنع المعروف وأترك أثر طيب.
كتبت: زينب النجار.
هل تحب مساعدة الآخرين وهل تؤمن بأن الحياة في إحياء الأمل لدىٰ الغير؟
هل تشارك السائل والمحروم في الخير الذي منّ به الله عليك؟
في البداية خلق الله الإنسان ليُعمر في الأرض ومن معه وجعل الرحمة والتسامح سمه طبيعية في الإنسان حيث خلقه الله وأودع فيه روح التسامح والمحبة ومن هنا يتعلم الإنسان العطف والحب والإحساس بالغير.
فإن عمل الخير وصنع المعروف ليس شرطًا أن تكون مادية أو يحتاج منك مجهودًا وطاقة ووقت، فقد تكون المساعدة في كلمة أو نصيحة خالصة أو في تبديد الهموم وإحياء الأمل في نفوس بعض المحيطين بك وقد تكون المساعدة أن تنصت لأخيك أو صديقك، ليقول كل ما لديه من فضفضة.
فإن أشكال المساعدة أو قضاء حوائج الناس كثيرة جدًا وهي تُعد من أهم الوصايا التي أوصىٰ بها رب العالمين في كتابه الكريم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “
وقد جاءت في المرتبة الثانية بعد عبادة الله سبحانه وتعالي بل هي من أحب الأعمال إلىٰ الله.
إن عمل الخير ولو كان محدودًا له منزله كبيرة في الدين والدنيا حيث يقول ابن القيم رحمه الله «إن في قضاء حوائج الناس لذه لا يعرفها إلا من جربها.. فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة».
كما أن آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة معظمها يحث علىٰ فعل الخيرات كإطعام المسكين وإعانته وأعمال البر وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والصدقات وإطعام الطعام علىٰ ذوي القربىٰ وعابر السبيل وحسن الجوار وبر الوالدين وسقاية الماء وسدادِ الديون والإصلاحِ بين المتخاصمين والسعي في شأن الأرملة والمسكين وكفالة اليتيم وكف الأذىٰ عن الإنسان والحيوان وإماطة الأذىٰ عن الطريق وحتىٰ الابتسامة تُعد من أعمال الخير.
كل ذلك كان من خلق النبي صل الله عليه وسلم ونبينا صلوات الله وسلامه عليه من قبل وبعد بعثته كان أكثر الناس نفعًا للآخرين وأشدهم حرصًا علىٰ قضاء حوائجه، فأفعلوا الخير تجدوا حياتكم أجمل وأكثر سعادة.
ويجب أن تعلم ليس كل من يُولد ويعيش ويموت يترك بصمة وتاريخ وذكريات وليس كل من يرحل مجرد ذكرىٰ فهناك كثيرون رحلوا عنا وتركونا غارقين في تاريخهم وإحسانهم وكرمهم وخيرهم تعلمنا منهم كيف نرتقي في تصرفاتنا وكيف نجعل الرحمة عنوانًا وهدفًا لنا قولًا وعملًا.
فالواجب علىٰ الإنسان أن يترك بصمه تجعل ذكراه حيه للجميع بل يترك محبة مصدرها أفعاله وسلوكياته…
أترك أثرًا طيبًا وأسعد الناس، أرسم بسمة علىٰ وجوههم، أزرع شجرًا يصنع ثمرًا يأكلونه، فإنك حينها لن تخرج من الحياة إلا وقد أضفت إليها شيئًا يبقىٰ من بعدك شيئا يبقيك حيًا.
الأثر الطيب الذي يصنعه الإنسان في مسيرةِ حياتِه هو إرثه الذي يبقىٰ ويبقىٰ حتىٰ بعد فناء الأشياء، فقد أتينا جميعًا الدنيا ونحن مؤمنون أننا راحلون زائلون ولسنا إلا عابري سبيل.…سنرحل ويبقىٰ الأثر.