“أنا من الذين يحبون البيوت ويؤمنون بأن البيوت تحبهم!!”
“أنا من الذين يحبون البيوت ويؤمنون بأن البيوت تحبهم!!”
بقلم/ ساره العقاري
أنا من الذين يحبون البيوت ويؤمنون بأن البيوت تحبهم وتحتويهم، أحلُم بأن أمتلك بيتًا واسعًا فأنا شخصٌ يحبُ السعة، احلم بوجود حديقة جميلة خضراء فأنا شخصٌ يحب الزرع، أعتقد أنني يومًا ما سوف أمتلك مشتلًا جميلًا أُهدي منه لكل عابر وردة.
أنا شخصٌ يحبُ الشتاء، لكنني أيضًا أحب الدفء فلا بأس بوجود مدفأة تقيني البرد وتضئ المكان، لا أرحبُ أبدًا بالنور الساطع.
ستكون له شرفة زجاجية كبيرة جدًا جدًا لأنني أحبُ أن أُغِرقَ ملابسي بماء المطر فكما قلتُ أنا شخصٌ يحب الشتاء، سأخرج بخارًا من فمي وسأرسم على الزجاج وجه قطة، أحبُ القطط لكنني أظن أنني يومًا ما سوف أمتلك كلباً ايضاً.
أحبُ شروق الشمس، لذا سأتناول إفطاري في الصباح الباكر، أحبُ أن أتناول كعكًا وحليبًا وأن يلسعَ وجهي الهواء الرطب فأتدثر جيدًا بشال صوفي صنعته بنفسي مسبقًا في نفس الشرفة.
أنا شخصٌ يحب المطبخ؛ سأجهزُ واحدًا كبيرًا في بيتي، يسعُ طعامي وكتبي وقهوتي، أحبُ الكتب لابد أن أضع بمطبخي مكتبة.
لا أحب التكنولوجيا، لذا سأنعزل جيدًا عن العالم لفتراتٍ طويلة؛ لأقرأ كتابًا عتيقًا أو لأنتهي من كتابة رواية.
سأتمشى كل ليلة في حديقة بيتي حتى يظهر لي من خلف الشجرة فارس الأحلام ك “ماستر روتشستر” في رواية “جين إير”، سأحبه حبًا عفويًا بريئًا وسأكتب له رسائل كثيرة ك” جودي أبوت” ربما سأطلق عليه صاحب الظل الطويل مثلها، لا لا سأسميه “بيتي” فكما قلت أنا شخصٌ يحب البيوت!
لا أحب الهرج لكنني في بعض الأمسيات سوف أجمع أطفال الحي سأصنع لهم مربى البرتقال التي أحبها وسنصنع سويًا كعكات الشوكولا لنوزعها على بعض المارة، سأركض معهم وسنتسابق مَن يصلُ أولًا، سأعلمهم القرآن والرسم والقراءة..أوووه أنا أحبُ القراءة، ليت العالم كله يحبها.
سأنتظر حتى تنام المدينة جميعها، وسأخرج أتجول في شوارعها وحدي لكنني أخاف الظلمة، ربما أخذتُ معي كلبي وربما تركته لأنني أكره أن أزعجه، سأصادق النجوم ستؤنسني هي في جولتي.
أحبُ تجوال الليل يشعرني وكأني أحمل العالم كله في صدري، وأحبُ لحظات الفجر أشعر وكأن الكون كله مغطى بشال أم!
سأعود إلى بيتي عند شروق الشمس، أشعر وكأنني غِبتُ عنه عامًا بأكمله لا مجرد ساعة أو ساعتين؛ فأنا من الذين يحبون البيوت ويؤمنون بأن البيوت تحبهم وتحتويهم.
بقلم / سارة العقاري