أمين عام شعبة المبدعين العرب يكتب :أبواق وأسواق فى سياق الأويجور

كتب
سمير عبدالرازق
أمين عام شعبة المبدعين العرب
باتحاد المنتجين العرب- جامعة الدول العربية
============

كان من الطبيعى لشعبة المبدعين العرب أن تقف على حقيقة الأمر بشأن ما يثار حاليا عن إضطهاد الأويجور فى الصين
فتواصلنا بدافع إنسانى بحت ودافع دينى مع دوائر صينية للمناشدة تارة والوقوف على حقيقة الأمر تارة
رغم عدم معرفتنا السابقة بهؤلاء الأقلية ولا تاريخ هؤلاء الأقلية

ورغم هذه المحاولة
كانت لدينا إستفسارات كثيرة منها
***
متى إهتم الأمريكان بملف حقوق إنسان ؟
فمن يقتل ملايين من المسلمين لن يهتم ب ١١ مليون مسلم فى مكان آخر….
***
و التساؤل الثانى ما علاقة الجانب التركى بتلك الهجمة الشرسة على الصين
ومتى يهتم صاحب سجل دم مخزى فى سوريا والعراق بملف حقوق إنسان ؟
***
أما عن قطر والإخوان فلا حرج فوجودهم على رأس قضية دعوة صريحة للشك فى تلك القضية

ومن خلال ما وصلنا إليه سأسرد مقالين متتالين يظهران جليا سر توقيت إثارة هذا الموضوع وسر الطابور المختلف الجين والهدف

ولنبدا
====
بداية كلمة “أويجور” تعني “التحالف”
هؤلاء القوم ينتسبون إلى الشعوب التركية
ففى سنة 565 ميلادية تحالفوا مع قبائل تركية “كوك ترك”..
ووحدوا القبائل وعاشوا في “منغوليا”
خلال قرنين
انقلب الأويجور على الـ”كوك ترك”
وتم الإستيلاء على الحكم وتأسيس مملكة تمتد من قزوين غرباً حتى منشوريا شرقًا شمال شرقي الصين والكوريتين
ثم هاجروا إلى “شينجيانج” فى الصين
حيث كان يعيش فيها عرقية صينية تسمى الهان وإستقروا فيها تحت حكم الهان
وبعد فترة وجيزة حاربوا الهان و تم الإستيلاء على الحكم وأصبحت دولة مستقلة..

عرقية “الهان” تلك خرج منها قومية “الهوي”..
و هؤلاء يخرج منهم عشر قوميات صينية من المسلمين السنّة.

مع إستقلال الأويجور بالإقليم ظهرت للوجود على أراضي الصين دولة اسمها “تركستان الشرقية”.
و مع هجوم التتار بقيادة “جنكيز خان” تفكك الأويجور لمجموعات فى أماكن كثيرة رغم أنهم كانوا فى تحالف مع جنكيز خان .

وسقطت الإمبراطورية..
وهاجروا لكل مكان. من أستراليا للسعودية.
دخلوا الإسلام مع سقوط التتار.
وكان معظمهم بوذيين ومجوس

والمعروف أن الأويجور يصنفون أنفسهم أقرب عرقيًا وثقافيًا للأتراك
فلغة الإيجور هي التركية،
تكتب بحروف عربية حتى الآن نفس شكل علم تركيا لكن بخلفية زرقاء.

فى عام 1759 ميلادية إقتحمت الصين “تركستان الشرقية”
وضمتها لكن بإستقلال إداري
حاول الأويجور الاستقلال بتلك الأرض سنة 1863 لكن الصين هزمتهم
ثم ثورة لإعلان الإستقلال في 1933 وفشلت
ثم بعد عشر سنوات تكررت سنة 1944 و الصين هزمتهم

زادت مناوشاتهم حتى 1949 هنا ألغى “ماوتسي تونج” إستقلالهم الإداري، باعتبارهم على أراضي صينية وضمهم للصين رسميًا في 2001

ثم تم تواصل ما بين الصين وباكستان وكازاخستان بشأن مجموعات من الأويجور إنضموا لتنظيمات إرهابية
ولأنهم مواطنيين صينيين تقدمت حكومات دول الباكستان و كازاخستان بشكوى لحكومة الصين
فقامت بإطلاق
“الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب”
ضد التنظيمات التى صارت تمارس الإرهاب دوليا وصلتها بعشرات التنظيمات السرية للأويجور
التى تسعى للإنفصال وإعادة إحياء “تركستان الشرقية”.من رحم تنظيم يدعى “الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية” أو “الحزب الإسلامي التركستاني”..
وهذا حزب مسلح يدعوا للإنفصال فأعلنته الصين كتنظيم إرهابي..
لأنه مسلح وميليشياته تهاجم الصينين في تفجيرات إرهابية في الصين.

