*أنقذوا الفن والذوق العام” بقلم : أسلام أحمد

في الماضي القريب كان الذوق العام في قمة الرقي ، فعلي صوت ام كلثوم تعلم المصريون الحب ومن قصائدها تعلم المصريون اللغه العربيه والبلاغه ، وكان العشاق يذوبون في صوت العندليب الاسمر و وردة الجزائرية وفايزة أحمد وغيرهم ، وكانت السينما المصرية وصلت إلى قمة إلابداع في ذلك الحين ، بدأت حكايتنا في عام 1932م مع عرض أول فيلم مصري ناطق وهو “أولاد الذوات” ليوسف وهبي ،واستطاعت مصر حينها أن تثبت تقدمها في هذا المجال،حتي وصلنا إلي عام 1935م الذي ولد بها أحد إبداعات “طلعت حرب” وهو (ستوديو مصر) ، فمن “أولاد الذوات” إلي “شارع الهرم” ومن”إستوديو مصر” إلى “السبكي”. ياقلبي لا تحزن .، ففي وقتنا هذا لن تجد كتابة نجيب محفوظ او إبداع يوسف شاهين ، ومع بداية الألفية الثانية إنحضر الذوق العام للغاية وبدأ ظهور التجاعيد المبكره للسينما
وأصبحت جميع الافلام المصريه لها نفس الفكرة وهي المطرب الشعبي والراقصه والبلطجي وبدأ يتوافد عليها الجمهور بأعداد كبيرة و أصبحت تجني أعلى الإيرادات في شباك التذاكر ، وبين الحين والآخر يظهر قليل من الأفلام الجيدة التي لها قصة وإبداع في الأداء مثل “نوارة” و “أشتباك” و”ساعة ونصف”
وهنا تكون الصدمه ؛ تخرج هذه الأفلام بعد أقل من إسبوعين من دور العرض بخسائر فاضحه وبأقل الإيرادات ، وهذا لا يجوز تسميته سوي تدهور الذوق العام وأصبحت عقول الناس لا تتقبل سوي الأفلام التي يكون مضمونها هو الراقصه المثيره و اغاني المهرجانات ، فماذا ننتظر من تلك العقول التي أصبح مثلها الاعلى هو محمد رمضان و فتاة أحلامه هي صافيناز ، فيجب علينا أن نحاول إنعاش الذوق العام قبل فوات الاوان ، وأصبحت الاغاني السائدة في المجتمع هي اغاني المهرجانات وهي عبارة عن موسيقى صاخبة وبعض من الكلمات التي تخلو من الوزن والقافية والمعاني
ويكون كل هدفها هو الرقص دون أي معني او رساله ، بينما كنا في الماضي نري ام كلثوم شامخه على المسرح تشدو باروع أغانيها و يجلس أمامها رجال يرتدون الملابس الرسمية جالسون بكل وقار ، فمن لم يتذكر حبه القديم على انغام” فكروني” ومن لم يشتاق لزيارة مكه والمدينه وهو يستمتع ب”القلب يعشق كل جميل” ومن لم يبكي شوقا على حبيبه المسافر في”الاوله في الغرام”، ام كلثوم حالة يصعب تكرارها ، لماذا لا نعود لتلك الحالة التي كان بها الذوق العام في اعلى مكانه ، فيجب علينا أن نحاول إنعاش الذوق العام قبل أن يلفذ أنفاسه الأخيرة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.