أنتِ وأبنائكِ والكورونا
أنتِ وابنائكِ والكورونا
كتبتِ/ داليا حسام
للمرةِ الأولى منذُ فترةٍ زمنيةٍ نواجه مشكلة بداخل كل بيت..
إنها الكورونا..
وباء عالمي اجتاح كل البلاد بلا استثناء وليس بوسعنا سوى التأقلم والتعايش معه،
البيوت أصابها نوعٌ من الهلع والاكتئاب والبلبلة والخوف لأنهم بطبيعة الحال لم يواجهوا ذلك مُطلقًا، بل وجب عليهم التأقلم مع هذه الظروف المستجدة والتي لا مفر مِنها.
وهنا يأتي خوف الأم على أبنائها، فهم أغلى ما تملكه مع الأخذ بكل أسباب الحماية والوقاية وبث روح الطمأنينة والحب وأنها فترة وستمضي بإذن الله.
ولكي تكون هذه الفترة تحمل لنا في طياتها جانب ايجابي ومُشرق فيجب على الأم أن تستثمر فرصة مُكوث أبنائها معها فترات طويلة،
وأن تتحدث معهم في بعض الموضوعات الحوارية والإستماع إليهم وجعل كل واحد منهم يَقص عليها كلُ ما يَجُول بخاطره.
اتركي لهم مساحة من الابتكار واللعب وإخراج طاقاتهم مع المراقبة البعيدة لهم دون قيدٍ أو شرط أو فرض رأي عليهم، مع الالتزام بترتيب مكان اللعب حتى يعتادوا على النظام.
اتركي لهم الفرصة لدخول المطبخ وابتكار بعض الوجبات الخفيفة مع التوجيه البسيط منكِ مع تكرار عبارات المدح على مسامعهم ورفع روحهم المعنوية حتى يزدادوا في الحماس وأيضًا لتقوية العلاقة بينكِ وبينهم.
وفي المساء اجلسي معهم وتحدثي في أمورٍ بعيده عن الأحداث الراهنة و أوجدي جو من الفُكاهة والضحك مثلًا، مشاهدة مسرحية أو فيلم كوميدي المهم تجتمعوا في مكانٍ واحدٍ وعلى مشاهدة شىء واحد.
أخبريهم أن الظروف التي جعلتهم يمكثوا في المنزل بالرغم من أنها مؤلمة لهم ولكنكِ سعيدة بقربكم من بعضكم البعض وأنكِ بحاجة ماسة لهذه الفترة.
هذا الجيل ظروفة تتسم بالصعوبة إلى حدٍ ما واحداث الحياة سريعة ومختلفة برُمتها عن زماننا بالرغم من التطور التكنولوجي ولكن يظل جيلهم مظلوم لأن الحياة تسير بشكل سريع أسرع من قدرتهم على الاستيعاب.
اجعلي من ابنائكِ رفقاء الدرب وخير الأصدقاء بل و ازرعي بداخلهم كل الصفات والسمات التي ترغبين أن يتحلون بها كي تحصدي ذلك غدًا عندما يكبروا ويشتد ساعدهم..
اجعليهم يُحبون الحياة لأن حبهم للحياة من حبهم لكِ.