أمجد زاهر يكتب: رحلة البحث عن الأفلام المصرية المفقودة

أضواء خافتة فى ذاكرة السينما

أضواء خافتة في ذاكرة السينما: رحلة البحث عن الأفلام المصرية المفقودة

بقلم_أمجد زاهر 

الفصل الضائع: أعمال فنية في طي النسيان

في عالم السينما المصرية، حيث الأضواء تتلألأ والقصص تحيا، تكمن ذاكرة مفقودة، تحمل بين طياتها أعمالًا فنية لا تُقدر بثمن، غُيبت عن الأنظار وأصبحت في طي النسيان.

هذه الأعمال، التي تعود لعصور السينما الذهبية، تحمل في طياتها الروح الحقيقية للفن المصري، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من تراثها الثقافي والفني.

أمجد زاهر يكتب: رحلة البحث عن الأفلام المصرية المفقودة
أمجد زاهر يكتب: رحلة البحث عن الأفلام المصرية المفقودة

 

قرن من الإنتاج والغموض

على مدى قرن من الزمان، أنتجت السينما المصرية آلاف الأفلام، لكن مصير الكثير منها ظل مجهولًا. بعض هذه الأفلام لم يشاهده أحد قط، وبعضها الآخر لم يعد له أثر.

ومن بين هذه الأعمال، أفلام تعود لفنانين كبار مثل فاتن حمامة وليلى مراد ومحمد فوزي وشادية، تلك الأسماء التي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري.

اقرأ أيضا: أمجد زاهر يكتب”السرب”:السينما المصرية فى مواجهة الإرهاب

البدايات الأولى والفقدان

فيلم “ليلى”، الذي أُنتج عام 1927، يُعتبر أول أفلام السينما المصرية، وهو فيلم صامت من إنتاج عزيزة أمير.

وعلى الرغم من أهميته التاريخية، إلا أنه اليوم مفقود ولا يُعرف مصيره.

وكذلك الحال بالنسبة لأول فيلم ناطق “أولاد الذوات”، الذي أنتجه وبطله يوسف وهبي، والذي اختفى أيضًا مع مجموعة كبيرة من الأفلام النادرة.

أضواء خافتة في ذاكرة السينما
أضواء خافتة في ذاكرة السينما

 

الكارثة التي أضاءت الظلام

تعرضت السينما المصرية لخسارة فادحة من تراثها الفني بعد حريق “ستوديو مصر” عام 1951، حيث احترق عدد كبير من الأفلام، بما في ذلك “من القلب للقلب” بطولة الفنانة صباح.

وعلى إثر الحريق، طُلب من صباح إعادة تمثيل الفيلم، لكنها طالبت بمضاعفة أجرها، مما دفع المنتج لإعادة تصوير الفيلم مع الفنانة ليلى مراد، والذي لاقى بعد ذلك نجاحًا كبيرًا.

اقرأ أيضا: أمجد زاهر يكتب”رفعت عينى للسما”فيلم ينقل صوت البرشا للعالم

 

الأفلام المفقودة: بين السرقة والإهمال

ما فُقد من الأفلام بعد عام 1952 يُعتبر قليلًا جدًا مقارنةً بما فُقد قبل الحريق الكبير لستوديو مصر. ولم تحترق جميع الأفلام المفقودة، فبعضها تمت سرقته وتهريبه بطرق غير شرعية واختفى على مدار السنين.

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت بعض هذه الأفلام النادرة فجأة على قنوات مجهولة على “يوتيوب”،

حيث يعرضها أفراد مجهولون للبيع بأسعار تتراوح بين الألف جنيه مصري ومبالغ أكبر بكثير للقنوات التلفزيونية الكبيرة.

 

البحث عن الكنوز المفقودة

من بين الأفلام التي ظهرت مؤخرًا “أنا وابن عمي” لأنور وجدي، و”دعوة المظلوم” لعمر الحريري، و”لست ملاكًا”، و”تاكسي وحنطور” لسامية جمال، والتي تكون معظمها بجودة رديئة وبحاجة إلى ترميم وتجديد.

 

الحفاظ على التراث: دعوة للمستقبل

من الأفلام المصرية المفقودة في فترة العشرينات والثلاثينات، “قبلة في الصحراء” 1927، و”بنت النيل” 1929، و”أنشودة الفؤاد” 1932، والتي تحمل قصصًا تدور في البادية المصرية وتعكس الرومانسية والدراما التي كانت سائدة في تلك الفترة.

لا يوجد حصر حقيقي وبطرق علمية للأعمال الفنية المصرية وأفلام السينما، وهذا يؤدي إلى ضياع التراث السينمائي، أو بعثرته بين منصات وقنوات عديدة، بعضها معروف والآخر غير معروف.

ويبقى السؤال: كيف يمكننا الحفاظ على هذا التراث الثمين وإعادة إحيائه للأجيال القادمة؟

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.