شهد مسرح الهناجر مؤخرًا موقفًا مؤثرًا ومؤلمًا للفنان الكبير محمد صبحي، وهو يهم بالخروج بعد ساعات من التعب والوقوف لتقديم الجوائز في “مهرجان آفاق” للمخرج هشام السنباطي .

 

لم يكن المشهد مجرد خروج روتيني، بل كان تتويجًا لضغط جسدي ونفسي انتهى بحادث مؤسف على مرأى ومسمع من الجميع.

وسلط الضوء مرة أخرى على قسوة الأضواء وتطفل المتطفلين.

بقلم / نهي شكري

 الواقعة الأليمة على باب المسرح

بعد أن قضى الفنان محمد صبحي عدة ساعات على المسرح، وهو يتألق بجهده المعهود في تكريم الفائزين، في مهرجان افاق وكان واضحًا أن الجهد قد بلغ منه مبلغه.

فنان بحجمه يعطي من روحه ووقته دون كلل. وعند خروجه، وبسبب ما يبدو أنه إرهاق شديد أو سوء تقدير للمسافة،

تعرض صبحي لوعكة جسدية شديدة كادت أن تتطور إلى أزمة صحية، خاصة بعد

ألمه الشديد وتعرضه قبل ختام المهرجان اساسا لوعكه صحيه .

الذي بدا واضحًا عليه من طول الوقوف والجهد.

تفاقم الموقف المؤسف عندما تسبب سائقه في حالة من الضيق الشديد له، مما دفع الفنان المجهد إلى الصياح الشديد وهو في الواقع استغاثة اكثر منها صياح عليه

 ونتيجة توتر جسدي ونفسي متراكم بعد ليلة طويلة وشاقة.

 

استغلال اللحظة وضعف الوازع المهني

المفارقة المؤلمة هي أن هذه اللحظات الحرجة، التي تستدعي التعاطف والستر، تحولت في زمن “التريند” إلى مادة دسمة للاستغلال الرخيص.

فبدلاً من أن يحترم الحاضرون ألم فنانهم، تنافس البعض، ممن يدعون أنفسهم صحفيين، إعلاميين، أو نقادًا ومصورين، على اقتناص اللحظة الأضعف والأكثر انفعالاً للفنان.

إن من قام بتصوير أو نقل هذا الانفعال العابر، دون مراعاة لظروفه الصحية أو الجهد المبذول، قد أساء إلى مهنته قبل أن يسيء إلى الفنان.

لقد تعمدوا نشر ضعف لحظي لرجل قضى حياته في إمتاع وإفادة الجمهور، وهو ما يطرح سؤالاً مريرًا:

هل تحولت مهمة “الناقد” والإعلامي إلى صيد الأخطاء والزلات بدلاً من تقييم العمل الفني وتقدير جهد المبدع؟

 لعنة الله على “المدعي” الجاهل!

إننا اليوم، ومع انتشار منصات التواصل، نشهد طوفانًا من الأشخاص الذين وضعوا أنفسهم في موضع الناقد والمصور والصحفي والإعلامي وهو لا يدري شيئًا عن الفن، أو عن قواعد المهنة، أو حتى عن الإنسانية.

ايعقل ان ننزل خبر السائق وصياح الفنان محمد صبحي على السائق الخاص به علي السوشيال ميديا دون ان نعرف مبررات الموقف من الاول اذا كنا نتفق او نختلف على الموقف لابد من فهمه وإدراكه بعقل وحكمه.

وادراك سن الفنان محمد صبحي الذي اصبح فيه هل يعقل ان يقف اكثر من ثلاثه ساعات على ارجله في المسرح لتسليم الجوائز ثم ينزل بكل الم شديد ليركب سيارته فلم يجدها..

ويحيط به الجمهور من كل اتجاه لاخذ الصور فشعر الرجل بالوعكه الصحيه تشتد اكثر .

لابد من خصوصيه للفنان وفهم الحقيقه قبل ان نرمي الفنان بالاقاويل السخيفه.

إنهم يطلقون الأحكام جزافًا، من وضع نفسه في مكانة الناقد والصحفي ويدعون المعرفة وهم أجهل الناس بالعملية الإبداعية وراء الكواليس، ولا يدركون حجم الضغط النفسي والجسدي الذي يتحمله الفنانون.

هؤلاء هم “الناقدون الزائفون” الذين لا يحملون سوى عدسة الكاميرا والكلمات السطحية.

وبكل صدق ومرارة، نتفق مع صرخة الغضب النبيلة:

“لعنة الله على كل من وضع نفسه في موضع الناقد والمصور والصحفي والإعلامي وهو لا يدري شيئًا” عن الفن، عن الجهد، عن الضغط، وعن الإنسانية. إنها لعنة تصيب كل من يتاجر بآلام الآخرين وجهدهم، ويحكم بجهل مطلق، ويتخذ من ضعف اللحظة مادة للتشهير والابتذال.


 تقدير الواجب

الواجب يحتم علينا أن نتذكر أن الفنان محمد صبحي قدم ليلة عظيمة في مهرجان “آفاق”، وله كل التقدير على عطائه المستمر. وندعو له بالسلامة والشفاء العاجل من أي وعكة صحية، مع خالص الرجاء بأن تراجع الكاميرات عدستها الصحيحه والصحافه أقلامها النبيلة قبل أن تسيء تقدير الموقف.