أمجد زاهر يكتب…”نهاية العالم ليست غدا”مسلسل يتحدى الزمن

“نهاية العالم ليست غدا”.. مسلسل يتحدى الزمن ويحذر من المستقبل

بقلم_أمجد زاهر 

في زمن تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتتلاشى فيه الحدود بين الواقع والخيال، يبرز مسلسل “نهاية العالم ليست غدا” كعمل فني استثنائي يجمع بين الإبداع والرؤية والتحذير.

هذا المسلسل الذي أنتج عام ١٩٨٣، وكتبه المؤلف الكبير الراحل يسري الجندي، وأخرجه علوية زكي، وشارك في بطولته نخبة من نجوم الفن المصري، يعتبر من أولى الأعمال الدرامية التي تناولت موضوع الكوارث الطبيعية والصراعات الدولية والتدخلات الخارجية في مصير دول العالم الثالث، بأسلوب ساخر ومؤثر في آن واحد.

 المسلسل يستخدم الفانتازيا لجذب المشاهدين

لا شك أن المسلسل يستخدم عناصر الفانتازيا لجذب المشاهدين إلى قصته، التي تحكي عن رياض عبد ربه، مدرّس فلسفة يفقد الأمل في تغيير مجتمعه المغرق في المادية والانحطاط، فيلجأ إلى فكر “الدرديري”، مفكِّر عجوز يظنه الآخرون مجنونًا لأنه يؤمن بوجود كائنات فضائية تراقب الأرض وتستعد لإنقاذها من كارثة محققة.

يتابع المشاهد مغامرات رياض وصديقه شكري في محاولة كشف حقائق مخفية عن مؤامرات تحاك ضد دول العالم الثالث، بينما يواجهان صعوبات ومضايقات من قبل رئيس التحرير وزوجة رياض وأهالي الحارة.

كما يشاهد المشاهد مشاهد خيالية تظهر رؤى رياض للكائنات الفضائية والكوارث التي ستحل بالأرض.

 المسلسل يطرح أسئلة هامة عن مصير الإنسانية

ولكن المسلسل ليس مجرد تسلية أو هروب من الواقع، بل هو عمل فكري يطرح أسئلة هامة عن مصير الإنسانية والعلاقات بين الشعوب والدول.

فالمسلسل يتنبأ بالكوارث التي حدثت في المنطقة العربية بعد عقود من إنتاجه، كإعصار دانيال في درنة بليبيا، أو زلزال المغرب الشقيق، ويكشف عن الأسباب والدوافع وراءها،

وهي تدخلات القوى الكبرى التي تريد السيطرة على الموارد والسوق والنفوذ في هذه المنطقة.

كما يناقش المسلسل مفهوم الحضارة والتقدم والتخلف، وينتقد النظام التعليمي والإعلامي والثقافي الذي يساهم في تضليل الشعوب وتغييب قيمِها.

ويبرز المسلسل دور مصر كمصدر للضمير والحضارة والتاريخ، وكعامل فاعل في تحديد مصير العالم.

 المسلسل يستحق التقدير والاحتفاء

بعد أربعة عقود من إنتاجه، يستحق مسلسل “نهاية العالم ليست غدا” التقدير والاحتفاء، لأنه عمل فني رائع يتحدى الزمن ويحذر من المستقبل.

هذا المسلسل الذي أبدع فيه كاتبه يسري الجندي ومخرجته علوية زكي وأبطاله من نجوم الفن منهم الراحل حسن عابدين،

يعتبر من روائع الدراما المصرية التي تجمع بين الجمال والمعنى. هذا المسلسل الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعادة عرضه، يستحق المشاهدة والتأمل، لأنه يحمل رسائل هامة لكل إنسان يهتم بمصير بلده .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.