أم الشهيد زوزو نبيل ” شهرزاد الإذاعة التي زَوَّجت نجلها لبنت ضرتها

كتب احمد علي 

زوزو نبيل هي واحدة من أيقونات الفن المصري، أسهمت بأعمال متميزة في الإذاعة والتليفزيون والسينما المصرية ولها من الأدوار العالقة بأذهان الجمهور ما يفوق حصره

ولدت زوزو نبيل يوم 6 يوليو 1920، وبدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، ويعد فيلم “الدكتور” في عام 1937 هو أول أفلامها السينمائية، كما كان فيلم “سلامة” من بداياتها الفنية حيث جسدت خلاله شخصية صديقة الفنانة الراحلة ام كلثوم الذي تم إنتاجه عام 1944.

واشتهرت زوزو نبيل عبر مشوارها بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية، ويعد فيلم “المرأة والساطور” الذي تم تقديمه عام 1997 هو آخر أفلامها، حيث توفيت قبل افتتاح

في لقاء قديم مع المذيع مفيد فوزي إنها قضت طفولتها ومراهقتها في زنزانة بالسجن، رغم أنها كانت من عائلة مثقفة وميسورة بالحلمية.

“زنزانة السجن” تعبير وصفت به “زوزو نبيل” مرحلة زواجها الأول من مأمور سجن طرة، قالت: “اتجوزت مأمور سجن طرة، كان عمري 13 سنة، وأنجبت إبني وعمري 14 سنة، كنت الأم الطفلة!، لم يكن زواجي سوى حقبة من الانعزال الجبري، البيت كان زنزانة، قعدت سنة مخرجتش من البيت بأمر زوجي، ممنوع افتح الشباك، و بيت زوجي كان مطلًا على السجن الذي يعمل فيه مأمورا، ولم يسمح لي بالخروج حتى لفناء البيت”.

وأضافت زوزو نبيل: “حماتي لاحظت همي وغمي في الشهور الأخيرة لحملي، كانت في حاجة محجرة جوايا، ومش قادرة أحكي، ورسمت معي خطة كي أرى الشارع ليوم واحد، فقد رأت ضرورة للتمشية كي تتيسر ولادتي، واستحلفتنى ألا يعلم زوجي بهذه الخطة، ألبستني بيشة وبالطو أسود طويل، والغفير والخادمة ذهبوا معي لحراستي، سرنا في الظلام حتى محطة المعادي، وعندما عدت علم حمايا بما حدث وأخدني إلى والدتي وقال لها “خدى دي أمانة عندك لحد لما آجي استلمها”.

تروى زوزو نبيل أن والدتها كانت داعمة لها بشكل كبير، رغم إيمانها بضرورة أن تطيع زوجها في كل ما يأمر به، لكنها كانت في حيرة بشأن ابنتها التى تذبل بسبب هذا الزواج، فلم تكن هذه الحياة منسجمة مع الحياة التى كانت تعيشها زوزو في بيت والديها، تقول “كانت أمي تذهب كل اسبوع بصحبة صديقاتها لكازينو بديعة مصابني لمشاهدة فقراتها الفنية وفقرات تحية كاريوكا وسامية جمال، كانوا لسا راقصات جديدات على الساحة، وكنت قبل زواجي شاطرة في المدرسة وبتعلم موسيقى و رياضية أشيل حديد في نادي أبو سريع، وبتعلم موسيقى، كل دا اتحرمت منه طبعا بعد زواجي”.

واجهت الفنانة الراحلة زوزو نبيل، معارضة شديدة من والدتها حين أعلنت عن رغبتها في العمل كممثلة، ولكنها استطاعت إقناعها إلى أن وافقت الأم، خاصة بعد أن
أقسمت لها أن تكون مثالًا للشرف والاستقامة

تزوجت مرتين، الزوج الأول هو سامي عاشور، والذي توفى بعد فترة زواج قصيرة، أثمرت عن وحيدها نبيل الذي عمل ضابطاً بالجيش المصري، أما الزوج الثاني فقد شغل منصب وكيل وزاره.

وافقت على انتقال زوجها الثاني برفقة زوجته الأولى وأولاده إلى منزلها، ليعيشوا كأسرة واحدة وعلى غير العادة، فقد كانت علاقة زوزو بضرتها علاقة قوية بعيدة عن الغيرة والكراهية.

جمعتها علاقة صداقة رائعة بضرتها، حتى أنها كانت تتباهى بها، وترى أنها «شقيقتها»، إلى الحد الذي دفعها لزواج ابنها الوحيد من ابنة ضرتها، وقد أثمر هذا الزواج عن ثلاث أحفاد لزوزو،توفى زوجها التاني ، ولكنها ظلت على علاقة طيبة بضرتها، واستمرت صداقتهما حتى النهاية

تعرضت زوزو لمحنة شديدة بوفاة ابنها الوحيد العميد بالجيش المصري، بعد عامين من إصابته بحرب أكتوبر 73 لتصاب زوزو بأكبر صدمة في حياتها.

أصيبت بسرطان الرئة و توفيت علي أثره في 3 مايو سنة 1996 ودفنت في مقابر 6 أكتوبر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.