أنــــــــــــــــا القاتل !

بقلم / نادين مندراوي

نعم لقد قتلتها
نطقها خالد في ثبات ، وهمهمات خافتة في أرجاء قاعة المحكمة، تبعتها طرقات خفيفة ٱمرة بالسكوت
– وكيف حدث ذلك يا خالد ؟!
قالها القاضي بنبرة قوية وبصوت أجش
– سأروي لك قصتي سيدي القاضي حينها ستعذرني
– هيا يا خالد لا داعي للمقدمات
– “في إحدى الليالي البائسة الكئيبة كعادة بيتنا منذ الزواج، عدت من عملي متأخراً مرهقاً بع أن ضغطت علىّ زوجتي بالعمل بوظيفتين لأن الحياة صعبة ولأستطيع الانفاق على ابننا الذي لم تحمل به حتى الآن، اضطررت تحت ضغوطها أن أقبل
وما إن دلفت من الباب حتى بدأت تساؤلاتها اليومية المعتادة .. أين كنت وماذا فعلت و ما لا يخطر لك ببال سيدي لم أحتمل ..”
بدأت تعبيرات وجهه في التشنج وبلهجة سريعة
– بلغ بي الأمر أقصاه سيدي، فوجدتها تندفع نحو غرفة النوم وقالت وهي تحزم حقائبها للرحيل
” عندما تقدر أن يكون لك زوجة تريد أن تعرف أين كنت، وماذا فعلت، ولماذا ارتديت هذا الثوب بالتحديد، ولماذا أنت سعيد اليوم على غير عادتك، وما هذا العطر الغير مألوف في قميصك، وماذا أهديت أمك وأختك، ولماذا لم تهديني مثلهم، وأن تجلب لي خادمة لأنني متعبة من كثرة الراحة .. حينها سوف أعود”
حينها لم أطق أن أسمع لها حرفاً ٱخر تقدم نحوها في سعادة من نتيجة الفعل الذي سأقوم به حالاً، وأطبقت أصابعي على عنقها، لم تستضعفني استغاثتها، ولم تعنيني توسلاتها، حتى خرج آخر نفس منها، حينها بدأت أنا في التنفس
هل أنا مخطئ سيدي القاضي !
كنت أبحث عن الراحة والهدوء فقط في بيتي هل أجرمت في ذلك؟!
لم يكمل خالد جملته حتى قاطعه القاضي بالحكم
– براءة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.