أهمية الجماع ومقدماته في الإسلام والطب
*أهمية الجماع ومقدماته في الإسلام والطب
بقلم: د. رحاب أبو العزم*.
*بيان القرآن الكريم لأهمية الأنس مع الزوجة*
لم تترك الشريعة الإسلامية من تفاصيل الحياة الزوجية إلا ووضحته إجلالًا منها لهذه الحياة والعلاقة القوية؛ وإن كان البعض يستحي أن يتحدث في مداعبات ما قبل الجماع فالله تعالى لا يستحي من الحق؛ ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما يريد الأنس والاستئناس مع زوجته ومازال الصحابة يجلسون في بيته صلى الله عليه وسلم كان يستحي أن يصرفهم فنزل قول الله تعالى: (فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) ليؤكد القرآن الكريم على ضرورة الأنس مع الزوجة حتى وإن كان على حساب مقابلة الأصحاب، حيث الاعتذار لهم ليس بجريمة في حقهم كما يظن الرجال الجهلاء بفقه الأولويات.
*تدقيق الشريعة الإسلامية في بيان مقدمات ما قبل الجماع*
ومن تمام عدل الشريعة الإسلامية أن جعلت للجماع ومقدماته أجرًا عظيمًا؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وفي بُضع أحدكم صدقة ) – أي في جماعه لزوجته – فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال عليه الصلاة والسلام: ( أرأيتم لو وضعها في الحرام؛ أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر). ولإكتمال الأجر بيَّن الفقهاء بعض الأمور المهمة التي يجب مراعاتها قبل نكاح الزوج لزوجته وهي: إخلاص النية لله تعالى فينتوي بجماعه حفظ نفسه وحفظ زوجته وعفتها، وأن يقدم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والتقبيل؛ فلم يهمل القرآن الكريم الجانب الحِسي والعلاقة الجسدية بين الزوجين التي تؤدي للطرفين حقهما في إشباع الغريزة والفطرة. وأوجبت الشريعة الإسلامية على الزوجة أن تستجيب لزوجها في رغبته للقبلة والملاعبة إلى أن يصلا للجماع، وأكد على حق الزوج المقدم على أي حق بشري، وأكدت على حق الزوجة في عفتها وإسعادها، وأوجبت على الزوج مراعاة آداب الجماع من تلطف وتقبيل ومداعبة، وعدم المسارعة في قضاء وطره قبل أن تقضي وطرها، وأن يصل بملاعبته لها إلى ذروتها.
*لا حياء بين الزوجين*
وينبغي للزوجين أن يتصارحا -بلا خجل وبلا صمت-في كيفية التقديم والملاعبة، وللزوجة أن تخبر زوجها عن الطريقة التي تناسبها جسديًا وعاطفيًا، وينبغي على الزوج أن يصارح زوجته لما يحبه وبما يتلذذ به في فن المداعبات سوا مدعبات الجسد أو الكلام. يُعد الصمت والحياء وانتظار فِهم الطرف الآخر دون أي توضيح من أول أسباب تدمير الحياة الزوجية. ولقد أوتي صلى الله عليه وسلم مجامع الكَلِم حينما نهى عن الجماع مباشرة: قال صلى الله عليه وسلم: لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القُبلة والكلام. ولقد ذكر الإمام ابن القيم أهمية مداعبة الزوجة وتقبيلها ومص لسانها قبل الجماع. ومن ذلك يتحقق التآلف والألفة الوجدانية والجسدية بين الزوجين، ومن هنا نتجنب تصدع البيوت وخرابها، ومن هنا ينعم الزوجان بصحة جسدية وقلبية طيبة مما يزيد الهناء والاستقرار بينهما. ولقد أمرنا ديننا بحفظ البيوت والاجتهاد والسعي من أجل إسعاد البيوت لننال سعادة الدنيا والأجر في الآخرة.
*تابعوني في اللقاء القادم للحديث عن أهمية الجماع ومقدماته في الطب*.