أهم المحطات في حياة دنجوان السينما المصرية درس في كلية الطب واختلف مع العندليب في أولى أدواره
كتبت دعاء سنبل
هو الشاب الجان والدنجوان ، وهو الولد الشقي المرح ، وفتى أحلام فتيات وفنانات جيله ، تميز بوسامته و قميصه المفتوح والسلسلة في رقبته كان له إطلالة متميزة تجذب المشاهدين إليه وهو الفنان الوسيم “أحمد رمزي” .
وعلى الرغم من أن إطلالته كان يراها الجميع تشع بهجة وسعادة في خارجها لكن كان بداخلها عكس ذلك مطلقاً ، فقد كان يكمن بداخله مآسي وأحزان ، فكان لأحمد رمزي أبناً معاق يحزن من أجله وكان حزين لعدم وصوله لحلمه وهو الوصول للعالمية عشق الوحدة والابتعاد عن الأضواء في أخر أيامه وسنلقي في يوم ميلاده نظرة على أهم محطات حياته :
أسمه الحقيقي رمزي بيومي وأسم الشهرة “أحمد رمزي ” في يوم 23 مارس عام 1930 فى حى الزمالك الأرستقراطى لأسرة متوسطة الحال، فوالده كان أستاذ جراحة بكلية طب القصر العينى، أما والدته كانت اسكتلندية الأصل ، عرفها والده وهو يدرس الطب فى إنجلترا، فقد جميع أمواله فى البورصة ، ولم يستطع تحمل تلك الصدمة، وتوفى بالسكتة القلبية، وكان وقتها رمزي في التاسعة من عمره، وتولت والدته تربيته وشقيقه حسن الذي يكبره بعشر سنوات، والذي كان متفوق مثل أبيه ودرس الطب وسافر إلى بريطانيا وأكمل بها دراساته العليا في الطب وعمل وتزوج وأستقر فيها، لكن رمزي كان مش غاوى طب زي أخوه ، ولكن على الرغم من ذلك التحق بكلية الطب، لأن تلك كانت أمنية والده الراحل، ولكنه لم يستطيع الاستمرار بها سوى سنتين بعدها التحق بكلية التجارة.
عندما التحق رمزى بالكلية لم يكن التمثيل أحد اهتماماته، فكانت علاقته بالفن فى مشاهدة الأفلام الجديدة، ومتابعة العروض المسرحية التي تقدمها كُليته، وفى إحدى الأيام كان فريق التمثيل بالكلية يقدم مسرحية “السلاح والرجل” للكاتب الإنجليزى برنارد شو، وكان رمزى يحفظ المسرحية من كثرة مشاهدته لها، وفى اليوم الرئيسى للعرض غابت الممثلة التي كانت تقدم شخصية الخادمة فجن جنون مدرب الفريق وكان انجليزياً له باع طويل فى شئون المسرح، ووسط حيرته عرض عليه أحد الطلبة المشاركين فى العرض أن يرسل لرمزى ليقدم الدور، ورغم غرابة الموقف، طلب منه المدرب القيام بالدور لإنقاذ الموقف، فوافق من باب التهريج والشقاوة، ولكن المفاجأة أنه فوجىء باستحسان الجمهور لدوره، وإعجاب المدرب البالغ بأدائه ، ومن هنا بدأ اهتمامه بالتمثيل ، وأعانه على ذلك علاقته بصديق عمره الفنان عمر الشريف الذي كان زميلاً له فى فيكتوريا كوليدج، حيث كانا يلتقيان سوياً فى محل جروبى، ويتحدث عمر عن أحلامه الفنية ورغبته فى أن يصبح ممثلاً، فبدأ رمزى أيضا يعشق المجال ويهتم به،
وذات يوم عرض عليه العمل فى السينما، من خلال فيلم أيامنا الحلوة ورحب رمزى بشدة خاصة عندما علم أنه سيشارك مع صديق عمره عمر الشريف، إلى جانب فاتن حمامة و عبد الحليم حافظ، ولكن حدثت أزمة عندما أراد حلمى حليم تغيير اسمه، لأنه وجد أن رمزى بيومى ليس اسماً سينمائياً، ولكنه رفض بشدة، وكان الحل الوسط الذى رضى به رمزى إضافة اسم أحمد ليصبح من بعدها اسمه الفنى أحمد رمزى.
