“أوتار الإبداع”: أوركسترا كنيسة مارجرجس تمزج بين الموسيقى والدراما فى حفل فنى مميز
“أوتار الإبداع”: أوركسترا كنيسة مارجرجس تمزج بين الموسيقى والدراما فى حفل فنى مميز
تقرير_أمجد زاهر
أوتار الروحانية: موسيقى ترتقي بالنفوس
افتتح حفل أوركسترا كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بمنشية التحرير على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعزف موسيقى وألحان روحانية عميقة.
بدأ الكورال بترتيلة مؤثرة تحت عنوان “هل أطرق بابك” لتكون بمثابة بداية مميزة للحفل، حيث أشعل الحس الروحي لدى الحضور.
تلتها أغنية “سلمت نفسي بين يديك” التي جعلت الحضور يشعرون وكأنهم يرتقون إلى عالم الروحانية.
ثم سحبت الموسيقى الحاضرين إلى حالة من الصفاء النفسي والتأمل عبر أغنية “يا روح الله ارويني من ملئك”.
مع الترتيلة التالية “فخاري حكيم” هبطت الأجواء الموسيقية إلى هدوء يشبه هدوء الرياح مع رسالة متأملة في فكرة تغيير النفس “أظهر عمل النعمة في أواني مليانة عيوب، ارجوك كمل شغلك فينا”.
هذه الترانيم لم تكن مجرد عروض موسيقية، بل دعوة للتأمل والروحانية، لتختتم فقرة الكورال بترتيلة تحمل إحساس الحنين والدفء بعنوان “يا كنيستنا يا جميلة” والتي وزعت موسيقيًا بتوزيع جديد ربط بين التقليد والتجديد.
تجسيد المأساة: مسرحية مايم “الندم”
في فقرة مميزة، تم تقديم عرض مسرحي قصير بأسلوب المايم تحت عنوان “الندم”، حيث جسدت المسرحية حكاية شاب يقع في فخ إدمان الخمور، وتأثير ذلك السلبي على حياته الشخصية والمهنية.
العرض اعتمد على استخدام الحركات الجسدية بشكل رائع، مما أضاف بعدًا عميقًا للقصة المأساوية التي يحكيها العمل.
وكانت الحركات الاستعراضية المتقنة تحاكي اللوحات المتصلة بالأحداث بشكل مذهل، مما جعل العرض أكثر تأثيرًا وملامسة لمشاعر الحاضرين.
فيديو تعريفي: “أوركسترا” ليست مجرد عنوان
لم يكن الحفل مجرد عرض موسيقي ودرامي، بل تم تقديم فيديو تعريفي يشرح معنى “أوركسترا” ويوضح الغاية من استخدام هذا الاسم للحفل.
الفيديو كان بمثابة تفسير لروح التعاون والتناغم التي رافقت جميع العروض التي قدمت خلال الفعالية، مشيرًا إلى أن “المايسترو” يرمز إلى القيادة والتوجيه الموحد الذي يجمع جميع العناصر في تناغم تام.
أفراح القبة: تجربة مسرحية داخل مسرحية
في القسم الدرامي من الحفل، تم تقديم عرض مسرحي مستوحى من رواية نجيب محفوظ “أفراح القبة”.
الفكرة المحورية للعرض كانت المسرحية داخل المسرحية، حيث يظهر الممثلون وهم يعترضون على تقديم العرض المسرحي الذي يشاركون فيه.
تم الاعتماد على تقنية التجريب في الإخراج، مما أضفى طابعًا فريدًا على العمل المسرحي.
استخدم مخرج العرض العمق المسرحي بذكاء ليظهر قوة شخصيات العرض ويبرز الصراعات الداخلية لكل منها.
كان ديكور المسرحية جزءًا لا يتجزأ من تقديم الحكاية، حيث عكس التناقض بين عالم المسرح ومنزل قديم ومتهالك، مما أضفى بعدًا بصريًا مثيرًا يعكس الحالة النفسية للشخصيات.
الإضاءة والموسيقى: أدوات لتعزيز الدراما
استخدمت المسرحية الموسيقى بشكل فعال لتعزيز المشاهد الدرامية، وكانت الموسيقى مناسبة للأحداث، رغم أن شدتها كانت تطغى أحيانًا على حوار الممثلين.
الإضاءة كذلك كانت تلعب دورًا محوريًا في الانتقال بين المشاهد وخلق أجواء تناسب توتر الأحداث وتطوراتها، مما ساعد الجمهور على الانغماس أكثر في التفاصيل.
نهاية غامضة: مقتل بطلة المسرحية “تحية”
اختتم العرض بمقتل بطلة المسرحية “تحية”، وهو ما أثار تساؤلات لدى الجمهور حول من هو الجاني.
العرض لعب على الغموض والدراما، حيث تركز الشك حول جميع أفراد الفرقة المسرحية، لكن النهاية غير المتوقعة كشفت أن الوفاة كانت نتيجة حمى التيفوس وليس بفعل فاعل، مما ترك الجمهور في حالة من الصدمة.
ختام الحفل: الإبداع في التنوع
تميز الحفل بتنوع عروضه بين الموسيقى والدراما، ما جعله تجربة غنية تجمع بين الروحانية والإبداع الفني.
استطاع فرق كنيسة مارجرجس بمنشية التحرير أن يقدموا حفلًا متكاملًا يلامس مشاعر الجمهور بروحانيته وفنيته الجيدة ، ليكون تجربة ملهمة تذكرها الحضور طويلاً.