أوباما ينتقد إسرائيل: لا مبرر لقصف الأنقاض في غزة ويجب إقامة دولة فلسطينية
كتب/ ماجد مفرح
في تصريحات لافتة وغير معتادة بشأن الحرب المستمرة في قطاع غزة، هاجم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، النهج العسكري الذي تتبعه إسرائيل، مؤكدًا أن ما يجري لا يستند إلى منطق عسكري، وأن الحل الحقيقي يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
دعوة للإنسانية ورفض لاستهداف المدنيين
جاءت تصريحات أوباما خلال مشاركته في فعالية أقيمت في العاصمة الأيرلندية دبلن، حيث شدد على أن “القصف المستمر لما هو بالفعل أنقاض لا يُمكن تبريره عسكريًا”، مؤكدًا أن الأزمة تجاوزت حدود السياسة وأصبحت كارثة إنسانية.
وقال أوباما: “علينا أن نقر بأن هناك من ليسوا طرفًا مباشرًا في هذا العنف، ولا يجوز أن يموت الأطفال جوعًا”، في إشارة واضحة إلى ما يعانيه سكان قطاع غزة من حصار وتجويع ممنهج، وسط استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية.
وأضاف أن “تجاهل الأزمة الإنسانية في غزة أمر غير مقبول”، داعيًا إلى ضرورة السعي لإيجاد مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في إطار من الأمن والاحترام المتبادل.

انتقاد مباشر لنتنياهو
ولم يخلُ حديث أوباما من انتقادات صريحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ أشار إلى علاقته المتوترة معه منذ أن كان في سدة الحكم، قائلاً: “لم نكن على وفاق دائمًا، ولم أكن محبوبًا في دوائره بسبب انتقاداتي المتكررة”.
وأضاف: “شاهدت هذه السياسات عن قرب خلال فترة رئاستي، وأعتقد أنه من الواضح أنني ورئيس الوزراء الحالي لم نكن أصدقاء مقربين”.
تزامن مع اجتماع قادة العالم
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، تزامنًا مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تتصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب وإيجاد حلول سياسية دائمة.
يذكر أن تصريحات أوباما، تعكس قلقًا متزايدًا في الأوساط الغربية بشأن الكلفة الإنسانية الباهظة للنزاع، وتسلّط الضوء على التباعد المتنامي بين بعض القادة الغربيين والحكومة الإسرائيلية الحالية.
وفي ظل اعتراف عدد متزايد من الدول الغربية بدولة فلسطين، تستمر تل أبيب في انتهاج سياسة الهجوم والرفض، وسط اتهامات من نتنياهو بأن هذا الاعتراف جاء “خضوعًا لضغوط الإعلام والجماهير المعادية للسامية”، بحسب وصفه.
واختتم أوباما، مداخلته برسالة واضحة: “لا سلام دائم دون العدالة، ولا عدالة دون دولة فلسطينية”. موقفه، وإن لم يكن جديدًا، يمثل صوتًا دوليًا مهمًا يطالب بإنهاء دوامة العنف وبناء مستقبل قائم على الحقوق والكرامة لجميع شعوب المنطقة.