حقق الفيلم نجاحاً باهر ، واستطاع من خلاله رمزي أثبات وجوده في الفيلم إلى جانب النجوم الآخرين، بعدها انهالت عليه العروض السينمائية، حيث وجده المخرجون نمطاً مختلفاً عن النجوم الموجودين على الساحة، والذين يقدمون أدوار الشباب بنوع من الكلاسيكية والوقار، أما هو فكان نموذجاً للشاب الذى يتمتع بخفة الدم والمرح، قدم العديد من الأدوار المتنوعة والمتميزة التي يذكرها الجميع حتى اليوم ، فقد قدم مع عبد الحليم حافظ أيام وليالى، بنات اليوم و الوسادة الخالية، والتقى مع فريد الأطرش فى ثلاثة أفلام أيضاً هى ودعـت حبك ، حكاية عمر كله و الخروج من الجنة ، بالإضافة للعديد من الأفلام المتميزة مثل أين عمرى، القلب له أحكام، عائلة زيزى، الأشقياء الثلاثة، ابن حميدو وغيرها من الأفلام التى تنوعت أدواره فيها ما بين البطولة المطلقة أو الدور الثانى.
مع بداية السبعينات قلت أدوار رمزى بشدة ، وكان من أهم أفلامه فى تلك المرحلة الأبطال، العمالقة مع المخرج حسام الدين مصطفى، الأحضان الدافئة مع المخرج نجدى حافظ، لغة الحب مع المخرج زهير بكير، وفى منتصف السبعينات قرر اتخاذ القرار الصعب وإعلان اعتزال السينما، وقال فى حوار صحفى قديم له قررت اعتزال التمثيل بعد مواجهة النفس، فقد واجهت نفسى بتقدم العمر واختلاف الزمان ، ووقفت أمام المرأة فشعرت أنني أشاهد شخصاً آخر تقدم به العمر ولم أعد الولد الشقى، فقررت الاعتزال لتظل صورتى كما هى بنفس رونقها القديم.
بسبب عشقه للفن يستطع رمزي الابتعاد بشكل نهائى، فكان يشارك فى بعض الأعمال بشكل متقطع، ففى عام 1983 شارك فى فيلم حكاية وراء كل باب بعد إلحاح المخرج سعيد مرزوق والفنانة فاتن حمامة، وبعد 15عام من غيابه عاد بفيلم قط الصحراء عام 1995 مع نيللى و يوسف منصور، أما آخر أعماله السينمائية فكان فيلم الوردة الحمراء مع يسرا ومصطفى فهمي من إخراج إيناس الدغيدي عام 2000، ولم تقتصر مشاركته على السينما فقط، إذ قدم مسلسلين تلفزيونيين أحدهما مع صديقة عمره النجمة فاتن حمامة فى وجه القمر والآخر مع صديقه الفنان عمر الشريف، حيث ظهر كضيف شرف فى مسلسل حنان وحنين.
كانت التجارة هى الطريق الذى اختاره أحمد رمزى بعد اعتزاله التمثيل، حيث قرر ذلك حتى يستطيع العيش فى المستوى الذى اعتاد عليه، خاصة أنه لم يدخر شيئاً من العمل بالفن، وبالفعل بدأ مشروع تجارى ضخم اعتمد على بناء السفن وبيعها، وهو المشروع الذي استمر يعمل به طيلة فترة الثمانينات وحتى بداية التسعينات حين اندلعت حرب الخليج الثانية، وتأثرت تجارة رمزى إلى الحد الذى أصبح فيه مديوناً للبنوك بمبالغ ضخمة تم بمقتضاها الحجز على كل ما يملك.