في 19 سبتمبر سنة 2004
الأويجور شكلوا حكومة منفى بمساعدة أمريكا وإستقطاب سيدة من الأويجور تدعى
“ربيعة قدير”
كانت صاحبة مغسلة وعضو في الحزب ركز الأمريكان عليها..
فأصبحت فجأة سيدة أعمال تمتلك مول تجاري وشركات وعقارات وأضحت مليونيرة ثم هربت بمعرفة الأمريكان للضغط على بكين

“ربيعة” فى أمريكا أسست “المجلس العالمي للأويجور”
الذى يمول “الحزب الإسلامي التركستاني”

وتم ترشيحها لجايزة نوبل للسلام سنة 2006
نفس سيناريو “البرادعي” وغيره فى المخططات الأمريكية

الحكومة الصينية اعترضت رسائل تثبت أن “ربيعة” دبرت شغب أغسطس 2009..
لكن “ربيعة” تنكر الاتهامات

في سبتمبر 2009 قررت الحكومة إزالة 3 عقارات مملوكة لـ”ربيعة” بسبب تصدعها..
فخرجت “ربيعة” تهدد الصين فى وسائل الإعلام
“قد يؤدي لسلسلة جديدة من العنف ضد الصينيين”.

ومن هنا بدأت الصين إجراءات أمنية مع التنظيمات التابعة لأمريكا
والتى تستغل من قبل أمريكا داخل الصين وخارجها
مثلا إستخدام مئة ألف منهم خلايا إرهابية من قبل أردوغان فى سوريا
وحين ظهرت فضائح أردوغان مع الدواعش قرر إرسالهم مرة أخرى إلى الصين لكن الصين كبقية الدول رفضت رجوعهم
لإستخدامهم السابق فى عمليات إرهابية ضمن الدواعش

و في 2014 منعت الصين دخول أي مكان بالنقاب حتى لو محطة مترو أو أوتوبيس فحدث صدام وشغب وإلخ.
والمعروف أن عدد مسلمى الصين ١٥٠ مليون مسلم صينى لا يسعى منهم أحد للإستقلال إلا الأويجور وتعدادهم ١١ مليون

وأختم بعدة تساؤلات
منها
==
ما سر توقيت إثارة الموضوع ؟
==
هل الدافع الأمريكى يتطابق مع الدافع التركى يتطابق مع الدافع الإيرانى يتطابق مع دوافع الآخرين ؟
==
هل تلك الحكاية مرتبطة بالتنافس الأمريكى الصينى ؟
==
ما سر توحيد الصور والمشاهد والتفسيرات و تطابق الحيثيات بين الفرقاء أمريكا وتركيا وإيران وقطر وأدواتهم الإخوان ؟
==
هل مواقف تركيا ستكون بهذا الشكل لو رفعت الصين إتفاقيات تجارية معها أو لو قبلت دخول الدواعش القادمين من معارك أردوغان فى المنطقة العربية ؟ ==
ما سر إستخدام الأمريكان والأتراك والإبرانيبن والقطريين والإخوان وأدواتهم نفس المفردات بغباء محكم ؟
==
لماذا لم يتشارك هؤلاء فى الدفاع عن المسلمين فى فلسطين فى العراق فى البوسنة فى سوريا فى ليبيا فى اليمن؟

يقتلون مسلمين بمصالح
ويدافعون عنهم بمصالح
وما خفى كان أفظع

وللحديث بقية

======
سمير عبد الرازق
أمين عام شعبة المبدعين العرب

وبعد عرض الجزء الأول من مقال السيد أمين عام شعبة المبدعين العرب
نقول
نتمنى أن نعيد الأمور دائما إلى أصولها ونتساءل عن أصل اي موضوع قبل الانجراف وراء أي اغراض أخرى
وهذه هي معركتنا مع الوعي
الذي يسعى كل جاد مخلص أن يستعيده
مع تحياتي
فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.