«أولادنا» يفتتح دورته التاسعة فى الأوبرا المصرية: ليلة استثنائية جمعت الفن بالإنسانية
«أولادنا» يفتتح دورته التاسعة في الأوبرا المصرية: ليلة استثنائية جمعت الفن بالإنسانية
تقرير_أمجد زاهر
في أجواء مبهرة غلبت عليها مشاعر الفخر والبهجة، شهدت دار الأوبرا المصرية مساء أمس الخميس افتتاح فعاليات الدورة التاسعة من الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة «أولادنا»، الذي بات على مدار سنواته علامة مضيئة في المشهد الثقافي المصري والعربي، ومنصة تحتفي بإبداع استثنائي يبرهن أن الفن لغة قادرة على كسر الحواجز وإعلاء صوت الإنسانية.
حضور رسمي وفني رفيع المستوى
الافتتاح حظي بحضور رسمي بارز، تقدمهم الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى جانب الدكتورة نوال الدجوي وعدد كبير من الشخصيات العامة وسفراء الثقافة والفن.
كما امتلأت القاعة بكوكبة من نجوم الفن والإعلام الذين حرصوا على مشاركة أبناء «أولادنا» لحظات الاحتفاء، في رسالة دعم معنوي تؤكد مكانة الملتقى كجسر للتواصل المجتمعي والفني.
صفاء أبو السعود.. نجمة الافتتاح ولمسة الوفاء
وكان مسك الختام في الليلة الأولى النجمة الكبيرة صفاء أبو السعود، التي أعادت للجمهور أجواء النوستالجيا والفرح عبر باقة من أشهر أغنياتها الخالدة.
تفاعل الحضور معها بحرارة، لتتحول القاعة إلى حالة من البهجة الجماعية، خاصة حين شاركتها فرق فنية من الأطفال والشباب من ذوي القدرات الخاصة في استعراضات ملونة ومبهجة، جعلت الجمهور يصفق بحماس ويقف تقديرًا لهذه اللحظات الإنسانية والفنية المضيئة.

منصة للإبداع والتمكين
يحمل الملتقى في دورته التاسعة استمرارًا لمسيرة النجاح التي بدأها منذ تأسيسه، حيث أصبح نموذجًا يُحتذى به في دعم وتمكين أصحاب القدرات الخاصة. فالفنون هنا ليست مجرد ترفيه، بل أداة فعالة للتعبير والدمج المجتمعي، ووسيلة لإبراز طاقات فنية كامنة تسعى إلى فرصة عادلة لإثبات الذات.
وقالت الدكتورة سهير عبد القادر، رئيسة الملتقى، إن هذه الدورة تحمل رسائل أمل وتفاؤل، مشددة على أن الهدف الأساسي هو إبراز المواهب الفنية لدى الأطفال والشباب من ذوي القدرات الخاصة، وإتاحة منصة لهم للانطلاق بثقة نحو المستقبل.
وأضافت أن الملتقى يستضيف هذا العام فرقًا من داخل مصر وخارجها، في دليل على امتداد تأثيره ليصبح حدثًا دوليًا يعكس صورة مصر كحاضنة للتنوع الثقافي والإبداع.
تلاحم الفن والإنسانية
جمهور الأوبرا المصرية خرج من ليلة الافتتاح بشعور خاص، إذ اتفق الحضور على أن مشاركة النجمة صفاء أبو السعود حملت دلالة عميقة ورسالة وفاء، ليس فقط للفن وإنما لقيمة الملتقى ذاته، الذي جمع في هذه الليلة بين الحنين والبهجة والتقدير العميق لقوة الإرادة الإنسانية.
كان المشهد أكبر من مجرد احتفال فني، بل أقرب إلى لوحة إنسانية جسدت كيف يمكن للفن أن يكون رسالة حياة وأداة دمج حقيقية.
نحو مستقبل أكثر إشراقًا
على مدار أيامه القادمة، يواصل ملتقى «أولادنا» فعالياته بعروض فنية وموسيقية ومسرحية متنوعة، بمشاركة واسعة من فرق محلية وعالمية، في رسالة تؤكد أن أصحاب القدرات الخاصة ليسوا على هامش المجتمع، بل في قلبه، قادرين على الإلهام وصناعة الفرح.