أمجد زاهر يكتب”رفعت عينى للسما”فيلم ينقل صوت البرشا للعالم
“رفعت عينى للسما : فيلم ينقل صوت البرشا للعالم”…
بقلم_أمجد زاهر .
في عالم السينما حيث تتجلى القصص وتتحدث الصور، يأتي فيلم “رفعت عيني للسما” كصوت مصري أصيل يحكي قصة بنات قرية البرشا بالمنيا، ويحمل معه رسالة تتخطى حدود الزمان والمكان.
الفيلم، الذي أخرجه الزوجان أيمن الأمير وندى رياض، ليس مجرد عمل فني، بل هو توثيق لحياة وأحلام مجموعة من الفتيات اللاتي قررن أن يكون لهن صوتًا في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوري.
عينى للسما ومسرح البرشا
“رفعت عيني للسما” يروي قصة فريق مسرح بانوراما برشا، الذي يضم مجموعة من الفتيات الشجاعات اللاتي تحدين الصعاب وقررن تأسيس فرقة مسرحية.
بالفن يتغير المجتمع
يعرض الفيلم مسرحياتهن في شوارع القرية، متناولًا قضايا اجتماعية ملحة مثل التحرش، الزواج المبكر، العنف الأسري، وتعليم البنات. هذه الموضوعات، التي غالبًا ما تُغفل أو تُهمش، تُعرض بشكل صادق،
مما يجعل الفيلم ليس فقط عملًا فنيًا بل منبرًا للتغيير الاجتماعي.
الفوز فى كان السينمائي
الإنجاز الذي حققه الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث فاز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي،
يعد شهادة على القيمة الفنية والرسالة الإنسانية التي يحملها. هذا الفوز ليس فقط اعترافًا بجودة العمل الفني، بل هو احتفاء بالقصة التي يرويها والأصوات التي يمثلها.
من خلال تصويره العميق والحساس لحياة هؤلاء الفتيات، يقدم الفيلم نظرة ثاقبة إلى الثقافة والتقاليد المصرية، مع التركيز على الفلكلور الشعبي الصعيدي.
يتميز الفيلم بأسلوبه السردي الذي يجمع بين الواقعية والشاعرية، ويعكس الأمل والتحدي في وجه الصعاب.
أربع سنوات من التوثيق
المخرجان ندى رياض وأيمن الأمير استغرقا أربع سنوات في توثيق رحلة هؤلاء الفتيات، مما يظهر التزامهما بالقصة وعمق البحث والتفاصيل التي قدماها.
الفيلم لا يقتصر على كونه عملًا وثائقيًا، بل هو احتفال بالإرادة الإنسانية والقدرة على التعبير عن الذات.
رفعت عيني للسما والفن السينمائي
في النهاية، “رفعت عيني للسما” ليس مجرد فيلم يُشاهد، بل هو تجربة تُعاش. إنه يدعو المشاهدين ليس فقط للتفكير ولكن للشعور بالقصص التي يرويها.
يُظهر الفيلم كيف يمكن للفن أن يكون أداة قوية للتواصل والتغيير، وكيف يمكن للأصوات الصغيرة أن تصدح بقوة عندما تُعطى الفرصة لتُسمع.
هذا العمل الفني يُعد مثالًا رائعًا على قوة السينما وأهميتها في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية.