أمينة خليل تعانى من التنمر وتطلق صرخة مدوي .. أفكارها تغيرت وأصبحت مختلفة
كتب: هانى سليم
رحلة الفنانة أمينة خليل في السنوات الأخيرة، تثبت أنها لا تكتفي بالنجاحات الفنية التقليدية، بل تسعى دائمًا لاختيار أدوار وأعمال تحمل رسائل إنسانية واجتماعية عميقة. وفي أحدث تصريحاتها، أعربت خليل عن رغبتها القوية في تقديم عمل درامي جديد يناقش قضية التنمر، تلك الظاهرة التي باتت تهدد الكثير من الفئات، خاصة الأطفال والمراهقين. وأكدت أنها تنتظر الفرصة لتجسيد عمل من هذا النوع، لاقتناعها بأن الفن يمتلك قوة مؤثرة في تغيير السلوكيات ونشر الوعي.
وقالت أمينة خليل خلال لقائها على هامش تكريمها في مهرجان ميدفيست: “نفسي أعمل عمل فني عن التنمر، القضية دي مهمة جدًا، ولسه الفرصة مجتش، لكن عندي أمل إنها تيجي قريب”. كلماتها البسيطة عكست إيمانها بأن الفن لا ينفصل عن دوره التوعوي، وأن الدراما ليست فقط للتسلية، بل وسيلة لإحداث تأثير حقيقي في المجتمع.
التنمر.. قضية إنسانية ملحّة
التنمر ظاهرة متفشية عالميًا وعربيًا، وهي لا تقتصر على المدارس أو أماكن العمل، بل تمتد لتشمل منصات التواصل الاجتماعي حيث يتحول البعض إلى ضحايا “التنمر الإلكتروني”. ووفق دراسات تربوية واجتماعية حديثة، فإن للتنمر آثارًا نفسية وجسدية خطيرة، قد تصل إلى حد الاكتئاب والعزلة والانتحار أحيانًا. لذلك فإن طرح هذه القضية من خلال عمل درامي يعكس الواقع بصدق يمكن أن يكون بمثابة “صرخة فنية” تُحدث فارقًا حقيقيًا.
أمينة خليل، بما تمتلكه من قاعدة جماهيرية، تستطيع أن تكون وجهًا مثاليًا لحمل رسالة ضد هذه الظاهرة، خصوصًا وأنها عُرفت بتجسيد أدوار الفتاة القريبة من الناس، البعيدة عن المبالغات، ما يمنح أعمالها مصداقية إضافية.
نجاح “لام شمسية” وملامح التجربة
لم يأت حديث أمينة خليل عن قضية التنمر في فراغ، بل بعد نجاحها الملحوظ في مسلسل “لام شمسية“ الذي عُرض في موسم رمضان الماضي. المسلسل الذي استغرق التحضير له أكثر من ثلاث سنوات، تميّز بطرح اجتماعي جاد وواقعي، حتى وصفته وزيرة التضامن الاجتماعي بأنه “دراما كُتبت بأنامل جراح يخاف على جرح المشاهد”.
العمل ناقش قضايا حساسة تتعلق بالأسرة والمجتمع، وفتح باب النقاش حول قيم تربوية وسلوكيات حياتية يعيشها جيل جديد من الشباب والأطفال. نجاح “لام شمسية” لم يكن فقط في نسب المشاهدة أو تصدره التريند، بل في النقاشات التي أثارها داخل الأسر المصرية والعربية، وهو ما يجعل طموح أمينة خليل في تقديم عمل عن التنمر امتدادًا طبيعيًا لتوجهها الفني.
اعتزازها بزملائها وفريق العمل
في أكثر من مناسبة، أكدت أمينة خليل أن نجاحها في “لام شمسية” لم يكن إنجازًا فرديًا، بل ثمرة جهد جماعي لفريق كامل. وقالت خلال ندوة تكريمها في وزارة التضامن: “إحنا كفنانين في وش المدفع، لكن في ناس ورا الكاميرا يستحقوا الشكر كله. المجهود في المسلسل كان نابع من القلب”.
وأضافت: “بفتخر جدًا لما ألاقي اسمي مقترن بالكاتبة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوي، وكل يوم في اللوكيشن كنت بتعلم حاجة جديدة من المؤلف علي البيلي، وبقوله ربنا يوسع طريقك”. هذا التواضع والتقدير لزملائها يعكس شخصية فنية لا تسعى للبريق الفردي بقدر ما تسعى لصناعة عمل متكامل يليق بالجمهور.
الفن كأداة للتغيير
لطالما كان الفن مرآة المجتمع، لكنه في حالات كثيرة يتجاوز دوره العاكس ليصبح أداة للتغيير. أعمال درامية كثيرة في تاريخ التلفزيون العربي نجحت في تغيير قناعات، وفتحت نقاشات عامة حول قضايا مسكوت عنها. ومن هنا تأتي أهمية رغبة أمينة خليل في تقديم عمل عن التنمر، خاصة وأن الدراما تمتلك القدرة على الوصول إلى البيوت بسهولة، وتغيير الأفكار بشكل غير مباشر، من خلال قصة أو شخصية تمثل نموذجًا حقيقيًا يعيش بيننا.
إشادة رسمية تثبت قيمة الدراما
إشادة وزيرة التضامن الاجتماعي بمسلسل “لام شمسية” لم تكن مجرد مجاملة، بل تأكيدًا على أن هناك وعيًا رسميًا بأهمية الدراما كأداة للتربية والتوعية. الوزيرة كتبت عبر صفحتها الرسمية أن المسلسل هو نتاج ورش عمل وجلسات مطوّلة مع خبراء ومتخصصين، وأنه عمل درامي “احترافي” يعكس حرص صُنّاعه على مخاطبة جيل يتربى ويكبر وسط تحديات كبيرة.
هذا التقدير من جهة رسمية يزيد من قيمة الطموحات التي تحملها أمينة خليل، إذ يُمكن أن تجد الدعم المؤسسي إذا ما قررت خوض تجربة عمل عن التنمر، بما يتوافق مع دور الدراما في خدمة القضايا المجتمعية.
بين الحلم والواقع
حديث أمينة خليل عن “أملها” في تقديم عمل ضد التنمر يعكس أن هناك إدراكًا بوجود تحديات في الإنتاج الدرامي، فاختيار الموضوعات الاجتماعية الجادة لا يكون دائمًا الخيار المفضل لشركات الإنتاج. لكن نجاح “لام شمسية” وغيره من الأعمال المماثلة يؤكد أن الجمهور ليس بعيدًا عن هذا النوع من القضايا، بل بالعكس، يتعطش لرؤية دراما صادقة تعكس همومه اليومية.