أمجد زاهر يكتب:دراما رمضان 2024..بين زخم الإنتاج وسقوط الابتكار
” دراما رمضان 2024″ ..بين زخم الإنتاج وسقوط الابتكار
بقلم _ أمجد زاهر
في زحمة الإنتاج الدرامي لشهر رمضان، يبرز التساؤل حول ماهية الإبداع والتجديد في الأعمال الفنية التي تُقدم للجمهور. تتسابق شركات الإنتاج في تقديم محتوى يُفترض أن يكون جذابا ومشبعا للاذواق العامة، لكن هل يحقق هذا السباق الغاية المنشودة؟
التكرار والأمان في الاختيار
يبدو أن الدراما المصرية والعربية تعاني من أزمة الابتكار، حيث يُلاحظ تكرار الأنماط الدرامية والشخصيات التي لا تخرج عن إطار “الفتوة” أو “البطل المنقذ” بين الممثلين الذكور، و”المرأة المتمردة” أو “الضحية القوية” بين الممثلات.
هذا التكرار يعد بمثابة رهان على الأمان في الاختيار، حيث يفضل المنتجون والممثلون الاستمرار في تقديم ما هو مألوف للجمهور خوفًا من المخاطرة بالجديد.
التأثير الاجتماعي والثقافى
من الضروري أن نتساءل عن الدور الذي يجب أن تلعبه الدراما في المجتمع. هل يجب أن تكون مجرد وسيلة للترفيه، أم يجب أن تسهم في تحفيز النقاش الاجتماعي والثقافى؟ الأعمال التي تتناول قضايا اجتماعية مهمة وتُقدم قصصا تهم الأسر المصرية والعربية تعاني من نقص في الدعم والاستثمار، مما يُقلل من فرصها في الوصول إلى جمهور أوسع.
الكوميديا والسوشال ميديا
حتى الكوميديا، التي يفترض أن تكون مصدرا للإبداع والتجديد، تدور في فلك السوشال ميديا، مُعتمدة على “إفيهات” و”نكات” مستهلكة.
يعد هذا مؤشرا على الحاجة الماسة للابتكار والتجديد فى محتوى الكوميديا الذي يقدم للجمهور.
الحاجة إلى التجديد
في ظل هذه الوفرة والكمية للأعمال الدرامية، يصبح الاختيار تحديًا للصحافيين والجمهور على حد سواء.
الحاجة إلى التجديد والابتكار تصبح ملحة أكثر من أي وقت مضى. قصص النجاح، السير الذاتية، وغيرها تحتاج إلى استثمار فنى وثقافى واعى يجب أن تجد طريقها إلى الشاشة، لتقدم للجمهور تجربة مشاهدة غنية ومثرية.
في النهاية، يجب على صناع الدراما أن يُدركوا أن الجودة وليس الكمية هى ما يحقق التأثير الطويل الأمد.
الدراما التي تثري الوعي الاجتماعي وتحفز النقاش الثقافي هي التي ستبقى في ذاكرة الجمهور وتُشكل جزءا من تراثه الفنى.