أفلام ومسلسلات البلطجة والعنف وتأثيرها الخطير علي المجتمع بكل فئاته وطوائفه
أفلام ومسلسلات البلطجة والعنف وتأثيرها الخطير علي المجتمع بكل فئاته وطوائفه
أفلام ومسلسلات البلطجة والعنف .. دائما ماتثير مسألة تأثير هذه الأعمال على إرتفاع معدلات الجريمة جدلا واسعا بين الجمهور والنقاد والمجتمع بكل فئاته وطوائفه وبين كل الأعمار .
بقلم / ياسر عبدالله
فبينما يرى البعض أنها مجرد أعمال فنية تعكس الواقع يرى آخرون أنها تشجع على السلوك العدواني وتروج للعنف مساهمة بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادة الجرائم ولإلقاء الضوء على هذا الموضوع سنحلل دور هذه الأعمال الفنية في تشكيل سلوك الأفراد وخاصة الشباب وتأثيرها على تصوراتهم عن العنف والجريمة .
أحد أهم الجوانب التي تثير القلق هو تصوير العنف بطريقة ممجدة و مغرية في العديد من أفلام ومسلسلات البلطجة فبدلا من إبراز عواقب الجريمة وآلام الضحايا تركز هذه الأعمال دائما على إظهار البطل البلطجي كشخص قوي مسيطر و محبوب حتى وإن كان يرتكب جرائم خطيرة هذا التمثيل يمكن أن يؤثر على المشاهدين وخاصة الشباب الذين قد يفتقرون إلى النضج العاطفي والتفكير النقدي الواعي ويشجعهم على تقليد هذا السلوك معتقدين أنه طريق سهل للشهرة والقوة .
البطل والعواقب الوخيمة
بالإضافة إلى ذلك تقدم هذه الأعمال نموذجا سلوكيا خاطئا حيث يظهر البلطجي قدرة على حل مشاكله بالعنف دون عواقب وخيمة ودائما ما ينجو البطل من العقاب أو يعاقب بعقوبة خفيفة لا تتناسب مع جرائمه مما يرسخ فكرة أن العنف وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف وهذا يقلل من أهمية القانون والنظام في المجتمع ويشجع على ثقافة الإفلات من العقاب وقانون البقاء للأقوي مما يساهم في زيادة معدلات الجريمة التي نراها في مجتمعنا الأن
ولكن لا يمكن إلقاء اللوم كليا على أفلام ومسلسلات البلطجة فالعوامل المؤثرة في ارتفاع معدلات الجريمة معقدة ومتعددة وتشمل الفقر والبطالة وعدم المساواة الإجتماعية وضعف الرقابة الأسرية والإفتقار إلى الفرص التعليمية فأفلام البلطجة تعتبر أحد العوامل المساهمة بقدر كبير وليست السبب الوحيد فهي تعزز من بيئة مشجعة على العنف وتوفر نموذجا سلوكيا يقلد خاصة في ظل غياب البدائل الإيجابية.
نماذج إيجابية بديلة
ومع ذلك لا يمكن تجاهل دور وسائل الإعلام النظيفة في تشكيل الرأي العام وتأثيرها على السلوك فمن الضروري أن تنتج وسائل الإعلام محتوي يشجع على القيم الإيجابية ويبرز عواقب العنف والجريمة ويقدم نماذج إيجابية بديلة كما يجب على الآباء والأمهات لعب دور هام في توجيه الشباب وتنمية وعيهم النقدي تجاه ما يشاهدونه وتشجيعهم على التفكير في عواقب أفعالهم
و في الختام بينما لا يمكن القول بأن أفلام ومسلسلات البلطجة هي السبب الوحيد لإرتفاع معدلات الجريمة إلا أنها تعتبر عاملا مساهما يعزز من ثقافة العنف ويشجع على تقليد السلوك العدواني لذلك من الضروري العمل على معالجة هذه المشكلة من خلال مختلف الجوانب بدءا من إنتاج محتوى إعلامي مسؤول وصولا إلى تعزيز دور الأسرة والمدرسة في تربية الشباب على القيم الإيجابية وتوفير بيئة إجتماعية آمنة تشجع على السلوك الإيجابي وتقلل من معدلات الجريمة ووجود قوي لدور الرقابة للحد من إنتشار هذه المسلسلات والأفلام الغير هادفة فالمسؤولية مشتركة بين صناع الأفلام وسائل الإعلام والأسرة والمجتمع ككل.